الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقائق و ضرورات، موقع الجيش السودانى من الاعراب فى المبادرة الأمريكية السعودية لوقف الاقتتال .

عبير سويكت

2023 / 5 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


حقائق و ضرورات، موقع الجيش السودانى من الاعراب فى المبادرة الأمريكية السعودية لوقف الاقتتال .
.

عبير المجمر(سويكت)

تم الإعلان عن مغادرة وفدي الجيش السوداني و الدعم السريع إلى المملكة العربية السعودية وقفًا للاقتتال و بدءًا للمفاوضات الإنسانية ،تلبيةً للمبادرة الأمريكية السعودية.

فى الوقت الذى قام فيه ‎جو بايدن رئيس امريكا بإرسال مستشاره للأمن القومي إلى السعودية، و بهذا يكون الملف السودانى أصبح بينأيادى السعودية و امريكا.

السودان البلد الاستراتيجي أفريقياً، و امريكا برئاسة بايدن كانت قد نظمت قمة أفريقيا بواشنطن لمدة ثلاث ايام، بعد ثمانى سنوات منالقمة الأولى من نوعها في عام 2014 برئاسة بارك أوباما، الذى عقبه ترامب الذى عرفت سياسته بالبعد عن افريقيا، بينما سياسات بايدن تعلن عن رغبة فى توطيد علاقات أمريكية مع افريقيا.
فقد سبق و طرحت امريكا فى قمتها لافريقيا برئاسة بايدن مواضيع متعددة كان منها : الإعلان عن استثمارات جديدة ، الأمن الغذائي الذي تفاقم بسبب الحرب في أوكرانيا، وتغير المناخ، وكذلك الديمقراطية والحكم.

و كان جو بايدن قد صرح بأن : "أفريقيا يجب أن تكون على الطاولة في كل غرفة يتم فيها مناقشة التحديات العالمية وفي جميع المؤسسات" ، مستشهدا بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو مجموعة العشرين، كما اضاف حينها بانه سيدعم ترشيح الاتحاد الأفريقي لها.

كما دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى "شراكة حقيقية" مع إفريقيا.

و صرح جود ديفيرمونت ، مؤكدًا على أن إدارة بايدن "تؤمن إيمانًا راسخًا بأن سيكون لأفريقيا صوت حاسم ".

و كانت الولايات المتحدة قد دعت لتلك القمة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي او ما قيل الدول الافريقية التى لها "علاقات جيدة" مع الاتحاد الأفريقي ، باستثناء بوركينا فاسو وغينيا ومالي، والسودان الذى كان قد جمد الإتحاد الإفريقي عضويته، بعد قرارات رئيس مجلس السيادة السودانى البرهان آنذاك التصحيحية في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021. و فرضه الطوارئ، وتجميد العمل بالوثيقة الدستورية مع مجموعة قحت الحزبية غير المنتخبة دستوريًا و غير المتفق عليها سياسيًا و وطنيًا، و لا تحظ بتأييد الأغلبية العظمى منالسودانيين ، و كانت تسمى بحكومة الامر الواقع، و كان البرهان آنذاك قد كشف ان ما فعله خطوة لتصحيح الأوضاع، وإنهاء سيطرة فئة صغيرة على الحكم، و بالرغم من عدم مشاركة السودان فى تلك القمة الأمريكية إلا انه معروف ان واشنطن تقييم مع السودان علاقات دبلوماسية.

كما ان البرهان قد سبق و لبى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، و شارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الذى يعتبرحدث عالمي يلتقي فيه قادة ورؤساء وملوك الدول الأعضاء ، لإجراء مناقشات تتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية ، و فى ذلك
دليل على إرادته فى توفير الظروف والمناخ الملائم لمشروع التحول الديمقراطي في السودان ، وفتح صفحات جديدة مع المجتمع الدولي ، من خلال بناء علاقات متوازنة يحترم فيها السودان الأسس والقوانين الدولية ، والامتناع عن أي سياسة تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة علىأساس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

كما انه بالرغم من الفزاعات التى تطلقها قوى قحت الحزبية و جناحها العسكري المتمثل فى مليشيات الدعم السريع المتمردة بزعم ان لديه تقارب مع الإسلاميين، إلا ان مواقف البرهان و سياسته المتبعة تنفى هذه التهمة ، فلا تقارب ملموس له مع الحركة الاسلامية في السودان ولا حتى فى المنطقة و الإقليم، حيث يمكن قراءة تلبيته دعوة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وزيارته إلى قبر مؤسس العلمانية في تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، بإعلان البرهان نهج جديد في السياسة السودانية يختلف عن العهد القديم، و ميوله للوسطية فىالسياسات المتبعة بعيدا عن الأيديولوجية ايا كان شكلها و نوعها، و هذا هو المفهوم العسكري الذى يركز على الانجاز و التنفيذ و البعد عن الأيديولوجيات السياسية الحزبية و الفكرية.
و فى لقائه مع نتنياهو في أوغندا ، بكل شجاعة، تحمل عواقب تلك الخطوة تأكيدا على رغبته فى اتباع سياسة سودانية جديدة تضمن الآمن والاستقرار القومى للسودان و تركز على خلق شركات عالمية انفتاحية تضمن التنمية الاقتصادية و الاجتماعية التى تنعكس بشكلٍ ايجابي على حياة المواطن لتوفر له حياة أفضل، و تساعد على إزدهار السودان اقتصاديًا، و تبنى علاقات خارجية جيدة و متوازنة بعيدا عنالايدولوجيات التى تفجرها الأحزاب السياسية المتصارعة على السلطة و المنشقة و المنقسمة و المنشطرة فيما بينها.
ثم مشاركته في مؤتمر باريس الاقتصادي ، و اداءه واجب العزاء فى ملكة بريطانيا الراحلة ، جميع هذه المواقف مجتمعة تؤكد على اقتناعالبرهان تمامًا بأهمية التحول الإيجابي سياسيًا داخل السودان، و سعيه لإخراج السودان من القفص المظلم، و انفتاحه على نور العالم ودمجه فيه، لكن عبر اجماع وطنى و قومى و احترامًا فى ذات الوقت لثوابت السودان، و بعيدًا عن عملية الاقصاء و الهيمنة التى كانت تمارسها حكومة قحت، و ألحقت بها ضررًا كبيرا على السودان، و حرصًا من البرهان على أهمية النهوض بالسودان اقتصاديًا و امنياً، والسعى للتنمية المستدامة، وضمان التحول الديمقراطي عبر قنواته الرسمية المعروفة لدى الجميع فى التهيئه مستقبلا لانتخابات حرة نزيهة .


أما بالنسبة لعلاقته مع قطر ، فلا تكاد تتعدى حرص السودان على الحفاظ على العلاقات المعتدلة لضمان الاستثمارات القطرية ، وتقديراً للدور الذي لعبته دولة قطر في إحلال السلام في دارفور، وجهودها التي ساهمت في توقيع اتفاق الدوحة بشأن السلام في دارفور ومشاريع قطر التنموية في السودان.
باعتبارها علاقات تاريخية واقتصادية وإنسانية بعيدة كل البعد عن أي طابع أيديولوجي. إسلامي أو غير ذلك. فالجيش السودانى عقيدته عسكرية و ولاءه للوطن و المواطن بعيدا عن الحزبية و الايدلوجية، و احترامًا للانضباط العسكري، و قد عرف عن الجنرال البرهان انه لايتحدث إلا قليلا، ويفضل التنفيذ بهدوء مطلق، و شعاره ان لا يثور و لا يُثار ، بل يلزم الصبر المنقطع النظير لتنفيذ سياسات طويلة الأمد بعيدًا عن السياسات السريعة المتهورة التى لا تدوم طويلًا، و سياسات الترقيع التى سرعان ما تنفتق، و هذا أيضا نهجه فى قيادة المعركة العسكرية لردع التمرد.

اما الجانب الامريكى فينظر الى انه يأتي في إطار جهود واشنطن لإحياء العلاقات مع منطقة افريقيا التى تراجعت فيها السياسة الخارجية الأمريكية في السنوات الأخيرة، و تحسين العلاقات مع القارة السمراء .

بينما ينظر الآخرين لسياسة امريكا مع القارة الأفريقية بانها تكشف عن توترات رئيسية مع المعسكر الروسى الصينى، و تصنف بالتنافسية بهدف الحد من النفوذ الروسي ، والصينى، الصين أكبر دائن في العالم للدول الفقيرة والنامية، وتستثمر بكثافة في القارة الأفريقية الغنية بالموارد، و روسيا المتواجدة بشكل كبير فى أفريقيا ، بما في ذلك عن طريق إرسال المرتزقة ، وتقيم علاقات وثيقة مع عواصم معينة ، ولا سيما تلك التي قررت في بداية مارس عدم المساهمة بأصواتها في قرار الأمم المتحدة الذي يدين غزو أوكرانيا، و طامعة فى تواجد استيراتيجي فى السودان تحديدا فى منطقة البحر الأحمر " الفاصل بين السودان و السعودية " التى تقود الآن مبادرة مع آمريكا للاجتماع بمليشيات التمرد المسلحة بالجيش السودانى العامل على ردع هذا التمرد بناءا على واجبه الدستوري و الوطنى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة