الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فراغ القوة عند العرب

محمد سيد رصاص

2006 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تعيش المنطقة العربية,الممتدة من المحيط إلى الخليج,حالة من فراغ القوة لم يعيشها العرب منذ خمسة قرون,عندما أدى الفراغ آنذاك إلى تنازع للسيطرة على هذه المنطقة بين أربعة قوى:الإسبان في شمال افريقيا,البرتغاليون ومحاولتهم السيطرة على سواحل بحر العرب,الصفويون الطامحون للسيطرة على العراق,ثم العثمانيون الذين بدأوا بالإلتفات نحو الجنوب بعد اكتمال سيطرتهم على البلقان,إلى أن حسم العثمانيون الموقف لصالحهم بعد انتصارهم على الصفويين في معركة جالديران(1514),وليسيطروا بعدها على المنطقة الممتدة بين وهران وبغداد,مبعدين الصفويين والبرتغاليين والإسبان.
استطاع الغرب الأوروبي ملء الفراغ العثماني بعد عام 1918,فيما حصل فراغ بعد اضمحلال قوتي لندن وباريس عقب الحرب العالمية الثانية,وخاصة بعد حرب1956,حيث أعلن الرئيس الأمريكي بعد شهرين من انتهاء تلك الحرب نية واشنطن محاولة ملئه من خلال"مبدأ أيزنهاور"-كانون ثاني1957-,لتدخل واشنطن في نزاع ضار مع السوفييت على المنطقة,ومع القوة العربية الصاعدة ممثلة في عبد الناصر,إلى أن تم حسم الكثير من ذلك الصراع ,مع موسكو ومع القاهرة,من خلال حرب 1967,وماأدت إليه من مسارات لم تستطع أية قوة عربية بعدها,سواء ثالوث(القاهرة-الرياض-دمشق)في النصف الأول من السبعينيات ثم القوة العراقية النامية بين عامي 1975و1990,أن تمنع مسار امتداد السيطرة الأميركية على المنطقة,إلى أن وصلت إلى منحى متسارع بعد خطيئة صدام حسين بغزو الكويت,وماأعقب ذلك من مسار وصل إلى ذروته باحتلال العراق.
لم تكن اسرائيل من حيث الدور الإقليمي مستفيدة من حضور واشنطن المباشر للمنطقة,بل أدى ذلك إلى تقلص دورها عما كان في محطات صيفي 1967و1982,فيما كانت ايران مستفيدة كبرى من الاحتلالين الأميركيين لأفغانستان والعراق,ولم يكن بعيداً عن مجرى الوقائع قول احدى القوى العراقية في بيان لها مؤخراً من"أن هناك احتلالان في العراق",وقد أدى ذلك إلى تنام كبير للدور الايراني, بعد احتلال العراق, في المنطقة الممتدة بين كابول وشرق المتوسط,وإلى تشدد ايراني,على ضوء المكاسب الاستراتيجية التي حصًلتها طهران في مرحلتي(مابعد كابول )و(مابعد بغداد),كانت أحد عناوينه استئناف برنامج التخصيب النووي الايراني منذ شهر آب2005.
بالمقابل,يلاحظ بداية اهتمام تركي بمايجري في منطقة الهلال الخصيب,لم يحصل مثيل له منذ عام 1918,ناتجُ عن القلق من الامتداد الايراني,وعن الهواجس التركية تجاه الأكراد,وليس بعيداً عن ذلك الحركة التركية التقاربية مع القاهرة والرياض.
هنا,لم تكن حرب12تموز الأخيرة بعيدة,بشكل من الأشكال,عن أن تكون صداماً غير مباشر,وربما اختباراً أولي للقوة,بين واشنطن وطهران,ولوأن اسرائيل قد فشلت هذه المرة في تحقيق دور الوكيل الناجح لواشنطن بعكس ماحصل في حربي 1967و1982,وهذا مايعطي صورة عن مدى الصراع بين(الدولي),الحاضر إلى المنطقة ,و(الاقليمي)للسيطرة على منطقة تعاني من حالة فراغ القوة عند أبنائها,مايجعلها ساحة للآخرين,الشيء الذي يمكن أن يمتد إلى الساحة العراقية في المستقبل المنظور والمتوسط,فيما لم تكن عملية الاحتقان (وأحياناً الصدام) الجارية بين فتح وحماس ببعيدة عن أن تكون حالة انعكاسية,إلى حد"ما",لما يجري بين (الدولي)و(الاقليمي)من صراع وصدام.
إلى أين سيتجه الصراع بين (الدولي),الآتي إلى الإقليم,و(الاقليمي),الذي هو من دول الجوار للعرب,على المنطقة العربية,والذي أتى-أي هذا الصراع-حصيلة لحالة فراغ القوة عند العرب خلال الثلث الأخير من القرن العشرين؟........... ثم:هل سيكون هناك اتجاه عند العرب لبناء مشروع عربي,كما جرت المحاولة خلال القرن الماضي,من أجل عدم ترك الساحة للمشاريع الثلاثة:الأميركي,الاسرائيلي,الايراني,مع احتمال انضمام رابع هو المشروع التركي؟.................بعد ذلك:في حال حصل بناء لمشروع عربي,أوفي حال عدم حصوله في المدى المنظور,ماذا ستكون استراتيجيات وتكتيكات العرب تجاه صراعات(وربما تسويات)هذه المشاريع,وتجاه كل منها ,أم أن العرب سيكونون منفعلين تجاه ذلك عبر انقسامهم واصطفافهم وفقاً لخنادق صراعات هذه المشاريع؟.................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف