الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس حقيبة بلا يد

سليم النجار

2023 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


منذ انطلاقتها حتى كتابة هذه السطور، تعمل حماس بشكل دؤوب باستراتيجية واضحة المعالم على نشر الجهل في المجتمعات العربية، تارة باسم المقاومة وتارة أخرى باسم الدين، حيث يعتمد خطابهم على أنهم أصحاب الحق في الحديث عن المقاومة وعن الدين، غير أنهم يلوَّحون بالقوة ويستخدمونها لتحقيق أهدافهم، كما فعلوا في انقلابهم الأسود في غزة، فتاريخهم حافل في الإجرام، وهنا أقصد الإخوان المسلمين، الأب الروحي لحماس تنظيمهم الفلسطيني، حيث أوكلت لهم مهام تدمير وتعهير النضال الفلسطيني، وهذا ليس بغريب عنهم وعن سلوكهم السياسي، ومن منا ينسى الكذّاب حسن البنا مؤسس هذه الجماعة، الذي نسج قصصًا وبطولات تتحدث عن تضحياتهم المزعومة ودماء شهدائهم التي أريقت على أرض فلسطين، فصوّروا للعامة أنهم هم الذين خاضوا جميع المعارك في فلسطين.
غير أن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، لم يقدّموا شهيدًا ولم يطلقوا رصاصة واحدة ولم يريقوا قطرة دماء واحدة، ولم يستطع واحد منهم أن يقدم أي دليل على صدق ما يقول إلا العبارات الإنشائية والجمل المطاطة وكلام الوعظ والإرشاد، والدعوة للجهاد بالكلام فقط.
كانت جريدة مصر الفتاة، أول من كشف زيف وكذب ودجل ادعاءات الإخوان المسلمين، حيث نشرت في العدد ١٤٢ بتاريخ ١٢ يناير ١٩٤٨ ، تحت عنوان "أيها اليهود انتظروا قليلًا فإن كتائب الشيخ البنا سستتأخرر بعض الوقت" ، فلطالما أذاع حسن البنا عن كتائبه التي تبلغ عشرات الألوف، وأنها مزودة بالأسلحة والمعدات، وأنه اختارها من بين الملايين الذين يدينون له بالطاعة والولاء، ولم يكتفِ بهذا الكذب المفضوح، بل ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، فسارع في إرسال البرقيات لمفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، والجامعة العربية وإلى كل من هب ودب، إن جيوش البنا ستهزم الصهاينة، ولم يكتفِ بهذه الشعوذة والدجل، فضحك البنا وأعوانه على عقول كل من صدقهم وتأمّل منهم شيئًا، ولم يكف البنا عن هذه المهازل ومارس فن الرخص، وللحق، كان ممثلًا بارعًا له مستقبل لو احترف هذه المهنة بدلاً من لعبه دور الواعظ، فقد نشرت جريدتهم عريضة رفعوها إلى الملك فاروق، لإعفاء الحكومة التي كانت قائمة في ذلك الوقت من أعباء الحكم وتشكيل حكومة أخرى جديدة بزعم إنقاذ فلسطين، وعندها سيكون كل شيء على ما يرام، وأثناء كتابتي لهذه الكتابات تذكرت فولتير في قوله الشهير"يومًا ما، سيكون كل شيء على ما يرام، ذلك هو أملنا، كل شيء الآن على ما يرام، ذاك هو الوهم"
نعم إنه الوهم، لكن الإخوان المسلمين ابتدعوا وهمًا خاصًا بهم، وللأمانة التاريخية، فهو ملكية خالصة لهم، فقد مارسوا الوهم وبنفس الطريقة في غزة عندما عملوا انقلاب دموي وقتلوا المئات من الفلسطينيين بحجة المقاومة ضد إسرائيل، ومن العجيب أن يقول الإخوان عبر وكيلهم في غزة أنهم مقاومون، وكأن المقاومة تحتاج قرابين فلسطينيين، أو ربما تحتاج إلى لافتات بالأنوار والنيون حتى يصل موضوع المقاومة إلى أصحاب الدولارات، وهذا ما تم بالفعل..
إلّا أننا نشير إلى أنه ليس في استطاعتنا ولا من غايتنا هنا تتبع سيرة الإخوان المسلمين وتفرعاتهم التنظيمية التي تحمل أسماء مختلفة منذ البدايات إلى الآن، ولا في استطاعتنا الإلمام بما راكمه معاصرونا في المجال، فهذا أمر عزيز حتى على الثّلة العالمة المتخصصة، فتبقى غايتنا الكشف بقدر ما نستطيع عن بعض جوانب تاريخهم الدموي والأسود والمتآمر على أمتنا العربية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، اتصالاتهم مع الإنجليز في مصر بحجة مناقشة معاهدة ١٩٣٦، والغريب في الأمر أنه من المفترض أن السلطة آنذاك هي المنوطة بهذا الموضوع، لكن الإخوان لا يعترفون بأي سلطة إلا السلطة التي تكون خالصة لهم، والثابت أن اتصالات الإخوان المسلمين والعلاقة الحميمية مع الإنجليز بدأت منذ بدايات عام ١٩٢٨، عام تأسيس الجماعة، واللافت في هذا التاريخ أن الأنحليز كانوا يحتلون فلسطين ويمارسون أبشع أنواع القتل والنحل والنفي والسرقة للفلسطينيين، لكن والعلم عند الله، لم يسمع البنا بهذا الاحتلال، وبالمناسبة هذا ليس بغريب عن الواعظ، فتاريخنا العربي زاخر بهذه الشخصيات البهلوانية، فالغزالي الذي سقطت القدس في حياته، لم يذكر في أي كتاب من كتبه وفتاويه العرمرمية أي كلمة عن سقوط القدس، وكانت الحجة أنه لم يسمع بسقوط القدس، والكثير الكثير من هذه النماذج موجودة في تاريخنا العربي.
فمن أخطر القضايا التي مارسوها الإخوان المسلمين، تجهيل المجتمع وتكفيره ووصفه بأبشع النعوت، وكأنهم يمارسون دور رجل مباحث يفتش في إضبارات الشرطة عن الجرائم التي وقعت في عصرهم، وهذا يحتاج لمقال آخر للحديث عن هذه المنظومة الإخوانية الفاسدة، بحق، إنهم حقيبة دون يد..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو