الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشكال التنظيم المجتمعي والتحول الآلي ؟(2/2)

عبدالامير الركابي

2023 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


مع الانبثاق الالي، تبدا اولا مرحلة الانتقال الالي اليدوي مستغرقة محطتين، اولى اوربية، وثانيه تضطلع بها المجتمعية الامريكية المفقسة خارج رحم التاريخ، وصولا الى اللحظة الاخيرة التحولية العقلية، الهدف النهائي والاخير للطور التاريخي الانقلابي الاعظم، وهو ماقد بدات بشائره تلوح في الافق، فالبشرية الحالية بصدد مغادرة الطور الانتاجي اليدوي، مع ملحقاته وما اعقبه من حال انتقالي، ماكان ممكنا الا ان تسبغ علبه صفات من غير طبيعته او جوهره ومستهدفه، مصادرها ادنى، عائدة الى اشتراطات وظروف ماقبلها.
ويلعب دورا هاما في تكريس غلبة المنظوراليدوي ابتداء، حصول الحدث الالي ضمن نمطية مجتمعية من غير الممكن لها ان تتجاوز وعيا، النطاق اليدوي في حينه، ابان لحظة الانتقال النوعي المستجد، لنصبح امام وعي وادراكية المجتمعية الارضوية للحدث الالي، حيث المرتكز لهذه الجهه، تكرارا انقلابيا لماسبق، فالاله هنا مرحلة وريث لليدوية الجسدية، وتطور لاحق عليها، مكمل لها.
والمتغيرالحاصل يترافق، مع حالة نهوض شامل في التصورات واشكال التنظيم الحياتي المجتمعي، تحتل الرؤية المواكبة بموجبها موقعا فاصلا على المستوى التاريخي، هو اعلى ممكنات الدينامية المجتمعية الاحادية الارضوية المتاحة ضمن كينونتها، مع استمرار فعل التفارقيه المجتمعية الادراكية الملازمه لعلاقة العقل بالظاهرة المجتمعية، وقصوره التاريخي دونها، ومن ثم دون اجمالي الديناميات التصيرية المجتمعية التاريخيه، بغض النظر عمايبدو من محاولة كسر هذه الحلقة الفاصله في مجال وحيز العلاقة البشرية بالوجود، ومسارات ومنطويات العملية المجتمعية، والوجود البشري والحي.
وحيث تبقى خافية حقيقة المجتمعية وتوزعاتها الصنفية النمطية الاساس، الى "لاارضوية"، و "ارضوية"، الاخيرة منها موزعه على احادية دولة، اعلى اشكالها دينامية الاوربية المنشطرة طبقيا، ومجتمعات احادية لادولة، مع نموذج الازدواج اللاارضوي/ الارضوي، المفرد، والبؤرة التحولية على مستوى المعموره، ذلك الممثل في حالة كيانيه ارض الرافدين المتعدية للكيانيه، والكونية حضورا وفعلا، والخاضعه لقانون الدورات والانقطاعات، اولى سومرية بابلية ابراهيميه، وثانيه عباسية قرمطية انتظارية، وثالثة راهنه مستمرة من القرن السادس عشر، هي دورة النطقية المؤجلة، والتحولية الكونية العظمى.
وفي مثل الحالة الحاصلة مع الانقلابيه الاليه وطبيعتها التغييرية الكونية النوعية، وفي حال احتكمنا للمنظور المجتمعي المتعدي للنكوصية التصورية، اي اخذنا المجتمعات باصنافها، فان المنطق وقتها يفرض الاخذ بالاعتبار، لا وحدانية التفاعلية المنتظرة مع الحالة الانقلابيه، وبالدرجة الاولى الاساس، بين مايمكن ان يتولد وقتها من رؤية ومنظور للمتغير الالي من منطلق الارضوية، بمافيها وبالذات من بينها، اعلى مافي صنفها ديناميا طبقيا، وبين المتوقع تفاعليا، وعلى صعيد ردة الفعل من مجتمعية اللاارضوية التاريخيه، او وتحديدا المجتمعية الازدواجية تكوينا، مع اخذ المنطويات والاحتمالات المضمرة التاريخيه، والدلالات التعبيرية الموروثة بالحسبان.
تفاعليتان وردتا فعل، لايمكن ان تتشابها، الارضوية منها خاضعه للمفهوم التبسيطي التعاقبي، ترتكز الى مايرافق وينتج عن الانقلاب الالي من انفجارية على مستوى الاليات المجتمعية، من دون ملاحظة او التوقف عندالمستجد على الظاهرة المجتمعية، ونوع تفاعليته، والاثر الذي يتولد عنه كعنصر ثالث مضاف الى الكائن البشري/ البيئة، ووحدتهما، مع تراكمات اثرالعنصر الجديد، وحضوره، مقابل النكوص العقلي دونها، والغفلة عن مترتباتها، ومايتولد عن ذلك من تفارقية تناقضية على مستوى الفعل والوعي، مع حدة وسلاسة وتيرة الديناميه الاحتدامية المتصاعدة، واثارها البيئية المجتمعية، والعجز عن التلاؤم مع المقتضات الفعلية الملقاة على المجتمعات من ناحية، والعنصر الالي الذاهب تحورا الى "التكنولوجيا العليا"، المتعدية للمنتجية الجسدية بكل اشكالها، واولها اليدوية كما الالية اليدوية المصنعية الااوربية، او التكنولوجية الانتاجية الغالبه حاليا، مايعني انتهاء استمرارية نمط المجتمعات على النسق اليدوي الارضوي، وتوقفه، وبدء انهياره.
ووقتها يصير لازما التعرف على كنه العملية الانقالية الالية، ومستهدفاتها الفعليه، واغراضها، باعتبارها لحظة انتقال من المجتمعية الجسدية، الى العقلية، كما يغدو من الاقرب للادراكية، ربط الحدث الالي باشتراطات اخرى، غير تلك التي تظل مهيمنه على الوعي ابتداء، بظل حال القصور المتولد عن تدني قدرات وبنيه النمطية الارضوية الانشطارية الطبقية الاوربية، عن مقتضيات الوعي اللازمه لحال، هي بالاحرى اعلى منها كينونة، حيث الانتاجية الاصل التاسيسية المتعدية للارضوية وللكيانيه المحلوية، والذاهبة من دون توفر الاسباب اللازمه، لتامين تعبيريتها المؤقتة ابتداء في حينه، بانتظار مثل هذا التوفر المتاخر الاعقالي، وعلى مستوى وسيلة الانتقال المادي.
ليس الانقلاب الالي "آليا"، بل مافوق آلي، متناسب مع التحولية البشرية، من الجسدية الى العقلية، والالة التي تبدأ بصيغتها المصنعية، هي بالاحرى وسيلة انتاج عقلي متطابقة مع نمط مجتمعية اخرى غير التي تولد داخلها، تنتظر طورا من التفاعلية تتحور بناء عليه وبموجبه، لتصل الى ما وجدت كي تبلغه من صيغة عليا، متطابقة مع انتقالية النمطية المجتمعية اللاارضوية، تلك التي ظلت على مر التاريخ التفاعلي التصيري المجتمعي، تنتظرها، هي والاعقالية التعبيرية الثانيه، مابعد النبوية الحدسية، ليقع في حينه الموعود والمنطوي في الظاهرة المجتمعية المنطلق، الباقي غير مكشوف عنه النقاب على مر التاريخ المجتمعي الطويل.
هنا تنطوي الثورة العظمى التاريخية المؤجله، ثورة الابراهيمه الثانيه، التعبيرية اللاارضوية العليّة، بعد الاولى الحدسية النبوية التي وجدت مطابقة لاشتراطات اللاتحقق والانتظار التفاعلي، وقد غدت اليوم حقيقة سائرة بالكائن الحي الى مصيره، والهدف الذي هو موجود لاجله، هدف الانتقالية الاسمى، من الجسدية الى العقلية، ومن الكوكب الارضي، الى الاكوان الاخرى غير المرئية، ماسوف يذهب كما ينبغي، برؤية الكائن الحي لذاته ووجوده وللعالم للانقلاب، ليغدو من وقتها، وبناء على المتغيرات الحالة على العالم الارضوي، موقنا بوجوب المغادرة، وقد صارت من هنا فصاعدا حقيقة واقعه، ومهمه للانجاز، لابل وحال انتقالي اجباري، يستحيل تحت طائلة الاكراهية البيئية الارضوية نفسها، غض الطرف عنه، او التغاضي عن موجباته عالية الالحاح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام