الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفات العالم الجديد حين يكون متعدد الأقطاب ( 2 )

آدم الحسن

2023 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يرى بعض المتابعين للشأن السياسي الدولي أن العالم لا يتجه الى مرحلة تَتَعدْدْ فيها الأقطاب بل إن عالم اليوم متجه نحو ثنائية قطبية جديدة , لكن هذه المرة ستكون الولايات المتحدة الأمريكية في القطب الأول لتقود الكتلة المرتبطة بحلف الناتو لتواجه القطب الآخر الذي ستقوده الصين و إن روسيا الاتحادية سترمي نفسها في حضن العملاق الصيني ... و في الجانب الآخر ستحتمي الدول الأوربية عسكريا و اقتصاديا بالولايات المتحدة الأمريكية أما باقي الدول فستلجئ لأحد هاذين القطبية مستندين في ذلك على حقيقة أن العالم يعيش الآن زمن العلوم و التكنولوجيا و لكون أن الصين و الولايات المتحدة الأمريكية هما المرشحان للجلوس في قمة هرم العلوم و التكنولوجيا دون منازع فسوف لن يسمحا بصعود قطب آخر ينافسهما و سيعيش العالم لفترة عدة عقود زمنية قادمة في هذه الثنائية القطبية .
رأي ثنائية القطبية الجديدة يعارضه من يعتقد أن العالم متجه نحو تعددية قطبية لكونهم يعتبرون أن امكانية أي قطب في منع تشكل اقطاب أخرى أصبح لا يعتمد على ما يمتلكه هذا القطب من قوة ذاتية حتى لو كانت إمكانياته في مجال العلوم و التكنولوجيا هي في القمة بل على ما هو متاح على ارض الواقع من خيارات اقتصادية امام تشكل اقطاب أخرى , فثنائية القطبية ستقود الى ثلاثية القطبية .... و الثلاثية القطبية ستقود الى رباعية القطبية ... و هكذا , فعندما تتوفر امام الدول خيارات متعدد للسير في مسارات مختلفة تتلاشى قدرة أي قطب على الهيمنة على الدول الأخرى .
لا شك أن المنافسة و حتى الصراع في عالم متعدد الأقطاب ستكون ذات طابع اقتصادي بشكل أساسي , و لأن العالم صار أوسع مِن أن يسيطر عليه عدد محدود من الدول فإن امكانية هيمنة أي قطب على أي دولة ستتراجع .
بمعنى آخر , حين يكون العالم متعدد القطبية يعني إنه قد دخل مرحلة الانعتاق من كل اشكال الهيمنة و إن النزعة الوطنية لجميع الدول ستتصاعد و تقوى و ستسير كل دولة وفق مصالحها الوطنية و لخدمة شعبها و بذلك ستتكاثر الأقطاب الاقتصادية المتنافسة , حتى إن تعامل الأقطاب في ما بينها ستحددها المنافع الاقتصادية لهذه الأقطاب و ليس الحاجة للحماية من هيمنة اقطاب أخرى .
مثال على امكانية الانعتاق من الهيمنة هو ما يحصل الآن في قارة افريقيا , الصين تمد نشاطها في هذه القارة و كذلك روسيا و امريكا أما الدول الأوربية فأخذت تزيد من توددها للدول الأفريقية من أجل الحصول على بعض المكاسب الاقتصادية بعد أن كانت دول الاستعمار الأوربي تتعامل مع مستعمراتها الأفريقية وفق مبدأ " عصا بدون جزرة " .
دول عديدة صارت تبحث عن علاقة تعاون و صداقة مع الدول الأفريقية , حتى اليابان لم تترك المنافسة في هذه القارة و طرحت مشروع التعاون الياباني الأفريقي , و ليس بعيدا أن نرى دول أخرى كالهند و دول من أمريكا الجنوبية تبحث لها عن موطئ قدم كبير في هذه القارة على شكل شراكة شاملة .
لقد أصبحت الخيارات المتاحة أمام الدول الأفريقية عديدة و ما عليها إلا أن تختار من يقدم لها اكبر المنافع الاقتصادية و العلمية و التكنولوجية .
أن المرحلة القادمة لا تكون تعددية في المسارات الاقتصادية أو العسكرية فحسب بل ستشمل ايضا تعددية في المفاهيم السياسية كالديمقراطية و الحريات العامة و الحريات الشخصية .
في عالم متعدد الخيارات سيختفي الإنسان ذو البعد الواحد , حتى الأنسان في المجتمعات الغربية سيتَشكلْ بطريقة جديدة تجعل منه أنسانا متقبلا للتنوع الحضاري و الثقافي و ستنتهي لديه روح الاستعلائية و لا تصبح مخرجات الثقافة الغربية هي من تحمل الحلول الصحيحة فقط و غيرها لا ... ! ففي عالم متعدد الخيارات سيكون هنالك تنافس حر للتوصل الى ما هو أفضل لحياة البشرية .
الديمقراطية بأسسها الغربية و بالقالب الذي صنعه العقل الغربي ... احزاب موالاة .... احزاب معارضة .... من يفوز بأغلبية نسبية في انتخابات يحكم , هذا القالب من الديمقراطية سوف لن يكون هو الحل الوحيد الصحيح بل ستكون هنالك خيارات أخرى , الديمقراطية الشعبية مثلا .

(( يتبع ))








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة