الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغارات الذهب و مغامرات الدولار والصراع على الخبز

بشير شريف البرغوثي
مؤلف

(Bashir Sharif Bargothe)

2023 / 5 / 8
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لن تعلن البشرية إفلاسها المالي بل ستقاوم ذلك حتى آخر قطرة دم في شرايين الفقراء.. إعلان أي إفلاس يأخذ وقتا طويلا فالإفلاس الأخلاقي مثلا تجلى في الحرب العالمية الأولى والثانية و هو لا يزال مشهودا في سياسات الدول العظمى و الصغرى لكن لا يتم الإعلان عنه رسميا أبدا. ها هي قيمنا الأخلاقية ملقاة في الشوارع للعفن ولا تجد من يعلن موتها رسميا
الذهب الذي اكتنزته البشرية طوال فترة وجودها على هذا الكوكب لا يزال يثير الحروب و النزاعات و لا تزال البعثات العلمية و العسكرية و الأثارية تنقب عنه في كل دفاترها القديمة و مغارات أجدادنا الأولين
كلنا نذكر ما أورده وليام غاي كار منذ أوائل الخمسينيات عن تأسيس امبراطورية روتشيلد أو عائلة الدرع الأحمر
البحث عن كنوز سليمان لا يزال مستمرا .. و لا ندري إن كانت حكاية أو أسطورة كنوز سليمان حقيقية أم أنها مثل حكاية كنوز القذافي و قصور صدام أي مجرد حكاية ما قبل النوم لأطفال العرب البالغين
لكن الصهيونية لا تزال تبحث
اصطدم البحث عن الذهب السليماني و البلقيسي بصعوبات عديدة لعل أهمها أنه قد لا يكون موجودا أصلا
اتجهت الأنظار إلى ذهب البنوك السويسرية مؤخرا .. هناك مزاعم انتقلت من طور الأسطورة إلى التحقيقات المالية حول ذهب و أموال أودعها قادة النازية في بعض البنوك
و قبل حسم الأمر ظهرت النزاعات حول توزيع هذا الذهب المأمول . الإسرائيليون يقولون إن اليهود أودعوا أموالهم ومسكوكاتهم و حليهم الذهبية في سويسرا كي لا يستولي عليها
النازيون. و هناك أطراف أمريكية تقول أن هذه الأموال تعود إلى ضباط نازيين كبار و هنا يقول الإسرائيليون إن ذلك الزعم لا ينفي أحقية اليهود فيها لأن النازيين نهبوا هذا الذهب من اليهود خلال الحرب العالمية الثانية ..
كل ما سبق يمكن الإطلاع على توضيحاته في التليغراف
Simon Foy, Are Swiss banks still hoarding Nazi gold? Sat, May 6, 2023
في السياق .. البنوك التي تزعم التقارير أنها احتفظت بهذه الأموال هي ذاتها البنوك التي تعرضت مؤخرا الى هزات مالية عصفت بها عصفا .. فماذا يريد دهاقنة الدولار أن يخبرونا ؟ إنهم يقولون إن البنوك التي تتأرجح الآن .. لا يتحمل الدولار وزر خساراتها فالدولار قوي لكن البنوك عي التي أضعفت نفسها لعدم التزامها بالحوكمة و المعايير السليمة!!
لكن هذا الدفاع الذي يضع قوة الدولار في مواجهة سلامة و عافية البنوك سيؤدي حتما إلى فك الإرتباط بين القوتين اللتين أسستا النظام المالي الدولي الجديد بعد الحرب العالمية الثانية
إذا لم يعترف المدافعون عن الدولار بأنه لا قيمة له إلا بالسلع و الخدمات و العمل البشري و أنه مجرد وسيلة إثبات للحيازة و ليس حائزا بذاته لكل شيء فإنهم سيحتاجون مستقبلا آلاف الدولارات لشراء رغيف خبز واحد
البنوك و الأدوات المالية هي مجرد تعبير عن العمليات الاقتصادية و ليست اقتصادا متكاملا يستحوذ على البلاد و العباد لصالحه فقط .. حتى تاجر البندقية لم يكن يحلم بهذه السطوة التي لا ترضي الله و لا المسيح و لا ماركس و لا كونفوشيوس ولا أي صاحب فكر إنساني متحضر.
كيف ستتضح الأمور؟
إذا لم تنكسر روسيا في أوكرانيا فإن الذهب سوف ينتصر و عندها لن تجد الصين مناصا من التخلي عن شراكاتها و احتياطيات الدولار الموظفة لديها من أجل مزيد من التقارب مع روسيا، ولن يكون أمام أمريكا عندها إلا الدخول في مواجهة شاملة غير محسوبة مع الحلف الجديد أو التخلي عن كل مصالحها التوسعية في شرق و جنوب شرق آسيا بل و انكفاءها داخل حدودها وفق تصور جورج واشنطن القديم.
أيها الفقراء
انتبهوا إلى منتجاتكم و مدخراتكم إن كان بقي منها شيء حتى الآن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا