الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-سفرة- تونس

جمال الهنداوي

2023 / 5 / 8
الصحافة والاعلام


أقرب الى الرتابة منها الى الطارىء من الأحداث، أن ترافق المشاركات الثقافية العراقية في الخارج العديد من ردود الأفعال والانتقادات والاعتراضات على الأسماء المرشحة.. ويتصاعد هذا الاحتجاج اذا كانت البلد المضيف يتميز بجماله وطيبة شعبه والعلائق الكثيرة التي تجمع بين مبدعينا ومثقفيه..
وهنا قد يكون التوضيح الذي أعلنه الشاعر د. عارف الساعدي هو القول الفصل في الجدل الذي أثير حول مشاركة العراق كضيف شرف معرض الكتاب الدولي في تونس في دورته السابعة والثلاثين ، خاصة أنها حسمت الأمر الأكثر إثارة للغط الا وهو وجود أسماء معينة في البرنامج المنشور من قبل الجانب التونسي ولم تدع للحضور ضمن الوفد..
نقف قليلا هنا مع اللغط، فرغم كل الكلام الذي قيل ، وكل الأصوات المؤيدة للانتقادات التي وجهت لطريقة تشكيل الوفد، الا أننا نستطيع أن نلاحظ أنها لم تتجاوز مسألة لماذا فلان ولست أنا، وخاصة من أضاف للقول وأنا الذي هو أنا، دون المرور لمناقشة أهمية تخليق الآليات الواضحة للترشيح الذي يجب ان يستحضر الشق الثقافي للمهمة قبل الترويحي للبعض ، والترويجي للبعض الآخر، وتقديم " السفرة" على "المهمة".. وضرورة أن يكون المرشح قادرا على تقديم الشأن الوطني على الشخصي والتعبير عن الحراك الثقافي للعراق، والقدرة على إقامة شراكات وتفاهمات حول تبادلية ترويج المنتج الثقافي في كلا البلدين..
كما يجب أن نضع علامة استفهام كبيرة حول التوجه لعدم دعوة أي مثقف عراقي في الوفد الذي ذهب إلى الرياض، ومن بعده وفد تونس، لما يمثله هذا من استحضار لأولوية الصفة السياحية للمهمة على الواجب الثقافي، فهكذا وفود يجب أن تشكل بالأفضل المتاح من العناوين الثقافية العراقية القادرة على عكس الصورة الحقيقية الناصعة للمشهد الثقافي العراقي دون النظر لتكرار المشاركة الذي هو بالمناسبة مفتوح تماما للبعض مما هم خارج الانشغال الثقافي العام..
كما أن الأشارة إلى عدم وجود علاقة لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق بترشيح أي عضو في الوفد ليست في صالح المشاركة بالتأكيد لما يمثله اشراك المنظمات والنقابات الثقافية في عملية الترشيح من ترصين وتحصين وتزكية للأسماء المطروحة وليست هناك أي سبة أو خلل في الأمر.
ولا يمكننا أن نغفل عن الالتفات إلى كلمة وردت بالتوضيح تشير إلى أن البعض كان يذكر القائمين على الوفد، والشاعر د. الساعدي بالذات بـاقامة أماس وفعاليات في اتحاداتهم الفرعية.، فهي نقطة يجب الانتباه لها كثيرا، فأكثر الفعاليات لا تقام لوجه الثقافة والمثقفين، بل هي في أغلبها تقنيات تملقية استجدائية ينتظر الوفاء العاجل من ورائها، وعلى المسؤول الثقافي أن يحتاط لتلك التكالبية الفجة ولا ينساق وراءها ويفرز تماما ما بين الفعل الثقافي والفعل الملفق.. خاصة مع العدد المتعاظم من التنظيمات الوهمية التي يقتصر نشاطها على إقامة جلسات التكريم وتوزيع الشهادات التقديرية أملا في الاستفادة من نفوذ ما لهذا المسؤول الثقافي، أو الطمع فيما تحت يد الآخر.
إن ما أريد قوله في هذه العجالة أن الفعل الثقافي في هذا الوقت المجدب وتحت ظل هذا الشح الإبداعي وقلة المتاح من فرص وامكانيات، يشكل مهمة وطنية يجب الاستفادة منها حتى آخر ثمالتها.. وإضاعة أي فرصة أو كوة ثقافية يمكن أن تحقق بعض النفع على الثقافة والمثقف العراقي يعد خيانة للوعي وللتاريخ الإبداعي للبلد.
نقر أن التمثيل الثقافي الخارجي حق مشروع لجميع المبدعين، كما أن الحق في المشاركة في الحياة الثقافية، مثبت في لائحة حقوق الانسان، وأن الترشيح ليس مسطرة للافضلية بين المبدعين، ولكن في نفس الوقت.. هناك ما يحتم أن يكون التمثيل للأفضل، والأقدر على التعبير عن الثقافة العراقية الحقة، والأهم ، هو العمل على تبني رؤية جديدة – غير نمطية – لمشاركاتنا الثقافية في الخارج، تستحضر التمثيل كمهمة وطنية وواجب أخلاقي تجاه العراق..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع