الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجيد غزي...الأثر العطر

عبدالرحمن محمد محمد

2023 / 5 / 8
الادب والفن


عمالقة ورواد كثيرون أنجبتهم روج آفا وكردستان، وكان لهم مساهمات جمة وبصمات واضحة في الثقافة والعلوم الإنسانية وفي ثقافة وفن وأدب المنطقة، وإن كان العديد منهم للأسف لم يُعرف أو إنه عرف ونسب إلى مثقفي وعلماء وأدباء أقوام أخرى، كما نسب العشرات من العلماء والمثقفين الكرد وعرفوا كمسلمين أو كعرب وكأتراك.
مجيد حسين عبدالرحمن «مجيد غَزي» العاشق للثقافة والتاريخ والفلكلور الكردي، من أولئك الراحلين بصمت ويكاد النسيان يطوي ما قام به من جهود مباركة في التراث والأدب الكردي لم تر النور، وها هي حفيدته «دلبر أحمد» تتحدث عن جوانب من حياته وعشقة ونضاله وما تركه من أعمال، متمنية أن يرى النور ليتسنى للجميع التعرف عليها والإفادة منه، ونحن نحاول إلقاء نظرة على ما تركه من أثر عطر. «مجيد حسين عبدالرحمن» أو كما عرف في وقته بمجيد غزي نسبة لوالدته، ولد في تل شعير القريبة من قامشلو عام1937م. وعائلته من سكان قرية سيد علي شمال شرق الحسكة حوالي 15كم. ومن عشيرة كابارا، تربى يتيماً وكفلته والدته مع أخين وأختين، تزوج من ابنة عمة وأنجبا أربع بنات وولداً وحيداً. عرف منذ نعومة أظفاره بحبه العلم والأدب والثقافة، ورغم أنه لم يدخل المدرسة أو ينضم لحلقات العلوم الدينية بسبب الفقر، إلا أنه استطاع أن يتعلم القراءة والكتابة وتعلم اللغة الكردية إضافة للعربية والإنكليزية قراءة وكتابةً.
الثقافة والعلم والمعرفة أهداف سامية لا تنازل عنها

عرف مجيد غزي بحسه الوطني وعشقه للفلكلور والتراث الكردي، وبحثه الدائم عن المعرفة ومنابع الثقافة، لم يكن يعمل في مجال معين واحد، ولحبه للتجول والبحث كان لديه «طمبر» لبيع المازوت والكاز يتجول به بين القرى ويعلم ويتعلم بحجة أنه بائع محروقات متجول، كي لا يجلب انتباه الأمن والاستخبارات، وتحت حجة أنه يبيع ويشتري القماش وبخاصة المناديل وأغطية الرأس النسائية «الهباري» كان يقصد حلب وعفرين ويلتقي ببعض المثقفين هناك، حتى أنه اشترى بيتاً في حلب بالقرب من مقهى «جميل هورو» وكان المبلغ تعويض مالي حصل عليه بدل أرض مرت بها سكة الحديد في قريته «سيد علي»، وكان على تواصل وصداقة دائمة بمن يهتمون بالثقافة، فقد كان صديقاً للعديد من المثقفين آنذاك أمثال «سيداي تيريج وصالح حيدو وملا عبد الفريد» وغيرهم.
بين الملاحقة والتعذيب ونشر
الثقافة والتراث

كان «حب مجيد غزي» لقومه وكرديته فوق كل اعتبار، تعرف على الثورة الكردية في باشور في بدايتها وزار المناطق الكردية هناك، كما زار مناطق روج هلات كردستان، وفي روج آفا كان ملاحقاً كثيراً من الأوقات بعد أن عُرف بمواقفه الوطنية، وأُلقي القبض علية عشرات المرات، وتعرض لصنوف من التعذيب والاستجواب حتى إلى قلع الأظافر، وفي احدى المرات أواخر عام 1986م كان برفقة الكاتب المعروف «صالح حيدو» واعتُقل في حلب بعد أن تمت الوشاية بهم من قبل بعض الحاقدين، وكانت معه بعض الكتب الكردية، وبعد ثلاثة أشهر تم تحويله إلى سجن قامشلو ولم يكن أحد يعلم بمكانه طيلة فترة اعتقاله، لكن كل ذلك لم يثنه عن عزمه ورسالته، وعندما ظهرت حركة التحرر الكردستانية وتعرف عليها كان من المؤيدين لها ومن المؤمنين بفكر وفلسفة الحركة والقائد عبدالله أوجلان وقام مع مجموعة من أصدقائه المثقفين بزيارته في لبنان.
مكتبة ومخطوط واحد، والعديد من الأعمال اختفت

جمع مجيد المئات بل الآلاف من الأمثال والحكم والمقولات الكردية والحزازير في عدة كتب، والعشرات من أغاني الحصاد والفلاحة والأعمال الأخرى المعروفة شفاهياً بـ «بردولابي» ولأنه كان في خوف دائم من الملاحقة وكان دائم التجول فقد ترك العديد من أعماله لدى العديد من الأصدقاء وللأسف ضاع الكثير منها وكانت أربعة مجلدات كما نعلم، وكانت له العديد من التسجيلات الصوتية ضاعت أيضاً، وكل ما بقي من أعماله هو مجموعة من الأمثال الكردية بحدود ألفي مثل وحكمة وبعض الأغنيات التراثية التي كانت ترافق الأعمال الموسمية «بردولابي» والمخطوطات الباقية يوجد منها نسخة بخط اليد ونسخة أخرى مكتوبة على الآلة الكاتبة ومفهرسة حسب الأبجدية الكردية كتب مقدمتها الشاعر الكبير سيداي تيريج.
في ختام زيارتها وحديثها تحدثت «دلبر» عن أملها وأمل عائلة الفقيد أن يتم نشر ما تركه من أمثال وأغنيات تراثية و»حزازير» كردية عبر عمره الذي أفناه في التعلم والتعليم وهدفه الأسمى أن يساهم في رفد الثقافة الكردية بأعماله، متمنية أن لا يضيع جهده كما ضاعت بعض أعماله الأخرى، موضحة أن العائلة تبرعت بمكتبته لصالح مكتبة مركز خابور للثقافة والفن في مدينة حسكة، وأنه انتقل إلى جوار ربه بعد انتفاضة قامشلو في 12 آذار في السادس من أيار عام 2004م.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس