الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التكنولوجيا هي العدو المطلق للإنسان - الكسندر دوغين

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الكسندر دوغين
Alexander Dugin

ترجمة: نورالدين علاك الأسفي. [1]
[email protected]

في حال شبكة التقنيات (التكنولوجيا) - Google, twitter, youtube, facebook, instagram, الخ. - نرى ظاهرة مهمة للغاية: إنها تعارض روسيا ليس لأن على صلة بالحكومة الأمريكية. إنها لا تعتمد ذلك. بل هي أدوات لأنصار العولمة، لأوليغارشية فوق وطنية لم ينتخبها أحد. ولم يمنحها أحد الحق في وضع قواعدها الخاصة على نطاق عالمي.
ولكن إذا كانت الولايات المتحدة يقودها زعيم لا يرضي أنصار العولمة، فإن كل هذه الشبكات يتم توحيدها ضده أيضا . كما كان الحال مع ترامب عندما كان لا يزال رئيسا للولايات المتحدة! فقد تم إغلاق حسابه على تويتر بالفعل لأن شخصا ما لم يعجبه ما قاله. السؤال هو من?
الآن تم إغلاق كل روسيا. إن أنصار العولمة يعاقبون بلدنا. لكن الأمر لا يتعلق فقط بالخدمات عبر الإنترنت. فتصميم وإنشاء الإنترنت نفسه تم من قبل البنتاغون. والولايات المتحدة هي التي تتحكم في النطاقات وأسمائها عالميا. تماما كما يسيطرون على سويفت/ SWIFT، والدولار، والبنية التحتية الاقتصادية العالمية بالكامل؛ و المالية في المقام الأول. إنه عالمهم وتقنيتهم وقواعدهم ، وهو الآن واضح بشكل لافت.
كل من يقبل هذه القواعد يصبح على الفور معتمدا عليها. وهذا يشمل مايكروسوفت، أبل، أيفون، و كل التكنولوجيا بشكل عام، والتي تظل مفاتيحها في أيدي كبار قادة أنصار العولمة.
إنهم يحكمون العالم، ويختبئون وراء الدول والمجتمعات والحكومات والشركات.
هذه هي قوانين رأس المال. لا يمكن للمرء أن يعتمدها و بالمجان في نفس الآن. إن فصل روسيا عن الغرب أمر أساسي. فروسيا تحررت من العبودية إلى امتداد استراتيجي جديد للوجود بالتمام.
التكنولوجيا ليست محايدة. و السوق ليس مجالا للمشاريع الحرة والمنافسة العادلة. إنها أسطورة. السوق والتكنولوجيا لديها سيد واضح جدا. و إذا كان لا يحب شيئا، يمكنه تغيير القواعد في أي وقت، لأنه اخترعها وفرضها.
التكنولوجيا، بطبيعتها، تحمل سم المادية والاستغلال والعنف، وفي النهاية الرذيلة. إنها تحل محل الوجود، الواقع، العمل، الحياة، الشعور، الأخلاق، الحب. التكنولوجيا هي الاستلاب/ alienation ، ولا يمكنها، عاجلا أم آجلا، أن تؤدي إلى استبدال الواقع بالافتراضي؛ بعالم من التضليل الكلي والمحاكاة والأوهام الإلكترونية والتأثير المباشر في وعي الناس.
التكنولوجيا هي العدو المطلق للإنسان. الآن أكثر من أي وقت مضى، نحن مقتنعون بهذا.
لا توجد تقنية تنتمي إلى كل شخص ولا لأي أحد. كل شيء في العالم لديه سيد.
قال شبنغلر[2]/ Spengler إنه عندما تموت الثقافة، فإنها تتحول إلى حضارة تقنية. اليوم يمكننا أن نرى بأنفسنا ما كان يقصده. لقد فقد الغرب الحديث الثقافة تماما. لقد أصبحت تقنية صرفة.
لذلك اليوم يعلن الحرب علينا. نحن الذين لا يزال لديهم علاقة حية بالوجود. إن العديد من الروس يقعون في فخ التكنولوجيا ولا يتخيلون أنفسهم بدونها. إنهم ضحايا حرب نفسية رهيبة من الحضارة.
من المستحيل التخلي تماما عن التكنولوجيا والشبكات، حيث سنجد أنفسنا عزلا في مواجهة عدو خبيث ومجنون. لكن البلاد تحتاج إلى تقنياتها الخاصة، وشبكة روسية، و نهج روسي. على تقنياتنا ألا تستلب وتقتل، بل يجب أن تنشط وتحول. يجب علميا أن تحتوي على شيء روحي، شيء روسي عميق.
تواجه روسيا اختبارا خطيرا للغاية. فمع كل ساعة من العمليات العسكرية الخاصة في أوكرانيا، فإن المخاطر تتزايد بسرعة في الحرب مع العالم الحديث، و مع الغرب و الأوليغارشية العالمية. و للفوز، يجب بشكل حاد تغيير الوضع الوجودي.
نحن بحاجة إلى هياكل متنوعة وآليات متعددة وشخصيات مختلفة، وصحوة كاملة وعميقة لجوهر شعبنا. هذه هي المعركة الأخيرة ضد شر العالم التي مررنا به عبر قرون من تاريخنا الصعب والجميل.
تم التخلص من الأقنعة. تركت روسيا وحدها مع عنصر الشر المطلق. نحن خارج المصفوفة. لقد تم قطع الاتصال بها. وهذه حالة غير معتادة تماما. يعتقد أصحاب التكنولوجيا أننا سنموت الآن. ولكن الآن سوف نبدأ فقط في العيش.
أن نعيش كشعب حر ومستقل. [3]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] في البال: المقالة مناط الترجمة رهن بالإحاطة علما؛ لا بقصد تبني فحواها جملة أو تفصيلا. المترجم.
[2] أوسفالد شبينغلر / Oswald Spengler ؛ 29 مايو 1880 ـ8 مايو 1936، مؤرخ وفيلسوف ألماني شملت اهتماماته أيضاً الرياضيات والعلم والفن. يعرف بكتابه «انحدار الغرب» (بالألمانية: Der Untergang des Abendlandes)، وترجم كتابه إلى اللغة العربية بعنوان تدهور الحضارة الغربية [ تدهور الحضارة الغربية ج1 ج2 ترجمة أحمد الشيباني وطباعة دار مكتبة الحياة- بيروت] يعرض فيه نظرية عن سقوط وازدهار الحضارات وأن ذلك يتم بشكل دوري، ويغطي كل تاريخ العالم وقدم نظرية جديدة جعل فيها عمر الحضارات محدوداً وأن مصيرها إلى الأفول، ولعله تأثر بما كتبه ابن خلدون في هذا المجال، بعد نشر كتاب «انحدار الغرب» سنة 1918،أصدر شبينغلر كتاب «البروسية والاشتراكية» (بالألمانية: Preussentum und Sozialismus) سنة 1920، وفيه عرض صورة عضوية من الاشتراكية والسلطوية. وقد شهدت فترة الحرب العالمية الأولى وفترة ما بين الحربين العالميتين خصوبة في إنتاج شبينغلر الفكري، وشهدت تأييده لسيطرة ألمانيا في أوروبا. وقد اتخذ الاشتراكيون القوميون من شبينغلر منظِّراً لأفكارهم، غير أنهم ما لبثوا أن نبذوه سنة 1933 عندما أبدى تشاؤمه بشأن مستقبل ألمانيا وأوروبا، ورفضه تأييد الأفكار النازية المتعلقة بالتفوق العرقي، ولإصداره كتاباً ينتقدهم بعنوان «ساعة الحسم» (بالإنجليزية: The Hour of Decision)‏). ويكي.
[3] المصدر على الرابط:
https://www.geopolitika.ru/en/article/technology-absolute-enemy-man








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقاله بوتينيه بائسه-يامترجم-بوتين شرطي فاشي عيب تخ
الدكتور صادق الكحلاوي- ( 2023 / 5 / 9 - 05:59 )
عيب تخدمه والتكنولوجيا اداة حيلة وتطور البشريه

اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا