الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لغز اختفاء الواقع بدأ يتكشف بالفعل ، ...لحسن الحظ

حسين عجيب

2023 / 5 / 9
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لماذا يختفي الواقع ، وكيف ، وأين ؟!
هذه الأسئلة ليست جديدة بل هي مزمنة ، موروثة ومشتركة بين العلم والفلسفة ، ومعلقة منذ قرون ...
والمفارقة أن غالبية ( المثقفين ) في العالم كله لا في العربية فقط ، يهملونها منذ قرن ويتجاهلونها بشكل مريب . مع تبريرات غامضة ، ومشبوهة ، وهي بطبيعتها خليط عشوائي ، وشاذ ، من الجهل والتجاهل والانكار .
....
ما هو الواقع ؟
الواقع مستويين أو جانبين ، مباشر ، وموضوعي .
الواقع المباشر هو نفسه الحاضر ، أو المكان ، مع الحياة والزمن بالطبع .
بينما يتضمن الواقع الموضوعي ، بالإضافة للواقع المباشر ، الماضي والمستقبل ، ومع الحياة والزمن أيضا .
وهنا تبدأ الصعوبة المزمنة بالتكشف :
ما هو الماضي ؟
ما هو المستقبل ؟
الماضي داخلنا والمستقبل خارجنا ، هذا الجواب البسيط يغير كل شيء .
وبكلمات أخرى ،
الماضي مركز الكون ، والمستقبل سطح الكون .
( هذه الفكرة جديدة ، وجريئة ، وتدعمها الظواهر الخمسة ، بالإضافة للظاهرة العاشرة التي هي بمرحلة الحوار المفتوح )
1
السؤال الأول : لماذا يختفي الواقع ؟
الجواب العلمي والفلسفي ، أو الجواب الثقافي العالمي ، السائد خلال القرن العشرين وهذا القرن أيضا يدمج موقف نيوتن داخل موقف اينشتاين . ومع أن اينشتاين نفسه ، كان يعتبر أن العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل لغز عنيد ، ونوع من الوهم غير القابل للحل ( سافرانسكي بترجمة د عصام سليمان ، مذكور سابقا ) .
اكتفى نيوتن بالحل المؤقت ، أو العملي ، والذي يتمحور حول اهمال الحاضر ، واعتبار قيمته الحقيقية لامتناهية في الصغر وتقارب الصفر .
واكتفي اينشتاين بالعكس ، حيث أهمل الماضي والمستقبل ، واعتبر ان الحاضر نفسه لا نهائي ، ويمثل الزمن كله .
كلا الموقفين ، كلا بمفرده ، أيضا هما معا ، يشكلان العقبة الأساسية أمام حل المشكلة بشكل علمي ( منطقي وتجريبي معا ) .
الحل الصحيح لمشكلة الواقع ، يتطلب بالضرورة ادخال الكلمات الثلاثة الحاضر والماضي والمستقبل ، وبدون اهمال أحدها بالطبع .
....
" بفضل الحوار المفتوح ، ومساعدة الصديقات والأصدقاء "
الماضي في الإنكليزية نوعين أو مستويين :
تام ومستمر ، أو ، بسيط ومباشر .
1 _ الماضي التام يتحدد قبل ولادة الفرد ، ويمتد في الماضي حتى الأزل .
2 _ الماضي البسيط أو المباشر يختلف ، حيث يبدأ مع ولادة الفرد وبنفس اللحظة ، ويستمر طوال العمر .
والمستقبل بالعكس تماما :
1 _ المستقبل التام ، يبدأ بعد موت الفرد ، ويمتد في المستقبل حتى الأبد .
2 _ المستقبل البسيط أو المباشر ، يستمر طول العمر بين الولادة والموت ، ولكن بشكل يعاكس الماضي البسيط بالإشارة والاتجاه .
وبعد إضافة فكرة جديدة ، الحاضر المستمر ، تتكشف الصورة الكبرى بشكل دقيق وموضوعي بالتزامن .
الحاضر المباشر والمستمر ثنائي البعد والاتجاه ، ويتضمن كلا من الماضي البسيط والمستقبل البسيط معا . وهو يمثل العمر الفردي ، بدلالة الحياة والزمن ، ويجسده أيضا .
ربما يناسب الانتقال إلى التصنيف الخماسي ، حيث توجد خمس فترات زمنية ( تعاكسها خمس مراحل للحياة ) :
مراحل الحياة تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
وبالمقابل فترات الزمن تبدأ من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر .
بدلالة الحياة ، يكون الاتجاه من الماضي للمستقبل :
( والعكس بدلالة الزمن ، يبدأ الاتجاه من المستقبل إلى الماضي )
1 _ الماضي المستمر ، أو الموضوعي أو التام ، يبدأ من الأزل ، ويمتد حتى لحظة ولادة الفرد ( أنت وأنا ) .
( لحظة الولادة ، تمثل الخط الفاصل بين نوعي الماضي البسيط والتام ) .
2 _ الماضي البسيط أو المباشر ، يبدأ من لحظة ولادة الفرد ، ويمتد طوال العمر حتى لحظة الموت .
3 _ الحاضر المستمر ، هو نفسه الماضي البسيط والمباشر ، لكنه مزدوج وثنائي الاتجاه بين الماضي والمستقبل .
4 _ المستقبل البسيط والمباشر ، بعكس الماضي البسيط والمباشر ، يبدأ من المستقبل وليس من الماضي ، ويستمر طوال العمر .
( هذه الفكرة والخبرة تحتاج إلى التركيز ، والفهم ) .
5 _ المستقبل المستمر أو الموضوعي ، يبدأ بعد موت الفرد ويتسمر في المستقبل المجهول حتى الأبد .
( يمكن إضافة فترتين إضافيتين أيضا ، للماضي وللمستقبل . بين الماضي الموضوعي " قبل نشوء الانسان ، لا قبل ولادة الفرد فقط " ، ويمتد في الماضي البعيد حتى الأزل . وبالمقابل المستقبل الموضوعي ، يبدأ بعد نهاية الانسان " لا الفرد فقط " ، ويمتد في المستقبل المجهول حتى الأبد ) .
2
السؤال الثاني : كيف يختفي الواقع ؟
بعد فهم الفرق بين حركتي الحياة والزمن من جهة ، وبين حركتي الماضي والمستقبل من جهة ثانية ، يمكن فهم عملية اختفاء الواقع ، المستمرة خلال قراءتك مثلا ، وهي حركة موضوعية منفصلة عن الثقافة والحياة . المثال النموذجي لعملية اختفاء الواقع ، تتمثل بالعمر الفردي ( الحالي أو الكامل ) ، وسأناقشها بشكل مستقل ، وسوف أعتبرها تمثل الظاهرة العاشرة .
بكلمات أخرى ،
الحركة بين الماضي والمستقبل ، ليست نفس الحركة بين الحياة والزمن . وهما تختلفان بالفعل ، كما يختلف الواقع المباشر عن الواقع الموضوعي .
( هذه الفكرة جديدة أيضا وجديرة بالاهتمام كما أعتقد ، وعملية فهمها معقدة ، وتحتاج للتفكير الهادئ والعميق ، مع المقدرة على التركيز والتخيل ) .
....
العلاقة الحقيقية بين حركتي الحياة والزمن ، كما تحدث بالفعل وبشكل يقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ، تختلف مع الموقف الثقافي العالمي ( الحالي وضمنه موقف العلم والفلسفة ) إلى درجة التناقض الصريح والمباشر ؟!
الخطأ الأساسي في الثقافة العالمية وهو مشترك ، وسائد ، في مختلف الثقافات ، يتمثل في اعتبار أن حركتي الحياة والزمن واحدة ، وتبدأ من الماضي وبالنسبة للزمن أيضا !
الحقيقة بالعكس تماما ، الحياة تبدأ من الماضي صحيح ، لكن الزمن يبدأ من المستقبل وهو نوع من الرصيد الإيجابي .
العلاقة بين الحياة والزمن جدلية عكسية ، وتتمثل بمعادلة صفرية من الدرجة الأولى : الحياة + الزمن = الصفر ( دوما ) .
هذه خلاصة المخطوطات السابقة ، وهي تقوم على عدة ظواهر ( خمسة بالحد الأدنى ، وتمت إضافة ظاهرة جديدة تتمثل بالعمر الحالي للفرد ، للقارئ _ة الحالي مثلا . هذه الظاهرة تتمثل بلغز اختفاء الواقع : اين ذهب الأمس والماضي كله ، وأين يوجد الغد والمستقبل بعد لحظة مثلا ؟! ) .
العمر الشخصي يفسر ذلك كله ، ويصلح كدليل إضافي على النظرية : عمرك الحالي ، هو نفسه مزيج من الحاضر والماضي والمستقبل . يتمثل بالحاضر المستمر ( وهو نفسه الماضي البسيط والمباشر أو المستقبل البسيط والمباشر ، لكن مزدوج وثنائي الاتجاه : من المستقبل إلى الماضي بدلالة الزمن ، وبالعكس من الماضي إلى المستقبل بدلالة الحياة ) .
3
السؤال الثالث : أين يختفي الواقع ؟
الجواب السريع ، والمباشر :
الحياة تنتهي إلى المستقبل وفي المستقبل ، والزمن بالعكس ينتهي إلى الماضي وفي الماضي ، بينما المكان يمثل عامل التوازن والاستقرار الكوني ، ومعه الحاضر المستمر أيضا .
العلاقة ( الحقيقية ) بين الحياة والزمن ، تمثل التفسير الصحيح للغز الواقع ، والدليل التجريبي للنظرية الجديدة أيضا .
عمرك الحالي مثلا ( القارئ _ة الآن ) ، هل هو في الحاضر أم في الماضي أم في المستقبل ، وكيف حدث ذلك ؟
....
مشكلة الانفصال عن الماضي ، بالتزامن مع الاتصال مع المستقبل ، تتصل مباشرة بالعلاقة بين الحياة والزمن ، ويتعذر فهم أحدها بمعزل عن الثانية .
والسؤال الجديد ، والذي يتكشف بوضوح : كيف دخل الماضي والمستقبل إلى العمر الحالي ، عمرك وعمري مثلا ...؟!
( أقترح عليك تأمل هذه الفكرة ، لدقائق ...قبل متابعة القراءة )
مشكلة الانفصال عن الماضي والاتصال بالتزامن مع المستقبل معقدة ، ومركبة بطبيعتها ، كما انها تدمج مشكلة العيش ومشكلة الوجود بشكل غير مفهوم ، وخارج الاهتمام الثقافي والعلمي خاصة إلى يومنا !
....
العلاقة بين الحياة والزمن من جهة ، وبين الماضي والمستقبل من جهة مقابلة ليست مباشرة ، أو خطية فقط ، مع أنها ثابتة ؟!
الحياة حركة ، والزمن حركة مقابلة أيضا ، نعرف أنهما تشكلان معا جدلية عكسية تتمثل بالظاهرة الأولى : حيث يولد الفرد الانساني بالعمر صفر وبقية العمر الكاملة ، ويموت بالعكس تماما .
لحظة الموت تناقض لحظة الولادة ،...
يموت الانسان في العمر الكامل ، وبقية العمر التي تناقصت إلى الصفر .
حركة التقدم بالعمر ، تمثل الحركة الموضوعية للحياة وهي تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر .
وأما حركة تناقص بقية العمر بالعكس تماما ، وهي تمثل الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت وهي تبدأ من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالحاضر .
بكلمات أخرى ،
الحركة الموضوعية للحياة ثابتة بالسرعة والاتجاه ، من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر وتقيسها الساعات الحديثة بدقة تقارب الكمال . والحركة التعاقبية للزمن أو الوقت بالعكس تماما ، وهي أيضا ثابتة وتتمثل بحركة تناقص بقية العمر ، والحركتان تتساويان بالسرعة لكنهما تتعاكسان في الإشارة والاتجاه بطبيعتهما ( ولكن لا نعرف بعد لماذا ، وكيف ؟! ) .
العلاقة بين الماضي والمستقبل متشابهة ، لجهة التناقض . أيضا ثابتة ومحصلتهما تساوي الصفر دوما .
الماضي داخلنا ، داخل الأحياء والأرض . بينما المستقبل خارجنا ، خارج الأحياء والأرض .
الحياة والزمن حركة ، بينما الماضي والمستقبل اتجاهان ثابتان .
الماضي داخلي بطبيعته في الداخل ، داخل الداخل ، والمستقبل خارجي في الخارج ، خارج الخارج . يوجد اختلاف بينهما أكثر أهمية ، حيث الحياة والزمن حركتان ومتغيران بطبيعتهما ، بينما الماضي والمستقبل حدان واتجاهان ثابتان ومطلقان ، الماضي داخلي والمستقبل خارجي .
....
الماضي يمثل السابق ، ويشمل كل ما حدث حتى هذه اللحظة ، بينما المستقبل نقيضه الكامل والمقابل ، يمثل اللاحق وكل ما لم يحدث بعد .
الماضي بين الحاضر والأزل ، والمستقبل بين الحاضر والأبد . والمشكلة الأكبر في تحديد الحاضر بشكل دقيق وموضوعي ، ثم تعريفه بشكل منطقي وتجريبي ، وغاية هذا الكتاب ( الكتيب ) مناقشة ذلك بشكل واضح ومبسط ، ومختصر بنفس الوقت ، ما أمكن ذلك .
....
خلاصة الخلاصة
لماذا يصعب ، ويتعذر غالبا ، الفصل أو التمييز بين الحاضر والماضي والمستقبل ، وعلى خلاف اليوم الحالي ويوم الأمس ويوم الغد ؟!
الجواب المنطقي ، والتجريبي أيضا ، لأن الحركة بين الأزمنة الثلاث مركبة وتعددية بطبيعتها ، ليست مفردة أو بسيطة ، بل هي تدمج بين الحركتين الخطية والدورانية :
1 _ الماضي يتحول إلى الحاضر ، ثم المستقبل بدلالة الحياة وبواسطتها .
2 _ المستقبل يتحول إلى الحاضر ، ثم الماضي بدلالة الزمن وبواسطته .
3 _ الحاضر يتحول إلى الماضي بواسطة الزمن ، أو الوقت ، وبدلالته .
4 _ الحاضر يتحول إلى المستقبل بدلالة الحياة ، وبواسطتها .
هذه الحقائق الأربعة ، ظاهرة مع قابلية الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
وتقابلها الأخطاء الأربعة ، المشتركة في الثقافة العالمية :
حيث يعتبر اتجاه الحركة وحيد ، وثابت ، من الماضي إلى المستقبل .
وهذا صحيح ، فقط بالنسبة للحركة الموضوعية للحياة ( التي تتمثل بالتقدم في السن ، أيضا بتعاقب الأجيال ) .
بينما الحركة الذاتية للحياة تحدث في الحاضر ( المستمر ) فقط .
والحركة التعاقبية للزمن ، هي نقيض الحركة الموضوعية للحياة تبدأ من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر دوما . تتساويان بالقيمة وتتعاكسان بالإشارة والاتجاه ، وتتمثلان بالعمر الحالي وبقية العمر .
آمل أن تكون هذه المناقشة ، لسؤال اختفاء الواقع ، مقدمة للاهتمام بالموضوع ، لا أن تبقى عشبة وحيدة في الصحراء العربية والعالمية ...
لعل وعسى !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا قبيل حصولها على حزمة مساعدات


.. موسكو تصعد هجماتها بعد مؤتمر سويسرا للسلام




.. طفلة باغتها القصف قبل أن تهنأ بحذاء العيد


.. لا ماء ولا طعام.. في ثاني أيام عيد الأضحى بشمال غزة يشتد الج




.. مشاهد تظهر حريقا ضخما غرب لوس أنجلوس التهم 15 ألف فدان وتم إ