الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا بدأوا بضربهم ، ينتهون بضربنا ..!

هرمز كوهاري

2006 / 10 / 27
الارهاب, الحرب والسلام


لا شك أن كسب " شيوخ عشائرالانبار لقتال عصابات القاعدة والتكفيرين ، يبدو لأول وهلة إنجازا جيدا في حملة الحكومة والقوات متعددة الجنسيات ضد القاعدة والتكفيرين ، ولكن لصالح من سيقاتلون أولئك الشيوخ تلك العصابات ويضحون بأموالهم وعيالهم ؟ هل لإنجاح الحكومة في مشروعها في إقامة النظام الديمقراطي ؟ ثم يلقون بسلاحهم وينصرفون الى أعمالهم ؟.

ولا يختلف هذا عن مقاتلة المليشيات الشيعية لنظام صدام ، ثم إستثمار سقوط صدام ، الذي لم يكن بجهودهم ، بل بجهود القوات متعددة الجنسيات بقيادة أمريكا ، ومع هذا فقد ، إستثمروا التغيير لصالحهم ،حتى أصبح إرهابهم لا يقل عن إرهاب صدام إن نقل تجاوزه فكيف لو كانوا هم القائمين بإسقاط النظام ، وبهذا فإنتقلنا من إرهاب عصابات البعث الى إرهاب عصابات المليشيات المنفلتة ،والفرق أن تلك العصابات كانت تعمل بإشارة من صدام يوجههم الى الضحية أو يوقفهم عند حدهم ، أما الآن فقد لا تفيد لا ألاشارات ولا الصراخات من قائدهم المراهق المنفلت أيضا إذا أراد توجيههم أو إيقافهم عند حدهم ! فإنتهوا بالصدامين و بدأوا بالآمنين وأعداء صدام وأنصار الديمقراطية ،

أيام إنتكاسة ثورة 14/ تموز ، وبدء الهجوم والتهجم على الشيوعيين ، إرتاح بعض الديمقراطيين وأعني الحزب الوطني الديمقراطي والحزب الديمقراطي الكردستاني ، معتقدين أن بسقوط عبد الكريم قاسم تنتهي " الدكتاتورية "!ويكونون من المستفيدين !!

في تلك الايام خابرني مدير عام الدائرة التي كنت أعمل فيها كمسؤول لأحد الاقسام ، وكانت تحدث بيننا بعض النقاشات السياسية فكان يعتقد أني شيوعي ، وكان هو عضوا في الحزب الوطني الديمقراطي ، دخلت عليه فوجدته يقرأ جريدة وهو يبتسم ، وقال لي : " إسمع هذا الخبر " وقرأ لي خبراً الذي نشرته إحدى الصحف الصفراء ،" بأن عمال السمنت كانوا يشيعون أحد ضحاياهم الذي إغتالته يد أثيمة ، ولما هاجمتهم الشرطة للتفريق ، نهض " الميت " من التابوت وأنهزم مع بقية المشيعين !! " وأطلق ضحكة هستيرية ، وكان يقصد بذلك إستفزازي ولم يخف فرحه بهذا الاسلوب الساقط الذي يتبعه البعث ، نظرت اليه نظرة إستنكاروإستخفاف ، وذكرته بمثال نواب الصفوي في إيران ، وقلت له " لا تفرح يا إستاذ ، إذا بدأوا بنا ينتهون بكم ، وكان ما توقعت ، إعتقلتُ يوم 10/شباط 63 ، نقلوني الى مخفر عبخانه ، وجدت صاحبنا منكّس الرأس وقد إحمر وجهه من الصفعة القوية ! ثم نقلنا سوية الى موقف خلف السدة ، ذكّرته ، بما جرى بيننا من حديث في الدائرة ، هز برأسه وقال " هذا الذي عينته ، جميل الخشالي ، دخل علي وأمسك بياختي وقال لي " أخرج يا قواد .. ! هذا مو مكانك "!!

إن العشائر دائما وأبدا في العراق وغير العراق كانوا يبدأون بالحكام وينتهون بالشعب ويكونون عونا للرجعية وللحكام الرجعيين، ولم تؤسس الانظمة الديمقراطية والمدنية العلمانية في أوروبا وبقية العالم إلا على أنقاض الاقطاع ومن ثم تحرير الفلاح ، حيث يمثل الفلاحون في العراق والدول الزراعية مثل العراق أكثرية السكان ، وهذه الاكثرية تقع تحت دكتاتورية الاقطاع .

لاينكر أن شيوخ العشائر ساهموا في ثورة العشرين ، ولكن لا لصالح الفلاح أو الشعب بل لصالحهم ، فقد فرضوا على الدولة ، أن تسن قانونا خاصا بهم ، سمي ب " قانون العقوبات العشائري" غير قانون العقوبات البغدادي أي المدني ، فخولهم بالقتل ، أي بقتل الفلاح والمتمردين على سلطانهم وعقوبتهم الفصل بحفة من الدنانير أو ب
" إحديْثة " كفصلية تُهدى الى أحد أقارب القتيل!! الى آخره .

كان شيوخ العشائر دائما عونا لحكومة نوري السعيد ويمثلون أغلبية نواب مجلسه يؤشر عليهم برفع الايدي بالموافقات فيرفعون وهم لا يعرفون ماهو الموضوع ، يستخدمهم في قمع إنتفاضات الفلاحين ، إستخدمهم البعث والقوميون في موآمرة الشواف وقد تجمعوا أطراف الموصل ، للنهب والسلب والاختصاب وأسر النساء غير المسلمات ، وإستخدموهم في إنقلابهم الاسود في 8/ شباط ،و إستخدمهم صدام في كل مناسبة وبدون مناسبة .

من يوقفهم عند حدهم بعد إنتهاء القاعدة التي ستنتهي عاجلا أو آجلا ؟ من يضمن جمع سلاحهم فإذا كانوا التكفيرين غرباء ، فهم أي شيوخ العشائر أصلاء ، لا ينتهون إلا بإنتهاء الاقطاع ، ومن يجرأ على إنهاء الاقطاع ؟! فقد بدأ بهم عبد الكريم قاسم ، وإنتهوا به !.

وبعد سقوط البعث ، كانت بيتوهم وبراريهم مأوى ومرتعا لعصابات القاعدة والتكفيرين القادمين أو المرسلين من وراء الحدود . منذ العد العثماني ، أكثرهم كانوا يعيشون على تهريب الاسلحة وبقية الممنوعات الى الداخل ، وتهريب الماشية والمنتوجات الزراعية الى الخارج .

الرهان عليهم كالرهان على حصان خاسر ، بالعنف والسلاح الذي يضربون به التكفيرين سيضربون به الديمقراطية ، لأن عدوهم اللدود هي الديمقراطية حيث تسعى الاخيرة على تحرير الفلاح وبالتالي نهاية سلطتهم و نفوذهم . فليس أسهل الطريق هو أسلم الطريق للوصول الى النصر،
ولذا قالوا " أمشي شهر ولا تعبر نهر "!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء