الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتحاد المغرب (العربي) الكبير:‏‎ ‎ضخامة تكلفة انقسام ‏

عبداللطيف هسوف

2006 / 10 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن رأينا في مقال سابق أن اتحاد المغرب (العربي) تشكل ليحل بعد ذلك نتيجة البحث عن الزعامتن ‏الفارغة وتغييب مصلحة شعوب المنطقة، نعود اليوم للحديث عن حجم التكلفة التي أدى ويؤدي إليها انقسام ‏المغرب العربي. ‏

‏1- إعاقة التنمية الاقتصادية: ‏
لقد تم التأكيد دائما على كون المغرب العربي يتوفر على مؤهلات هائلة أمام الاتحاد الأوروبي، مؤهلات ‏تتمثل في موارد الطاقة الهائلة، مواد أولية، منتجات سمكية، دون أن ننسى الصناعة السياحية. كل هذا تنقصه ‏الاستثمارات الأجنبية الكافية والتي تتوجس خيفة من الاستثمار في دول المغرب العربي. حذر المستثمرين ‏المحتملين، ليس فقط الأجانب وإنما أيضا المستثمرين الوطنيين، يعود في أغلب أسبابه إلى عدم تجسيد تجمع ‏المغرب العربي الكبير على أرض الواقع. النتيجة إذن هي ضعف في الاقتصاد يرفع نسبة البطالة، خاصة بطالة ‏الشباب وحاملي الشهادات، كما يؤثر في السياسات التربوية والصحية، وكذا في التطور والتجهيزات الجهوية... ‏الخ. ‏
رغم التكاملية الحقيقية بين الدول المغاربية الخمس، تبقى المبادلات راكدة. وعندما نعلم أن معظم المشاريع ‏الكبرى للتجهيز قد توقفت، خصوصا في ميدان التواصل عبر دول المغرب العربي، ندرك ما يخلفه انقسام ‏المغرب العربي من سلبيات، ونتأسف لكون المساعدات المالية العالمية، وخاصة الأوروبية، توقفت عن تمويل ‏المشاريع الرئيسية للاندماج المغاربي. كل هذا أدى إلى ضعف كل دولة دولة في الاتحاد المغاربي أمام محاوريها ‏الأوروبيين. لا ننكر العلاقات الثنائية بين دولتين أو بين دولة ومنظمات إقليمية أو دولية، لكن هذا النوع من ‏العلاقات تطبعه نواقص عديدة: أولها هو عدم التوازن بين دولة من الجنوب ودولة في الشمال المتوسطي (على ‏المستوى الاقتصادي)، ثانيها هو أن النقاش لا يعنى بالأبعاد المغاربية، وإنما فقط ما يخص كل دولة على حدة. ‏

‏2- إعاقة التنمية الاجتماعية: ‏
إن النتائج السلبية الناجمة عن انقسام المغرب العربي على المستوى الاقتصادي تتعمق إذا أضفنا إليها ‏النتائج المتردية المسجلة على المستوى الاجتماعي. فانقسام المغرب العربي يؤدي أيضا إلى توقيف المبادلات ‏البشرية واليد العاملة. ومن الواضح أن العلاقات التجارية والمالية لا يمكن أن يقيمها إلا أشخاص يتواصلون مع ‏شركائهم، زبائنهم ومزوديهم داخل مقاولات، بنوك، مؤسسات التكوين المهني، جمعيات، منظمات ثقافية ‏ومنظمات تعاون لا مركزي... الخ. إن هذا التواصل بتعدد مشاربه، هو الذي يهيأ التعارف والتفاهم المتبادل، ‏وتغيير العقليات والتعامل في كل ميادين الحياة الاجتماعية. ‏
لكن للأسف نبيت لنصبح على قرار بسد الحدود بين هذه الدولة وتلك من دول المغرب العربي. من يتأثر ‏أكثر؟ طبعا ليس الزعماء، وإنما الجماهير الشعبية التي تتاجر على امتداد الحدود، وكذا المستثمرين الذين يثقون ‏بزعمائهم حين تفتح الحدود لوقت قصير فيتوجهون للتصدير والاستيراد مع دول الجوار.‏
‏ ‏
‏3- إعاقة التطور السياسي: ‏
إن انقسام المغرب العربي كلف ثمنا باهظا على مستوى تثبيت أسس الديمقراطية وإقرار دولة الحق ‏والقانون، الشيء الذي يعني أن هذا الانقسام يشكل أيضا خطرا على التطور السياسي. إن اتحادا مغاربيا منفتحا ‏على نفسه أولا، ثم على العالم الخارجي، لو قدر له أن يصمد، كان بإمكانه أن يكون قادرا على تحقيق المطالب ‏السياسية ويشكل كذلك حقلا ملائما لتطور دولة الحق والقانون وتحرير الحياة السياسية من قبضة دول ذات حكم ‏مطلق حتى لا نقول ذات حكم ديكتاتوري. ‏
إن انكماش بعض الدول الأطراف في اتحاد الغرب العربي على نفسها يؤدي إلى توقف التطور السياسي. ‏كما أن هناك ثغرات ونقائص في الإطار القضائي، وإن تم تحقيق بعض التقدم في المجال التجاري، البورصة ‏والتأمين، فإن المشكل يرتبط بالأساس بالنظام القضائي والإداري الذي لا يأخد بعين الاعتبار التقدم الطارئ في ‏مجال التجارة والتبادل والاستثمار... أضف إلى ذلك أنه في دول المغرب العربي ليس هناك سوى ديمقراطيات ‏الواجهات.‏
‏ لهذه الأسباب مجتمعة، فإن انقسام المغرب العربي في ظل الظرفية الجيوسياسية الحالية يكلف ثمنا باهظا، ‏إذ ينظر إلى المنطقة من طرابلس إلى نواكشوط كمنطقة خطر قد تنفجر في أي وقت.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه