الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدلول الأزرق على استمرار الحياة ومغزى زراق اللون على الحزن والكآبة

مروان صباح

2023 / 5 / 10
الادب والفن


/ ليس كل الأوقات ، لكن أيضاً في مثل هذه الظروف المعقدة ، تحديداً تلك الحكايات المتطرفة منها ، تلزم المراقب التوقف عندها وعند من يصنعها أو حتى يرعاها ، فللمرء أن يتخيل ببساطة 😗 ، الحياة الصامتة وراء لوحات فنية قد فتحت بواطن البعض في تفسير ما هو غامضاً ، لكنه ممتلئ بالصخب والزعيق ، وكما يتوجب عادةً الإشارة إليه ، لا بد لكل دخول أن يجد المرء الباب 🚪 المناسب لكي يدخل منه بسلاسة وتحت ميكروسكوب 🔬 التتبع والاستقصاء والتشخيص ، ومنذ ذلك اليوم الذي أطلق صديق الرسام العالمي بيكاسو على نفسه رصاصة الموت ، وبالطبع كان الدافع وراء ذلك تلقيه حقيقة 😱 من فتاة 👧 يحبها من طرف واحد☝، وهي لا تبادله الشعور ذاته بقدر أنها تعتبره ليس سوى صديقاً ، بالفعل 😦 ، أطلق الرصاصة دون أن يفصح عن سبب مقصده الحقيقي في تخليد الحداثة ، هل هو بسبب حبه لها أو أنه كان يدرك كُلفة مصادقة شخص مثل بابلو بيكاسو وأيضاً صعوبة حفر أسمه في دفاتر 📓 الخالدين ، لكن وهو الأهم الجوهري ، عكست واقعة الموت 💀 " في سبيل الحب الناقص " عند الفنان 🧑‍🎨🎨 بيكاسو بما عُرّف آنذاك بالفترة الزرقاوية ، فعلاً 😦 ، خيمت على ألوان لوحاته الأزرق منه وبدراجاته المتقاربة والمتنوعة ، وهو أنعكاس طبيعي من شخص يمثل الفن التكعيبي وتحديداً بلوحته المسماة " الحياة " ، وهي لوحة حيرت النقاد والمحللين وأشغلت هذه الطبقتين في إصدار دراسات حوّل محتواها الغامض والمركب / المعقد ، لأنها بقدر ما حملت من صور جنسية ، إلا أن الحزن والكآبة يشيران عن أن المقصد في ذلك هو أبعد من الجنس ، بل الصدمة التى تلقاها من صديقه كانت كفيلة في تعرية من في اللوحة لدرجة أن الناظر لا ينجذب جنسياً لها بقدر أنها محاولة بائسة من الصديق بجمع مقتول العشق الوهمي بحبيبته ، في المقابل أيضاً ، كانت الألوان الزرقاوية مادة كيميائية 👩‍🔬 للرسوم المتحركة لاحقاً ، وهي مواد كانت وستظل بالمحتوى المؤثر على عقول 🧠 وأفكار من يشاهدها حتى أنه بلغ تأثير الأزرق على ما يرتديه الإنسان عموماً ، فبتلك الحقبة سيطرت على المجتمعات القميص 👕 الأبيض أو التشيرت 👕 والبنطلون الجينز الأزرق ، حتى أن لون السيارات الأزرق الفاتح " السماوي " كان إختيار شركات المصنعة للسيارات وهو أيضاً خيار الأغلبية العظمى آنذاك ، وبالرغم من أن السؤال المركزي في دراسة 📚 لوحة الحياة لبيكاسو 🎨 ، كان هو مدى خطورة ⛔ ما تحمل من عنف مفاجئ ، تماماً 🤝 كما هو التساؤل الذي استولدته المؤسسات التربوية حول الرسوم المتحركة ، ولاحقاً الألعاب الإلكترونية مما تشكله من مخاطر على سلوك ومنطقية كل من يتمسمر أمامها ، وهو نقاش مازال حتى الآن مستمراً لكن مع تقليل نسبة التغير ، تحديداً بعد ما الأمور أنفلتت وأصبح العالم متحرر من نظرية برج المراقبة" الشهيرة " إلى عالم فضائي 👽 من الصعب أو هناك 👈 استحالة مراقبته أو حتى التأثير عليه ، وهذا يدعونا إلى الإعتراف بأن التربية البشرية لم تكن يوماً ما خاضعة إلى الأبراج والجدران الكلاسيكية بقدر أنها منظومة متكاملة من الأخلاق والقيم والتى تنعكس على متلقيها نهجاً وسلوكاً في زمن يكثر فيه الإنتاجات المتنوعة بشكل غزير .

بالطبع ، كان هنا 👈 الحديث هو الدواء والداء معاً ، وهو تحول ⚧ الوجه الأبرز للسجالات والمناقشات الراهنة ، وكما يبدو 🙄 على المدى البعيد ، ومع تطور الأجهزة الحديثة بيد🤚 الإنسان وتحديداً الأجهزة اللوحية التى مكنت الطفل 🍼👦 من استخدامها بيسر وسهولة ومشاهدة ما يحلو له من رسوم متحركة بنقرة واحدة☝، كل ذلك بالتأكيد 🙄 أنعكس في الماضي القريب وينعكس في المنظور التالي والأبعد معاً على تكوين المجتمع عامة والفرد خاصةً ، وهذا ما حاول بيكاسو التعبير عنه بتكعيبته الشهيرة والتى تعتبر من أضخم اللوحات الفنية والثقافية والاجتماعية ، كل ذلك أوحى مبكراً بأن الثقافة التى ترعرع عليها صديق بيكاسو والتى أدت إلى أن يطلق الرصاصة على نفسه ، كانت السبب وراء ذلك ، بل وهو الأهم ، كل جرائم إطلاق النار التى حصلت في المدارس أو في أي تجمع بشري من قبل المراهقين تعود سببها لمواد الرسوم المتحركة أو الألعاب الإلكترونية ، لأنها ببساطة 🙄 ، مثل هذه المواد المكثفة والمكرورة بطريقة عشوائية تفقد المنهجية وتصنع مع الوقت سلوك عاطفي 😭 اضطرابي عند الطفل اولاً ، ثم وهو الأخطر ، تعطب النظام المرحلي للإدراك الأسئلة التى عادةً يتم الإجابة عليها أتوماتيكياً ، لهذا ، لم يكن بيكاسو بالشخص الذي يفوت حادثة اغتيال صديقه لنفسه دون أن يتوقف عندها ملياً وطويلاً ، لأن في الخاتمة اللوحة تظهر لكل متأمل 🤔🧐 بها ذاك الرابط بين ما تراكم في مرحلة التكوين تحديداً بالصغر من عنف مشوه ، بالطبع أنعكس على الحياة العملية لدرجة أن فواجعه أحياناً تدفع أصحابه إلى مشهد قيامي خالص ، تماماً👍💯 كما تولد العرّيّ في لوحة الحياة لبيكاسو من واقع الحزن والفاجعة والكآبة ، بل في مشهد أيضاً لافت ، لقد أنهى بيكاسو لوحته في تصويراً 🤳 خارقاً ، عندما جعل رجلاً مجهولاً يختبئ في بطن أمرأة ، كل ذلك هو تعبير عن الفارق بين ما يصنعه الإنسان من صنائع بسبب العطب الادراكي للنتائج وإدراك المقدمات ، لكن في المحصلة ، بعد ذلك يعود لكي يختبئ 🙈 في المكان الذي تكون منه ، كأنه عفوياً 🙏 يقول 🗣 بأن هذا البطن هو المسؤول عن تلك الحداثة وليستُ تماماً 👌 " أنا ☝ " .

الآن في النهاية وهو مصحول جمعي ، بل هنا 👈 أصل الحكاية الثابتة ، وفي واحدة ☝ من وجوهها 🥶 المختلفة ، وعلى مستوى بيتي 🏠 في المقام الأول وثانياً على مستويات أخرى وطنية أو إقليمية أو دولية ، عادةً الأم تلجأ إلى ترك أبناءها أمام الرسوم المتحركة بدافع كسب الوقت في العمل أو الطبخ أو حتى تبديد الوقت عبر الهاتف أو حول الصبيحات الصباحية ☕ 🚬 ، بالطبع ، دون أي إعتبار لمراجعة المواد السامة التى تتراكم في ذهن الطفل أو حتى تقيم ما هو منها صالحاً أو فاسداً ، لدرجة أن نسبة المواد والموسيقى العنيفة في الرسوم المتحركة وايضاً الألعاب الالكترونية تصل إلى 60 % ، وهذا الميل والانحياز الإنتاجي يتماشى فعلياً مع الرغبة البشرية التى عادةً تجنح بالفطرة للعب أكثر من التركيز على المسائل المتعلقة بالنافعة أو السلمية أو حتى الإنتاجية ، بل كل من هو ناظر 👀 إلى اللوحتين بين الأزرق عند بيكاسو والألعاب البلاي ستيشين " PlayStation " ، سيكتشف المستبصر بأن القاسم المشترك "هي الوحدة "مع الخيال المنفلت ، وهي عزلة تبدأ من الطفولة ، والصحيح أيضاً بأن المرء يغادر طفولته بأمان إلى عالم المسؤولية ، لكنه سرعان ما يشعر بالتعري حتى يجد الزوجة أو الصديقة كبديل عن الأمومة ، لدرجة أن بيكاسو عندما أشار في لوحته عن العناق 🤗 إياه ، فهو يظل عناقاً يبحث عن مواساة الروح وليس أبداً 👎 الحياة التى تجمع بين الحب - الموت - الوحدة - الخوف وأخيراً الحزن الأزرق .

وهكذا تستمر خيارات عالم الذكاء الاصطناعي دون الالتفات للمعايير الادراكية ، ولعل الأكثر مدعاة للقلق هو إحالة المسؤولية الاجتماعية فقط على التطور والحداثة ، لأن ما هو مطلوب اليوم الانفتاح بمسؤولية عليه دون أن تتجاهل المجتمعات ضرورة الخوض في مساجلات تربوية تجمع بين التكتيكي والإستراتيجي ، لأن ببساطة 🤨 ، لا يمكن 🤔 لأي شخص السخرية من لوحة 🎨 بيكاسو أو حتى التهكم أيضاً من التكنولوجيا الحديثة والتى بات الإنسان يعتمد عليها بشكل أساسي ، ويبقى السؤال المحوري / الحيوي ، هل على سبيل المثال ، يمكن 🤔 لأي فرد أن ينكر جهاز الحاسوب الذي بفضله يصدر في اليوم وفي ولاية واحدة ☝ من ولايات المتحدة الأمريكية 🇺🇸 مئات آلاف جوازات السفر أو الرخص السواقه ، بل حتى اليوم وصلت المنافسة على سبيل المثال إلى عتبات الكتّاب وأساتذة المدارس والجامعات 🏫 ، لأن ببساطة🥴 برنامح المحادثة " جي بي تي ChatGPT " قادر على تقديم للطلاب الإجابات البسيطة والمعقدة في شتى مجالات العلوم والتخصصات العلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، بل حتى اليوم بات قادر على تأليف كتاباً 📕 للأطفال أو كتابة ✍ مقال معين ، بل ايضاً البرنامج نفسه يناقش محتواه ، وهنا 👈 يتساءل المرء مرة أخرى ، هل البشرية اخترعت جهازاً صغيراً يتطور بشكل سريع لدرجة أنه يمكن 🤔 له أن يهدد مستقبلهم ، أو أن كل ذلك هدفه هو تقصير المسافة والوقت وأيضاً في المقابل يدفع البشرية نحو مهارات أعلى وأذكى مما كانت عليه سابقاً ، كسرعة البديهة وإنجاز الأهداف والوصول إليها بأقل وقت زمني ، تماماً👌كما كانت الحكاية مع ثورة النقل والمواصلات والتى حققت هذا النجاح في اختصار المسافة والوقت حتى بدأت البشرية تقف عند ثورة النقرة🖕أو المسة 👋 والتى تحقق لناقرها مع جهاز الذكاء الاصطناعي🤨 ما لا يحققه العقل البشري بسنوات أو أشهر أو أسابيع ، أيضاً وهو المقابل الحقيقي 😱 ، كل ذلك التحوّل ينقل الناس من التلفاز 📺 الجامع والسينما 🎥🍿 الجامعة والهاتف المركزي للجميع إلى أجهزة خاصة / فردية أكثر فاعلية في طريق العزلة لكل من هو على هذا الكوكب 🪐 الأرضي 🌍 ، وبالطبع ، هذا النوع من التشات الجديد فتح باباً واسعاً النطاق وعالماً أخر سيستوعب الكثير من الوظائف ، لأنه سيكون أهم من الغوغل إياه ، فهنا 👈 الحكاية تختلف عن ذلك البحث المعتاد لمفردة هنا 👈 أو معلومات ℹ شخصية أو سياسية أو إقتصادية وغيرها هناك👇، فالمسألة حتى الآن تبدو معقدة وبالرغم من المحاولات الجادة ، لأن ببساطة 🙄 ، ستكون الاستجابة سريعة لكل من يستخدم المحرك ، وهي حتى الآن ليست بهذه السهولة ، بل تحتاج إلى جهد هائل وخيالي لتحقيقه ، لكن صانعو الذكاء الاصطناعي قد بدأوا وهؤلاء عاقدين العزم على تحقيق🤨 ذلك ، تماماً🤝 كما حققوا أسلافهم كل ما هو في تناول أيدي البشرية .

الفارق الأخير ، وهنا 👈 نقول أيضاً لسنا في حدود معرفة كل ما هو متعلق بهذه الأغيار ، والتى بدورها كانت قادرة أن تحسم لدينا حجم الغور الذي بلغ هذا العالم شأنه العميق 🧐 ، إذنً ، التفاوت هو أن لا بد للناس التعايش مع الحقيقة حتى لو أنها لا تتناسب مع أحلامهم 😴 أو مشاعرهم 🥰 أو أفكارهم 🧠 ، إن كان ذلك مع الصدمة المفتعلة إياها والتى تلقاها صديق بيكاسو والتى وأيضاً كانت وراء سواد اللون الأزرق على لوحاته لمدة طويلة ، أو بالطبع التعايش مع الأجهزة الاصطناعية " الذكية " ، فهو في نهاية المطاف يبقى تعايش مع آلة متطورة وليس كائناً شيطانياً 👿 ، إذنً مرة آخرى ، وهي خلاصة جوهرية ضرورية ، وكما يقول التعبير الشعبي العربي ، الرّك على مستخدم هذه الأجهزة ، ولأن بصراحة 🤭 إقناع الطفل في مثل هذه المساحات مهمة تكاد شبه مستحيلة ، بضبط كما هو الحب الأعمى 💔 ، أيضاً هنا 👈 من الصعب 😞 إقناع العاشق ، لأنه ببساطة لقد أيقظ الطفل الذي في داخله ، وبالتالي ، فالإنسان هو الوحيد القادر من خلال الإدراك تحويل هذه الأجهزة إلى مساعد لنمو ذكائه أو إلى آلة تشيطن ذكاء ، تماماً🤝👌كما هو الحب الأعمى الذي أدى بصديق بيكاسو إلى التهلكة . والسلام 🙋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال