الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التَوابِع …

حسام محمود فهمي

2023 / 5 / 10
الصحافة والاعلام


ومضَت أيامُ رمضان ولياليه تاركةً ذِكراها؛ هي روحانياتٌ وعباداتٌ عند البعضِ، وسَهرٌ في المقاهي عندَ غيرِهم، ومُسلسلاتٌ ومَقالبٌ عند آخرين، وظَلَ عددٌ لا بأسَ به على الحِيادِ. اِنشغَلَت صُحفٌ وصَفحاتٌ على مواقعِ التواصلِ بالمسلسلاتِ، في الفاضية والمليانة، خلال رمضان وبعدَه، تارةً باِستدرارِ أحداثِها وتارةً بأخبارِ وأحاديثِ المُمثلين والمُخرجين والمُنتجين وصورِهم. أصبحَت أقوالُهم مُحرِكاتِ الترند، بما فيها من أخطاءٍ لُغويةٍ ومعلوماتٍ سَطحيةٍ جوفاءٍ. الثقافةُ عندَ أحدِهم أخذَها عن والدِه قارئ الصُحفِ، مع التقديرِ لها، وبرور الوالدين عند آخر بمعنى البِرِ بهم.

نجَحَت الترندات، التيارات الغالبة Trends، على وسائطِ التواصلِ، في جَذبِ أعدادٍ كبيرةٍ من المتابعين؛ اِنخَصَرَت الحواراتُ في السخريةِ أو الإعجابِ بالفنانِ الفلاني أو الفنانةِ العلانيةِ. وإذا كان الإبعادُ عن القضايا العامةِ هدفًا، فقد فعلًا تَحَققَ بنجاحٍ، ولو وقتيًا.

مع الاِحترامِ للفنونِ، ما هو العائدُ من حِواراتٍ بلا ثقافةٍ، سواءَ في المسلسلاتِ أو البرامجِ والصفحاتِ المرتبطةِ بها، لُهاثًا وراء الترندات؟ الناتجُ المؤكدُ هو فقرُ الفِكرِ واللُغةِ ونشرُ سلوكياتِ المقالبِ والاِستظرافِ والتَنَمُرِ والتسطيحِ والبلطجة وأكلِ الحُقوقِ.

المجتمعُ يعاني من فَوضى وكُرهٍ عامٍ للنظامِ وتَنَمُرٍ مَقيتٍ، وما مسلسلاتُ وبرامجُ رمضان والمُشاركون فيها إلا مُرَوِجين لها. نجومُ مجتمعٍ حقيقيون أم مجردُ مشخصاتية يعيشون أدوارًا على الشاشةِ ويُصدقون أنفسَهم خارجَها؟ ومن صَنَعَهم وشَغَلَ بهم الترندات؟؟ وهل يصلحون قدوةً بسلوكياتِهم في المسلسلاتِ وخارجَها؟

أساتذةُ الجامعاتِ يُعانون، على مستوى البكالوريوس والدراساتِ العليا اِسمًا؛ أوراقُ إجاباتٍ وتقاريرٌ بلا جُمَلٍ ولا مُفرداتٍ ولا تَعَمُقٍ. إضافةً للإعلامِ بتصنيفاتِه، الطلابُ ضحايا لوائحِ تعليمٍ سَطحيةٍ مَظهريةٍ وجَودةِ مُتفردةٍ في لا جودَتِها ووجوهٍ، لعقودٍ، تتَدعي التطويرَ ثم تَرجِعُ فيه حسب الترند!!

توابعُ مسلسلاتِ وبرامجِ رمضان تَتبدى لأشهرٍ في ترندات عديمةِ الفائدةِ وتنعكسُ على سلوكياتِ مجتمعٍ، أخذَت عنه ثم رَدَت إليه.

الثقافةُ والمعلوماتُ غزيرةٌ، لكن على فضائياتٍ جارةٍ في نفسِ قمر البثِ، مع الأسفِ.

اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاتح مايو 2024 في أفق الحروب الأهلية


.. السداسية العربية تصيغ ورقة لخريطة طريق تشمل 4 مراحل أولها عو




.. آخرهم ترامب.. كل حلفائك باعوك يا نتنياهو


.. -شريكة في الفظائع-.. السودان يتهم بريطانيا بعد ما حدث لـ-جلس




.. -اعتبارات سياسية داخلية-.. لماذا يصر نتنياهو على اجتياح رفح؟