الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خروج امريكا من جامعة الدول العربية...

محمد حمد

2023 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


بعد اعوام من الحرب والدمار والعقوبات والعزلة وظلم ذوي القربى العرب الذي هو (اشدّ مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند) وقانون قيصر الامريكي سيء الصيت والسمعة، عادت سوريا إلى احضان الجامعة العربية. وربما العكس هو الصحيح. لتشغل مقعدها من جديد بعد أن تخلّت امريكا عن هذا "المقعد" الذي بدأت فائدته تتضاءل تدريجيا خصوصا بعد الحرب الروسية الأوكرانية. وتطبيع العلاقات بين السعودية وإيران. والتقارب الحثيث بين تركيا وسوريا والزلزال المدمر الذي ضرب البلدين مخلفا وراءه آلاف الضحايا وخراب هائل في المدن والبلدات التي وقع فيها. يضاف الى ذلك بطبيعة الحال الدور الخلاق الذي لعبته، في السنوات الاخيرة، كل من جمهورية الصين الشعبية وروسيا الاتحادية، في "حلحلة" الكثير من القضايا والملفات الشائكة في الشرق الأوسط.
أن رياح التغيير قد لا تجري بالسرعة التي نتمناها نحن ابناء المنطقة. لكنها مع ذلك بدأت تحرّك أكثر من ساكن وعلى اكثر من مستوى وفي مناطق مختلفة. وأخذت، كنتيجة حتمية لذاك، تثير حماس ورغبة شعوب كثيرة وتدفعها نحو البحث عن وسائل وسبل جديدة للخلاص من هيمنة وتسلٌط وتهديد امريكا المستمر لكل من يرفع رأسه وصوته مطالبا بشيء من "الهواء النقي" في العمل السياسي. كالحرية الكاملة في اتخاذ القرار الوطني المناسب.
يمكن القول ان امريكا خرجت من الجامعة العربية بلا رجعة، لكنها لم تخرج بعد من الأراضي السورية. ولم تكفّّ عن سرقة النفط والقمح السوري وتهرّيبه عبر عملاء محليين ( يسمون أنفسهم حلفاء امريكا) إلى شمال العراق حيث يوجد هناك عملاء أكثر اخلاصا وانبطاحا وانصياعا لكل ما هو امريكي.حتى لو كان بائع متجول !
بطبيعة الحال أن أمريكا غير راضية عن عودة سوريا إلى الجامعة العربية لتمارس دورها الذي أبعدت عنه بقرار امريكي وصل على جناح السرعة وتنفيذ عربي محكم وعلى جناح السرعة أيضا. ولان امريكا تريد ان تكون لها الكلمة الاولى والاخيرة في شؤون العالم. وشؤون العرب بشكل خاص. فانها سوف تبذل جهود مضاعفة لوضع العراقيل امام اي تقارب حقيقي بين الدول العربية وسوريا. ولعلّ الاسابيع القادمة كفيلة بإعطاء صورة أكثر وضوحا حول هذا الموضوع.
وبالرغم من أن عودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية الدافيء، من قلّة العمل وكثرة الترهّل، قد لا تغيٌر شيئا في مجرى الاحداث الجارية في المنطقة، الا أنها عودة لها دلالات رمزية كبيرة. وتعتبر "صفعة" على وجه المخرف جو بايدن. كما تشكل عودة سوريا الى الجامعة العربية نوعا من الانتصار المعنوي والسياسي للنظام السوري وللرئيس بشار الأسد تحديدا. بالرغم من كل ما قيل وكُتب وروّج ضده على مدى سنين طويلة. وفي نهاية مطاف الازمة التي لم تنته بعد خرج جميع اللاعبين صفر اليدين. واولهم امريكا وتركيا واسرائيل، وحفنة من الدول العربية التي هدرت ملايين الدولارات وبذلت جهود جبارة ضد سوريا ونظام الرئيس بشار الأسد. الذي راهن واعتمد بشكل كبير على لاعبين اساسيين ومؤثرين (واحد مهاجم والآخر مدافع) في شؤون المنطقة: إيران وروسيا.
وبعد ان استسلم الحكّام العرب إلى الأمر الواقع الذي يقول إنه لا يمكن تهميش واقصاء وعزل دولة عربية مهمّة مثل سورية. غيّروا مجرى أفكارهم التي كانت تطبخ عادة في واشنطن. وأخذوا ينظرون إلى الواقع بشيء من الواقعية، مستغلين، ولو بشكل متواضع، بداية انحسار نفوذ واشنطن في المنطقة بعد عقود أمريكية عجاف بالمعنى الدقيق للكلمة. واذا جرت الرياح كما تشتهي سفن النظام السوري، وهو أمر غير مستبعد، فإن الرئيس بشار الاسد، اذا رغب في ذلك طبعا، يمكن أن يكون "نجم" القمة العربية المقبلة في الرياض. وان يحقق، في الاعلام العربي الرسمي على الاقل، شهرة تتجاوز شهرة رونالدو وميسّي وهالاند مهاجم فريق مانشيستر سيتي الانگليزي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو طريف.. كاميرا مراقبة ترصد ما فعلته دببة شاهدت دمى تطفو


.. الرئيس العراقي: نطالب المجتمع الدولي بالضغط لوقف القتال في غ




.. سقوط مزيد من القتلى والجرحى مع تواصل القصف الإسرائيلي على غز


.. أكسيوس: إسرائيل قدمت خطة لمصر لإدارة معبر رفح| #الظهيرة




.. ما -الحكم العسكري- الذي يريد نتنياهو فرضه على غزة في اليوم ا