الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع غريب

فاضل فضة

2006 / 10 / 27
الادب والفن


قد تكون الصورة ضبابية وقد تبقى لزمن طويل، بدون ان ينحسر هذا الغيم المقيم منذ اجيال واجيال. أنه واقع مؤلم ومرعب، غير قادر على الخروج من ذاته ومن عقول الناس المفعمة باللا وضوح.
قد تختلف منهجية الحياة بين مجتمع وآخر، وتختلف الثقافات عن بعضها، منها من ينتصر على ذاته ومنها من يحاصر الحياة في دائرته التائهة بمعاييرها القلقة. لذا تنجح بعض المجتمعات في تجاوز مناخاتها توريث الماضي، لتحيا في وضح النهار بمعايير مرنة متماسكة مع مفهوم الحياة نحو الأفضل للجميع. وتفشل مجتمعات اخرى في تجاوز اقبيتها وعتمة السلوك الجماعي بحجج واهية، في بحث دائم عن معنى الرمز بالأفضل، في منهجية متراصة مقطوعة عن الحاضر تذكر الإنسان وتنحو به إلى التشديد على غرائزه الفطرية في عودة إلى زمن تجاوزته حضارة الأرض كلها.

ومابين حدود الحياة وحدود الموت تبقى التجربة الإنسانية في تقديم قيم العقل على قيم الحصار اقوى في المجتمعات التي تزهر في تقدمها واقعاً اقتصادياً وإنسانياً وحضارياً افضل. أما من يصر على البقاء في ضبابية القيم وحدوديتها الرمزية المخالفة لواقع منهجية علمية في التقدم والرخاء فإنه كان ومازال يشكل طبقة سياسية من الطراز الأول في نظرته إلى الأخر، المواطن في الدولة حباً في نمط مستمر من التحكم الألى به لمنعه من التفكير، أو ممارسة حياته كأي إنسان في مجتمعات قيم الحرية والديموقراطية وسيادة القانون على الجميع.

ولن تتقدم الحياة في تلك الأوطان مادامت مكبلة من ذاتها عبر ادواتها في خداع ذاتي لا يجرؤ احد على الدخول في معتركه بحرية وجدية لنفض الأثاث في قيم نسبية تتسائل عن صحتها في عالم جديد. حيث مازالت الغالبية تبحث في مساحات مازالت مقيدة بنفس المعايير ونفس الأساليب.

أنها معركة مع الذات البشرية في قيم يجب تجاوزها، وحصرها في اماكنها لا ان تبقى كالسوط على الرقاب تغطي ثقافة الحياة في منطقتنا بفخر.

انها الثقافة وقيمها وعدم القدرة على الخروج من عباءتها وهي الدائرة الكبيرة التي استطاعت شعوب اخرى تجاوزها بانسجام وخطوات عملية مع متطلبات الحياة الحاضرة والمستقبلية.
إنها الثقافة ونقص القيم والإصرار بها على صحتها في نسبية نتائجها وركودها في واقع زمني متأرجح بين العودة للتخلف وبقوة، وبين ضبابية المستقبل والمطالبين به في أي موقع، سياسي اجتماعي أو غيره.

وإلى ان يصحو البعض ويتجاوز ذاته ويحررها من رداء الزمن الغابر. وإلى ان يجرؤ البعض على تناول حقائق العصر والحياة بمداها الأوسع، ستبقى مجتمعاتنا ترواح في قسرية العذاب الأرضي، بحثاً عن اوهام ماورائية، لم تقدم في الماضي إلا سيادة البعض على الحياة والمجتمع، بمنع الإ نسان في وقعنا من حقوقه الدنيا بعيش لا اقل من عيش الأخرين في مجتمعات الرفاه بحرية وحقوق اصبحت مكرسة في تراثهم وتاريخهم المعاصر.

أنها نحن الصورة السوداء لشعارات بيضاء ملوثة في خطوط القماش التي نسجت به، والتي لا يرغب ان يرى افضلنا الحقيقة من خلالها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا


.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل




.. أون سيت - لقاء مع أبطال فيلم -عالماشي- في العرض الخاص بالفيل


.. الطفل آدم أبهرنا بصوته في الفرنساوي?? شاطر في التمثيل والدرا




.. سر تطور سلمى أبو ضيف في التمثيل?? #معكم_منى_الشاذلي