الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفضائيات تتحول إلى أحزاب سياسية، وجريمة تبديد أموال النفط

هويدا طه

2006 / 10 / 28
الصحافة والاعلام


ظاهرة الفضائيات العربية ليست مجرد قنوات تليفزيون.. سواء تلك الفضائيات عربية التمويل واللغة أو تلك القنوات الأجنبية التمويل الناطقة بالعربية.. إنها مراكز سلطة سياسية ودينية تهيمن على الناس بأخطر مما هو كائن بيد النظم التي تهيمن بقوات البوليس.. فهي تتجه رأسا إلى العقول والنفوس والوعي الباطن والظاهر للمواطنين/المشاهدين.. قناة المنار وقناة الجزيرة وقناة العربية وقناة العالم وقناة الحرة وقنوات إقرأ والمجد والفجر والرسالة والناس.. إلخ، أمثلة على القدرة السياسية والدينية لتلك الفضائيات (أي لتلك القوى البشرية التي تمولها وتعمل بها) على تكوين رأي جمعي في اتجاه ما.. ويوما بعد يوم يزداد الإدراك لتلك السلطة عند البعض.. رجل الأعمال المصري الثري نجيب ساويرس بصدد تأسيس قناة إخبارية لمواجهة سطوة الإخوان على المواطن المصري.. وحركة حماس تتهيأ الآن لبث فضائية سراج الأقصى.. وقيل إن مصر رفضت بثها على النايل سات وسوف تبث القناة على العرب سات، إسرائيل بدورها تتفاوض مع النايل سات بمساهمة رجال أعمال مصريين للتعاون من أجل بث قناة إسرائيلية- مصرية مشتركة (بحسب خبر نشرته جريدة المصريون الإلكترونية) تبث برامجها باللغتين العربية والعبرية وتحث على السلام وتبث الآذان بتوقيت القدس! كما تبث أفلاما ومنوعات عربية وإسرائيلية.. ويقول الخبر إن إسرائيل رصدت لإطلاق القناة ميزانية تقدر بمائتي مليون دولار، وستعمل على فتح مكاتب في مصر والأردن وقطر والبحرين وتونس والمغرب والجزائر والكويت، وستسعين بمعدي برامج ومذيعين عرب بالإضافة إلى إسرائيليين، وفي فرنسا تم تدشين أول نصب تذكاري للصحفيين الذين قتلوا في الحروب.. وفي قناة الشعبية العراقية التي كانت تبث في المرحلة التجريبية يوم هاجمها مسلحون.. قـُتل عدد من العاملين بها، أي أن الفضائيات مشاركة بدورها- بإرادتها أو رغما عنها- في الصراعات الطائفية والمذهبية والسياسية وحتى المسلحة الدائرة في العالم.. ليست الفضائيات فقط وإنما ما يدور في فلكها من شركات البث والأقمار الصناعية.. فشركة النايل سات- لأسباب سياسية- قد تتعاون في بث قناة إسرائيلية لكنها ترفض بث قناة لحماس! هذا الدور للفضائيات الذي تخطى- لظروف عربية وعالمية وعولمية وتكنولوجية- مجرد دور قنوات تليفزيون مسلية.. يشير إلى أهمية هذه الأداة الإعلامية في المرحلة القادمة في العالم العربي.. في المستقبل القريب جدا ربما يكون لكل حزب قناة فضائية.. ولكل صحيفة قناة فضائية.. ولكل شركة قناة فضائية، إنما.. كلها جهات وفئات يمكنها تمويل قناة فضائية حتى لو متواضعة.. لكن.. هناك فئة غائبة عن ذلك الزخم لتحزب الفضائيات.. هناك تلك الفئة من الشعوب العربية- وهي الأضخم- التي لم توجد بعد فضائية تعبر عن همومها وتطلعاتها.. الفقراء، ربما كل من تلك القنوات الموجودة حاليا تتعرض بشكل أو بآخر للفقر وأصحابه.. لكنه تعرُض يكون إما للمتاجرة بهم أو للفرجة عليهم ومصمصة الشفاه!.. ولأن التمويل هو صاحب الكلمة العليا في إنشاء قناة فضائية.. فإن هؤلاء الذين لا مساحة لهم على الأرض لن تتاح لهم في المستقبل القريب مساحة في الفضاء.. هؤلاء الملعونون أرضا وجوا.. الفقراء..
** جريمة تبديد أموال النفط.. من يُحاسب عليها؟
على قناة الجزيرة كان هناك برنامج وثائقي عن (أحلام العلماء لإنتاج الطاقة بطريقة الإندماج النووي) ومنذ فترة عرضت قناة الحرة برنامجا وثائقيا أيضا عن نظرية النسبية وصاحبها ألبرت أينشتاين، وفي كل البرامج الوثائقية المعروضة على قناة عربية هنا أو هناك التي تتعرض لقضايا علمية (وهي برامج مترجمة لأن العرب لا ينتجون برامج علمية أصلا) هناك قاسم مشترك تلحظه في تناول الإعلام الغربي لقضايا البحث العلمي.. التمويل.. تمويل البحث العلمي وبرامج تطوير المنتجات التي تسهل حياة الناس أو توفر لأمراضهم العلاج أو تفتح لهم آفاق استغلال الموارد الطبيعية، العلماء في أوروبا أو أمريكا أو اليابان أو الصين أو الهند.. تتوفر لهم أموال تنفق على البحث العلمي.. توفرها لهم الدولة أو يوفرها لهم المجتمع عن طريق الضرائب أو يضعها تحت تصرفهم أثرياء المجتمع دون إملاء شروط الأغنياء الغبية.. بل هؤلاء الأغنياء يلهثون فقط وراء (الفخر) بأنهم تبرعوا لهذه الجامعة أو تلك، وقد حكى أحمد زويل الفائز بجائزة نوبل في مجال الكيمياء بدهشة وإعجاب عن طرق توفير الجامعة التي ينتمي إليها لأموال البحث العلمي.. وقال في برنامج قديم على قناة الجزيرة "إن هؤلاء الأثرياء يتبرعون بأموال للجامعة دون أن يجرؤ أو يفكر أحدهم أن يطلب شيئا في المقابل من الجامعة.. وتلك الجامعة تأخذ منه الأموال دون أن تسمح له أصلا بالحديث عن شروط.. وإن هذا السلوك من الطرفين هو شيء تقليدي في الغرب عموما وأمريكا خصوصا"، هم إذن في وعيهم الباطن يدركون أن تفوقهم في العالم قام على (حضارة تقنية) خلقها خلقا البحث العلمي.. وهم يستفيدون من هذا التفوق بشكل غير مباشر فيما يربحون من إنتاج وتجارة ما ينتجه العلم وبحوثه من سلع.. وفي كل البرامج العلمية التي شاهدتها تتعرض لتجربة علمية.. لا يكون الحديث فيها عن غياب أو توفر الباحث العالم وإنما عن مصادر التمويل.. هذه التجربة توقفت أو تلك تأجلت لأن التمويل لم يتوفر بعد.. هذه التجربة نجحت أو استمرت لأن المجتمع بشتى فئاته وقف ورائها بالتمويل.. ألا يثير هذا سؤالا عن تخلفنا العلمي المريع في العالم العربي؟! منذ منتصف القرن العشرين توفرت للعرب أموال طائلة هائلة.. أين ذهبت؟! لماذا وبعد أكثر من نصف قرن من هطول الأموال هطلا على العرب لا توجد لا مراكز بحث حقيقية ولا علماء حقيقيون.. ولا حتى ثقافة اجتماعية تقف وراء فكرة البحث العلمي من أجل تطوير حياة الناس.. بل ننتظر ببلادة ما ينتجه الآخرون.. وأحيانا نتشفى فيهم لأسباب غيبية حمقاء إذا ما فشلت عندهم تجربة ما! تلك المليارات التي أنفقت على بناء القصور والمتع بمختلف أشكالها لمجموعة من الحمقى في العالم العربي.. من يحاسب من عليها؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز