الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما ذنب شعب السودان ؟!

محمد بلمزيان

2023 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


ما ذنب الشعب السوداني وهو يئن تحت وطاة الإنقلابات العسكرية المتتالية مع سنوات الجفاف الكاسح، ما ذنب هذا الشعب الذي ألف التظاهر حاملا أغصان الأشجار رمزا للتحدي ونشدانا للحياة، ها هو الان يعيش حلقة اخرى من حلقات الموت والحرب الطاحنة، بين أطراف العسكر بحثا عن مراكز السلطة والتسلط وامتصاص ثروات الشعب المغلوب على أمره، لقد اصبح السودان ومنذ ثمانينات القرن الماضي مع مرحلة حكم جعفر النميري وهو يؤدي ضرائب جسيمة، بعد انتفاضات شعبية عارمة شملت المدن والقرى، وواجهتها الآلة العسكرية بالقمع والنار، وبالرغم من اندحار حكم النميري الذي امتد من 1969 والى غاية 1985 بسبب العصيان المدني وتصاعد الإنتفاضات الشعبية القوية، طفا على السطح حكم الأحزاب الإسلاموية التي سرعان ما تم دحرها من قبل العسكر مرة أخرى على يد البشير الذي حكم السودان بقبضة من حديد الى غاية 2019 ، تمت إزاحته على يد الجيش بعد سلسلة من المظاهرات الشعبية التي اكتسحت الساحات فاضطر الجيش الى إجراء تحالفات مغشوشة مع بعض الأحزاب السياسية التي التأمت وفق منطق المصلحة وليس من أجل نجدة الوطن وبناء المؤسسات، الأمر الذي تمخض عنه توجس كل طرف من الطرف الآخر، وغياب الثقة بين الطرفين، بعدما اجتمع ما لا يمكن جمعه( القوة العسكرية والقوة المدنية )، فكان طبيعيا أن يتحين كل طرف الفرصة من أجل الإنقضاض على فريسته ونهشها، وبالتالي إزاحتها من الساحة، فبمجرد أن استطاع الجناح العسكري الإستفراد بالسلطة وكنس ( الحكومة المدنية ) التي تم تنصيبها من أجل امتصاص الغضب الشعبي قام الجناح العسكري بإطلاق رصاصة الرحمة على الحكومة التي شرعت ضعيفة ودون أية قدرات وصلاحيات لتدبير شؤون الدولة ، الأمر شرعت أجنحة الحكم العسكري الجيش والدعم السريع على تفجير مواطن الخلاف التي كانت مضمرة وضمن تفاصيل الإتفاقات المغشوشة، والسطو على مصادر الثروة خاصة الذهب ، التي أصبحت أطنان منها تحول الى التصدير ولا يستفيد منها الشعب السوداني إلا بعائدات مالية توجه نحو اقتناء الذخائر والأسلحة لتقتيل مزيد من البشر وترهيب القوى التواقة الى غد سوداني أفضل،وحاليا كل طرف يكيد المكيدة للآخر من أجل تحجيم وضعه على الأرض، في محاولة للإستفراد بالحكم وإدامة الحكم العسكري الذي يؤدي الشعب ضريبته في هدر الحريات وانهيار القدرة المعيشية مع استمرار موجات وسنوات الجفاف ، فما عسى الشعب المسكين أن يفعل سوى انطباق مقولة شهيرة ( حينما تتنطاح الفيلة فإن العشب عفوا الشعب هو الضحية ) فطوبى للضحايا كم يستغرف هذا التطاحن الدموي مخلفا وديانا من الدماء والحطام ومن القتلى والجرحى والآلام التي لا تكاد تنتهي في زمن رديء كل المؤشرات تؤكد على استمرار حلقات أخرى من استعراض القوة والعنجهية التي لا تؤدي سوى الى مزيد من القتل والتهجير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح