الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين و حتمية المراجعة قبل المواجهة

بشير شريف البرغوثي
مؤلف

(Bashir Sharif Bargothe)

2023 / 5 / 12
القضية الفلسطينية


في فلسطين تنقلب المفاهيم بين عشية وضحاها أحيانا و يختلط الحابل بالنابل بشكل يجبر الباحث على العودة إلى البدهيات التي يتم طمسها بفعل ماكنات الإعلام المتحيز و مفكري البطاقات المدفوعة مسبقا و أقلام الدفع الرباعي القادرة على السير وسط السراب ..
لذلك لا بد من كشف بعض ما تم طمسه خلال سنوات الصراع:
أولا: إن أي مقاومة هي رد فعل متواصل على احتلال و ليست ردات فعل متفرقة على سلوك هذا الاحتلال
يعني الإلتزام الأخلاقي لأي حركة تحرر يوجب عليها أن تظل في حالة مقاومة دائمة سواء اغتال الاحتلال هذا الشخص أو ذاك أو قصف هذه المنطقة أو تلك ..
غباء أن ندعي أن هناك أي خط أحمر طالما هناك وطن كامل تحت الاحتلال فالوطن هو الخط الأحمر الأول و الأخير
لذلك يكرر التاريخ إطلاق تسمية "حركة" على كل ثورة ضد أي احتلال .. حركة لا سكون فيها و لا تقاعد ولا تقاعس
ثانيا: لا حركة مقاومة دون قيادة واحدة لأي شعب و حيثما تعلق الأمر بفلسطين فإن القيادة الواحدة يجب أن تمثل الكل الفلسطيني في المناطق المحتلة 48 و 67 و في دول الشتات و هذه القيادة في صيغتها النهائية يجب أن تكون منتخبة تحت عنوان حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير. و ما دون ذلك تظل القيادة الموحدة قيادة انتقالية لا يجوز لها اتخاذ قرارات تمس أي حل نهائي أو مرحلي أو "استثماري إقليمي"
لقد تجاهل القانون الأساسي للسلطة الفلسطينية هذه الحقيقة مكتفيا بمن حضر في كل التشريعات و الإجتماعات
و تجاهلته حماس كحكومة أمر واقع في غزة
و تجاهلته الجهاد كقوة صاعدة تريد الإستئثار بالقرار تقليدا لفتح الستينيات مع المنظمة
الشعوب لا تتحرر بفصائل تناهض بعضها بعضا جهرا و تناقض بعضها بعضا ليلا و نهارا
و من المعروف أن لا حركة ثورية دون طليعة ثورية ..
من هذه الزاوية الحادة غير القابلة للتدوير فإننا نرى استحالة حدوث تقدم فلسطيني في ظل تشظي الجهود السياسية و العسكرية و الإعلامية و التعبوية ألخ ..
ثالثا: يعلمنا التاريخ أنه لو كان هناك أي حل مرحلي أو هدنة طويلة قابلة للحياة لكان ذلك لاتفاق أوسلو ففي وقته حصل الإسرائيليون على الإعتراف و الأمن و لم يعطوا أكثر مما كانوا عرضوه من حكم ذاتي إداري لكنهم لم يلتزموا حتى بذلك بل و قاموا بتصفية رابين
إن أي حديث عن التوصل إلى هدنة قصيرة أو طويلة إنما يعني إعطاء مزيد من الوقت لإسرائيل كي توسع استيطانها و تواصل عدوانها اليومي على الأرض الفلسطينية و أهل هذه الأرض تحت سمع و بصر أولياء أمر هذا الشعب الذين لا يستطيعون إنهاء أي اتفاق من جانب واحد لأن كل فصيل له أجندته و ارتباطاته الخارجية و مصالحه الخاصة تنظيمية كانت أو شخصية
رابعا : في كل جولات القصف المتبادل لا يستطيع باحث فلسطيني أن يرفع صوته مطالبا بإجراء حساب للربح و الخسارة الوطنية ..بل نحصي أعداد شهدائنا و جرحانا و بيوتنا المدمرة و نواصل "التوثيق" و المطالبة بإعادة الإعمار "وفتح المعابر"
إن أول ما يفصل الله به بين الناس هو الدم و الحياة هي الحق الأسمى الأول من حقوق الإنسان و حتى في القضاء العشائري يتم الفصل في الدم أولا و ليس في رفع الحصار و لا في فتح المعابر و لا في تحديد من ينقب عن الغاز في بحرغزة
حين نخوض عدة جولات من الحرب الكلاسيكية و نفشل فيها فعلينا أن نتعظ و نغير أسلوب العمل .. من قال إن قصف المناطق السكنية مثلا هو مبدأ أو عقيدة قتالية؟ .. على العكس من ذلك فإن القصف عن بعد يجب أن يتم في أضيق نطاق و على المحارب الحر أن يتبين من يقابله
لقد تكبدنا خسائر فادحة في جولات القصف عن بعد دائما ، و مقابل ذلك كنا نحقق نتائج أفضل في حالات الإلتحام المباشر بالعدو
فلماذا الإصرار على تكتيك الإستثناء ؟
خامسا: إن لكل جولة حسابات معقدة و في جولة أيار 2023 علينا أن نلاحظ أنها ساعدت نتن ياهو في سحب المحتجين على إصلاحاته التشريعية من شوارع تل أبيب و إنزالهم إلى الملاجيء .. لماذا نساعد نتنياهو في فض هذه المظاهرات بدل أن نكون قوى فاعلة فيها و أن نضيف لها حقوق أهلنا في المناطق المحتلة 48
هل نسينا أنه في غزو لبنان خرج ما لا يقل عن 400 ألف إسرائيلي عربا و يهودا منددين بشارون وسياساته ؟
هذه القوى اليهودية بحاجة الى العمل عليها و رفع سقوف مطالبها و رص صفوفها مع شعبنا الفلسطيني
سادسا : ما يجري من سنة 1917 أو قل من سنة 1948 أو قل إن شئت من سنة 1967 هو عدوان موصول على الشعب الفلسطيني .. ليس حربا بين قوتين عسكريتين و ما يجري في السنوات الأخيرة هو جزء من هذه الحرب العدوانية .. ليس هناك مواجهة و لا تناسب في السلاح من أي نوع .. و قطاع غزة يمكن أن يكون قاعدة آمنة للمقاومة نعم و لكنه لا يمكن أبدا أن يكون وحده دولة فلسطينية
سابعا: إن السلطة الفلسطينية يجب أن تخرج من حالة الترهل و الشخصنة و "احترام "اتفاقات" لا يحترمها الطرف الآخر، و إذا كان الهدف هو فقط استئناف المفاوضات بناء على الأمر الواقع الحالي فإن هذا الهدف هو المعادل الموضوعي لهدف الهدنة المؤقتة أو الدائمة .. يعني سيذوق شعبنا المزيد من المرار و فقدان الأرض.
كل مسؤولي السلطة يقولون إن اتفاق أوسلو لم يعد له وجود و لكن هذا لا يجوز قانونا لأن أوسلو اتفاق معاهداتي ثنائي برعاية دولية و بتواقيع رسمية و لا بد من إلغائه بطريقة رسمية و قانونية و واضحة تماما و إعلان دولة فلسطينية على الأرض الفلسطينية و المباشرة بإعمال السيادة .. وماذا بوسع إسرائيل عندها أن تفعل أكثر مما تفعل الآن ؟ لا شيء !!
كل المطلوب هو مجرد خطوة في الإتجاه الصحيح بكل مسؤولية وطنية و بعيدا عن أي و كل الإملاءات الخارجية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا