الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس بين متطلبات الحكم والمقاومة – تصعيد 2023.

أحمد ياسين الأسطل

2023 / 5 / 12
القضية الفلسطينية


حماس هي امتداد لنهج الإخوان المسلمين، وعندما تبنى الإخوان اللامركزية في فلسطين، ظهرت حماس كحركة إسلامية فلسطينية، وارتبط ظهورها بالعمل العسكري بعدما كان التركيز على البناء والدعوة، حيث استطاعت حماس بعد تبنيها العمل العسكري التمدد والانتشار بشكل سريع في صفوف الشعب الفلسطيني الذي دعم حماس لتبنيها نهج المقاومة. وعارضت حماس المشاركة في أي سلطة أو حكم لا يشمل فلسطين من بحرها إلى نهرها إلا أن التغيرات الفكرية بعد وفاة الشيخ أحمد ياسين وتبني حماس مبدأ السيطرة على الحكم اعتقادا منها إمكانية الدمج بين المقاومة والحكم بدأت تُظهر توجهات حركة حماس للحفاظ على الحكم من أجل ضمان سيطرتها على قطاع غزة باعتباره المرتكز الأساسي لمشروعها، وعليه بدأت حماس تنأى بذاتها عن المقاومة بشكل تدريجي.ِ
بعد سيطرة حماس على قطاع غزة وإنهاء حكم السلطة الفلسطينية بقطاع غزة وتفردها بالحكم، سعت لحماية سلطتها وعملت على الحفاظ على نهجها المقاوم وتصدت للعدوان الإسرائيلي عام 2008 - 2009، وساعدها على ذلك استقلالية قرارها المالي فقد كانت تعتمد في ميزانيتها على الأموال التي تدخل غزة عن طريقين: الأول الموظفين التابعين للسلطة، أما الطريق الثاني فهي أموال الضرائب التي كانت تحصل عليها من البضائع القادمة عن طريق مصر، مما عزز صمود حكمها. وتكررت المواجهة عام 2011 واستطاعت حماس أن تحافظ على نهجها المزدوج في المقاومة والحكم، إلا أن التغير حدث بعد عام 2014 فقد تعرض قطاع غزة لهجمة صهيونية شرسة تزامنت مع عجز حكومة حماس بغزة عن القيام بالتزاماتها المادية نتيجة فقدان الضرائب القادمة من مصر، وانخفاض أعداد الموظفين التابعين لرام الله، وازدياد أعداد الموظفين التابعين لحركة حماس، وهو ما وضعها تحت ضغط الالتزامات الداخلية والضغوط الخارجية وآثار العدوان الصهيوني على قطاع غزة لتبدأ حركة حماس التركيز على الوفاء بالتزاماتها باتجاه الحكم مع الاستمرار في بناء قدراتها العسكرية لكنها اعتمدت استراتيجية دفاعية وتجنبت المبادرة والهجوم والمباغتة لتجنب هجمات صهيونية ضد قطاع غزة.
في ضوء ما سبق بدأت حماس بالتقارب مع محمد دحلان ومصر لتحسين الأوضاع الاقتصادية إلا أن ذلك لم يخرجها من الأزمة الاقتصادية التي تواجه حكمها، فقامت بتوظيف مسيرات العودة التي بدأت عام 2018 واستطاعت توظيفها بما يؤمِّن دخول الأموال القطرية ومشاريع الإعمار بحيث تخفف من حدة الأزمة التي تواجهها وتتطلب منها توفير الهدوء بحيث أصبحت المعادلة الجديدة بين حماس والاحتلال الهدوء مقابل تخفيف حدة الحصار، ثم يتجدد التصعيد الإسرائيلي بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال عام 2020 لتنتهي المعركة بوقف التصعيد مقابل مزيد من التسهيلات الاقتصادية على قطاع غزة إلا أن أحداث القدس عام 2021 فجرت الصراع بحيث بادرت حماس والجهاد بقصف الاحتلال نصرة لمدينة القدس، وليتوقف التصعيد بضغط دولي ومشاركة أمريكية للاستمرار في استراتيجية الهدوء مقابل التسهيلات الاقتصادية، وقد سعى نتنياهو خلال فترة حكمه إلى ربط حماس بالحكم لتحييدها من الصراع تمهيدا لدمجها في عملية سياسية على غرار ما حدث مع فتح ومنظمة التحرير، بحيث تُوقف حماس عن المشاركة في تصعيد عام 2022 الذي قام به الاحتلال ضد الجهاد الإسلامي، وتم تحييد حركة حماس حيث لم يقم الاحتلال باستهداف حماس وكوادرها والبنى التحتية الحكومية لتنفرد المعركة بالفصائل الفلسطينية الصغيرة بقيادة الجهاد الإسلامي.
تجدد تصعيد الاحتلال الصهيوني على الجهاد الإسلامي في قطاع غزة باغتيال قياداته، وقد مارس الجهاد استراتيجية الصمت لإبقاء دائرة التصعيد مفتوحة لاستنزاف الاحتلال إلا أن رغبة الاحتلال بإلزام الجهاد بالهدوء دفعه لضربات متتالية ضد الجهاد الإسلامي بدأ على إثرها الجهاد الإسلامي باستهداف الاحتلال لتبدأ جولات المفوضات عبر الوسطاء لتحقيق التهدئة لتبقى حماس خارج دائرة التصعيد، ونتيجة للانتقاد الشعبي بدأت تصريحات وسائل إعلامية مقربة من حركة حماس بالتحدث أن الأمر يتم من خلال غرفة العمليات المشتركة لتجنب الانتقادات إلا أن حركة حماس ما زالت خارج دائرة التصعيد، ويبقى السؤال: هل تشارك حماس في التصعيد الحالي؟
مشاركة حماس في التصعيد تعني زيادة حدة التصعيد وإطالة أمده، وخسارة التسهيلات الاقتصادية، ومهاجمة الاحتلال للبنية التحتية الفلسطينية، مما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني وعدم استقرار الوضع الداخلي في قطاع غزة الذي بدأ يشهد تحسنًا في ظل التسهيلات الاقتصادية التي منحت الآلاف من العمال فرصة العمل في فلسطين المحتلة وبالتالي سعت الحركة للاكتفاء برد الجهاد الإسلامي، إلا أن طول المدة الزمنية وتوسيع الاحتلال أهدافه ضد قطاع غزة وإغلاق المعابر قد يسبب أزمات إنسانية تجبر حماس على الدخول في التصعيد. أما السناريو الثاني فهو ممارسة حماس ضغوط على الجهاد الإسلامي لقبول التهدئة وهو مستبعد لما له من نتائج عكسية على القاعدة الجماهيرية لحركة حماس، ولن يبقى أمامها إلا السناريو الثاني في حال توسيع الاحتلال أهدافه واستهداف المزيد من المدنيين واستمرار إغلاق المعابر.
وفي الختام أصبحت معادلة الحكم لها تأثيرات على سلوك حماس المقاوم، فعلى الرغم من عدم تخليها عن هذا النهج واستمرارها في بناء قدراتها العسكرية، إلا أن الحكم أصبح أحد العوامل الرئيسية المؤثرة في صناعة قرار حماس المقاوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟