الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب شمس الرجاء (30) --- الفصل الثامن والعشرون --- القصة الثامنة والعشرون: رجاء المنطوون

توماس برنابا

2023 / 5 / 13
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


- وهل كان لكِ يا أنسة إبتسام أي علاقات سابقة مع أي شباب؟

- لا لم يَكن لي قط أي علاقات مع شباب من قبل التحاقي بالجامعة ولا أثناء دراستي بالجامعة ولا بعد التخرج.. وأنا حتى لا أخرج من البيت، فأبي وأمي هم من يقومون بشراء مستلزمات البيت..

- هل تعنين بذلك أنك تخشين الخروج من البيت؟

- نعم الوضع خارج البيت صعب ولا يُمكنني أبدًا ائتمان أي رجل على نفسي..!

- يا أنسة إبتسام، إن كنت ترين في كل رجل تقابلينه ذئبًا خاطفًا، فحتمًا ترين في نفسك خروفًا ذليلًا!

كان هذا لقاء منفرد بين فارس وإبتسام، حيث تم ترشيح إبتسام لفارس من قبل بعض الجيران، وقد كان يجلسان مقابل بعضهما في غرفة جلوس متواضعة في حي فقير، وتركهما والدي إبتسام لبعض الوقت يتبادلا أطراف الحديث حتى يتعرفوا على بعضهم البعض إذ كان هذا لقائهم الأول سويًا!


وبعد أن شرب هذا العريس القاسي مشروبه مع والدي إبتسام، استأذن في الخروج دون أي أمل في معاودة اللقاء!

*****


ابتسم مدحت بعد قراءته لهذه القصة لأنه يرى في مدرسته أمثال هذه الفتاة الخجولة المنطوية.. وارتقب مدحت لقاءه مع الأستاذ نشأت ليرى كيف يُمكن أن تكون لهذه الفتاة أي رجاء يُذكر..

وفي تمام الساعة السابعة من مساء هذا اليوم، كان لقاءه عبر الإنترنت مع الأستاذ نشأت كما يلي:


حوار الليلة التاسعة والعشرون

- مساء الخير يا أستاذ نشأت

- مساء الخير يا مدحت يا صديقي العزيز.. أَقرأت قصة هذا اليوم؟

- إنها تتضمن سخرية لاذعة وقاسية من هذا العريس لهذه الفتاة المسكينة.. من يعلم كيف كان شعورها بعد هذا اللقاء؟

- سيترك هذا اللقاء أثرًا لا يندمل على نفسها يا مدحت، فهؤلاء الفتيات غالبًا ما يتحولون في حياتهم 180 درجة على الإتجاه المعاكس! فينفتحون بشكل غير أخلاقي على الجميع نساءً ورجالًا! ويجب إفاقة مثل هؤلاء الفتيات من هذا الُسبات قبل فوات الأوان..

- هل الانطواء ميزة شخصية مكتسبة أم موروثة يا نشأت؟

- بالطبع مُكتسبة من التربية في الوسط الذي نشئت فيه، من تعاملات أبيها معها، ومن تعاملات أخوتها خاصة البنين منهم معها. وهذا الأمر لا ينطوي على الفتيات فقط بل ستجده بين الشباب أيضًا! وغالبًا ما يَخاف المنطوون من التفاعل مع الناس لسبب ما، أو من جراء صدمة عانوا منها في طفولتهم وأثرت عليهم بشكل ما أدى إلى انطوائهم بهذا الشكل.. فيجب أن يتم علاجهم مُبكرًا في حياتهم بجعلهم ينتصرون على مخاوفهم والاندماج مع الناس..

فلا يُمكن أن يعيش أي إنسان دون تفاعل مع الناس سواء إن كانوا رجالًا أم نساءً، ويجب أن يتم تربية الأطفال الصغار منذ صغرهم على التفاعل مع الجنسين دون حساسية حتى ينشئوا أصحاء نفسيًا في نظرتهم للجنس الأخر..

وصدقني يا مدحت هؤلاء المُنطوون حينما يتخلون عن انعزالهم ويُشفون منه، يُصبحون أفضل أصدقاء مراعون لمشاعر الغير بحرص شديد!

- عندك كل حق يا صديقي والآن جاء الوقت لأسألك عن قصة الغد.. عن ماذا ستكون يا صديقي؟

- ستكون عن شخص مُلحد يا مدحت ولكنه إنسان ذو خُلق وهو من وجهة النظر الدينية إنسان طيب وصالح وخلوق، لكنه لم يعد يؤمن بوجود الله! فإلى اللقاء..

- إلى اللقاء يا صديقي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي