الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أُلَاقِي آلمَنَايَا كالِحَاتٍ وَلَا أُلاقي آلهَوَانَا

عبد الله خطوري

2023 / 5 / 13
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


سَقَطَ الشَّيْءُ عَلَى رأْسِــــي
انْفَلَقَ الشَّيْءُ ولَمْ يَشْجَنْ رَأْسِي
هَكَذا كُنْتُ دَوْما أَرَانِــــي
حُلْمًا سَمَــــا رَغْـــمَ الْجُــــرُفِ
أعدو .. لا أقِفُ .. لا أحُومُ .. كَسَهْمٍ خائف أتقدمُ يتجاوزُ ظلي ظلَهُ .. أمُرُّ هائما تحمل يداي طائرتي، ورجلاي نعلي، ونعلايَ أتربةَ الفجاج ونفايات الدواب وفتات الحَصوات .. أجري .. ألهثُ .. لا أدورُ .. لا ألتفتُ للأنحاء لا أرنو للأجواء للطقوس التي في الجوار .. الصوت ورائي قدامي حولي أخاله يتربص بي هادرا أستجمعُ قواي أستمر في الركض صاعدًا تلة أولى وهدة ثانية هضبة ثالثة وتوالت المرتفعات حتى غدوتُ بقدرة قادر فويقَ أعلى الأكمات يرنو شموخي اللاهث إلى دور صغيرة مزركشة ببياض كالغبش كبيضات السُّمان في عش من خضرة دهماء يُرَى ظاهرُها في باطنها ويُدرَك باطنُها من أديمها آلرائق .. وإذْ تغيبُ عن العيان دنيايَ وباقي آلرغام، أعاودُ الهتافَ، فتعاود الأنحاءُ، جميع آلأنحاء رُواءَ وجيب نبراتي ..آآآه ه ه.. أتنفسُ شاهقا لا أزفر، وكمثل ما تفعل الجوارح بين شاهقات الجبال أفرد جناحيّ أرمي برجلي من أعلى علييين طائرتي بين يدي ففُوووو هُوووو لا أبالي أطيرُ أطيرُ .. هَـاااا .. في أجواء الأعالي .. وفي لحظة، أَخْرُجُ من رأسي أو يخرج من مكان ما رأسي من حيز غير معلوم، يخترق آلزقاقَ آلنعسانَ بتثاؤب ثقيل يقرر آلخلاص من براثن آلنحاس. تلج الشارعَ المغلقَ البذيءَ بعضُ الأقدام آلمبهمة، بكسل رتيب تمشي في طرقات مثقلة بالخواء .. أقف .. يقف رأسي معي .. أتحسّسُه .. لازال في حِضن كتفيَّ مباشرة فُوَيْقَ الرقبة كما عهدته أمس وقبل أمس آلأمس .. مائلا منحرفا شيئا ما، لكن في مكانه .. هوووه أتنفسُ الصعداء .. أنظرُ يمينا شمالا أكملُ المسير أو هو يفعل ذلك كله وأنا أحمل ثقله بين يديّ الافتراضيتيْن مكتفيا بتلقي ما تلقط حواسه من مُعاينات أدَوِّنها في حرز محفوظ داخل قمقم من قماقم آلقرطاس الخفية التي تسكنني مذ بدأتْ الحبوَ خطواتي الأولى على هذِ البسيطة آلمعقدة .. يا أنتِ .. نعم أنتِ، همستُ بلا تفكير، يا نفسُ، حللتِ غير أهل، وطئتِ غير سهل، ساهمةً ظللتِ مثل صخر على مضض يتفتت تعيشين عيشة آلعناء آلمخضبة بيخضور آلغثاء، سمهريةً غرقتِ في لجج آلبحار ثم أُبْتٍ، لَمْ تغرقي، منتصبةً تذوبين ليل نهار؛ فلا تبتئس يا هوووهُ .. حال الهوام هذا مُذ جيءَ بهم مرغمين في أصفاد مصفدة؛ اِسْتَقِمْ مَدًّا يا أنتَ يا أنايَ اثبتْ جَزْرا لا تمتقعْ لا تأبه بأحد مُتْ واقفا لا تَقَعْ لا تُقْعِ ولو قيد قرفصة مقيتة .. كينونتك، ليست مرهونة بوجود ظرف ما أو حافز أو مثير أو شخص مفرد أو جماعة أو زمان أو مكان أو تحقيق حاجة أو إشباع رغبة أو امتلاك شيء محدد .. فأنت لستَ آستجابة أو رد فعل، أنت الفعل نفسه، أنت الساعيُ المكابدُ المعاندُ الواصلُ .. عليك معايشة ذاتك، تأمل المسماة "سعادة" داخل رحابك أنتَ، أحبَّ نفسك .. ثق في قدراتك في مهاراتك طورها حَسِنها .. كنِ الأفضل دائما لا مقارنة مع غيرك بل مقارنة مع ذاتك تجاوز نفسك بنفسك كن أنت أنت دائما لا أنت غيرك .. تعلم تدرب كيف تقف منتصب القامة وحدك في آلمواقف الحرجة في الشدائد في الملمات في الصعاب في الاختبارات في كل أنواع أصناف آمتحانات الحياة .. أدِّ واجبك .. عِشْهُ بحب بحماس بهمة بجأش إقبال بأس الشباب ولو كنتَ في عتي آلأعمار .. هي أرقام أعوام وسنوات لا معنى لها .. عانق حقك في لحظة الجأش بكل ما في شغاف قلبك من حب وإخلاص وطموح وإرادة وأحلام .. إنك، يا إنْسِيّ، إنسانٌ بمناورة الأسقام بمشاكسة آلأوهام، لا تستسلمْ لا تهادن لا تقايض لا تتنازل لا ترضخ .. اسعَ ارتقِ اسْمُ الى آفاق لا ضفاف لها تحملْ في سبيل رحابتها المشاق والمتاعب والمصاعب .. عانق ذراكَ إنها هنا هنااااكَ في الانتظار قريبة ترنو إليك تنتظر .. فلا تتردد لا تنتظر ..استقم .. ثًبَّاااتْ الوقفة آآصاحبي قُمْ من مكانك هز الكتاااف سَكّادْ المشيا نيشااان .. زيدْ لْقَدّامْ زيدْ لقدااامْ (١) .. فآلفَتى آلسمهري يُلاقي آلمَنَايَا كالِحَاتٍ وَلا يُلاقي آلهَوَانَا (٢) ...

☆إشارات :
١_ ثًبَّاااتْ الوقفة آآصاحبي : اثبت مكانك يا صااااح
_ هز الكتااااااف : ارفع كتفيك
_ سَكّادْ المشيا نيشاااان : امش مستقيما
_ زيدْ لْقَدّامْ زيدْ لقدااامْ : تقدمْ الى الأمام
٢_ غَيرَ أنّ الفَتى يُلاقي آلمَنَايَا
كالِحَاتٍ وَلا يُلاقي آلهَوَانَا :
بيت شعري للمتنبي، ومنه أبياته من نونيته من بحر الخفيف :
كُلّمَا أنْبَتَ الزّمَانُ قَنَاةً
رَكّبَ المَرْءُ في القَنَاةِ سِنَانَا
وَمُرَادُ النّفُوسِ أصْغَرُ من أنْ
تَتَعَادَى فيهِ وَأنْ تَتَفَانَى
غَيرَ أنّ الفَتى يُلاقي المَنَايَا
كالِحَاتٍ وَلا يُلاقي الهَوَانَا
وَلَوَ أنّ الحَيَاةَ تَبْقَى لِحَيٍّ
لَعَدَدْنَا أضَلّنَا الشّجْعَانَا
وَإذا لم يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ
فَمِنَ العَجْزِ أنْ تكُونَ جَبَانَا
كلّ ما لم يكُنْ من الصّعبِ في الأنْـ
فُسِ سَهْلٌ فيها إذا هوَ كانَا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد رد حماس.. انفراجة في مساعي التهدئة| #غرفة_الأخبار


.. للمرة الأولى من 6 سنوات.. برزاني يجري مباحثات في بغداد| #غرف




.. رويترز عن مسؤول بالبيت الأبيض: مباحثات أمريكية فرنسية لاستعا


.. بريطانيا.. ماذا تعرف عن كير ستارمر؟ وماذا سيفعل حزبه بعد الف




.. نشطاء يرفعون علم فلسطين على جسر فولاهاف لوقف الإبادة