الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الشيوعي العراقي هو حزب المثقفين وطبقة العمال والفلاحين

ماجد فيادي

2006 / 10 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نظراًَ لعدم وضوح الفكرة التي طرحتها في مناقشة وثائق الحزب الشيوعي العراقي, حول تقديم صفة المثقف على طبقة العمال والفلاحين, في تعريف الحزب الشيوعي العراقي, ولان عددا من الرفيقات والرفاق قد خالفوني في هذا الرأي, وآخرين اتفقوا معي, ولان الأخ حسقيل قوجمان قد تناول الموضوع عبر مواقع الانترنيت, صار لابد من العودة الى صلب الفكرة, وتناولها بتمعن.

في اتصال هاتفي مع الرفيق جاسم الحلوائي ( احد قادة الحزب الشيوعي العراقي السابقين من طبقة العمال) وفي مناقشة الموضوع نفسه, أشار الى, أن المثقفين ينتشرون بين كل الطبقات والفئات, وهم مختلفين في توجهاتهم باختلاف انتماءاتهم الفكرية والطبقية, وهو يجد الحزب الشيوعي العراقي, حزب الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين من شغيلة اليد والفكر, من هنا أشير الى أن ما ذهب اليه السيد حسقيل قوجمان وآخرين في أن المثقف هو من يحمل الشهادة الجامعية أو يستخدم ثقافته من اجل كسب متطلبات الحياة ( أي كسب المال من خلال بيع مجهوده الثقافي لمن يشتري) هو تعريف غير صحيح, ولست اذهب في الإشارة الى المثقف بهذا, لان المثقف في هذه الحالة يتحول الى احد أفراد الطبقة العاملة التي تبيع مجهودها العضلي من اجل الحصول على المال لغرض العيش, لكنني اعرف المثقف ارتباطا بالعمل السياسي, (هو من يمتلك وعيا سياسيا واقتصاديا ويعرف مصلحته الشخصية ويقرنها بمصالح الطبقة العاملة, ويعمل من اجل الدفاع عنها بوجه الرأسمالية, إضافة الى من يجد في الاشتراكية وسيلة لتنظيم الحياة وفق قوانين تضمن حقوق الطبقة العاملة والفلاحين من شغيلة اليد والفكر.)
ولأننا لن نتمكن خلال الفترة الزمنية القريبة من تحقيق الاشتراكية في العراق, بسبب افتقاره الى التقاليد الرأسمالية, التي تشترط مرور الاشتراكية بها, ولان الاحتلال وعدد كبير من القوى السياسية العراقية تعمل على ترسيخ الرأسمالية في العراق, صار علينا مرحليا العمل على تثقيف الطبقة العاملة, سياسياًَ واقتصادياًَ أولا, لكي تدافع عن مصالحها, فكم من العمال والفلاحين من أعطى صوته في الانتخابات الى أحزاب شوفينية وأخرى دينية متطرفة وأخرى رأسمالية, دون الالتفات الى الحزب الشيوعي العراقي الذي يعمل على الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والفلاحية, كم من العمال والفلاحين عمل واجبر آخرين على إعطاء أصواتهم الى هذه الاحزاب والتيارات دون مراعاة مصالحه الحقيقية, ثم لكي نمثل طبقة ونتحدث باسمها يجب اخذ تخويل منها, فلا يكفي أن نمثلها لأننا ندافع عن مصالحها, الدفاع عن مصالح الطبقة شيء وتمثيلها شيء آخر, فالحزب يريد لهذه الطبقة الأهداف التي يعلنها, لكن هل الطبقة العاملة والفلاحية العراقية, كلها أو حتى الأغلبية تريد هذا, اعتقد لا, ولكي نمثل الطبقة العاملة والفلاحية يجب أن نفوز بالانتخابات, هذا لن يحدث إلا إذا وعت الجماهير مصالحها وأهدافها الإنسانية.
أجد في كتابة عدد من الكتاب ممن اختلف معهم في هذه النقطة, واستنادا الى مواقفهم المرتبطة بما جرى الاتفاق عليه تاريخيا من خلال كتابات ماركس أو أنجلس, إنما يضعون النظرية الماركسية مقام كتاب سماوي لا يجب المساس به, مناقضين الفكر الديالكتيكي الذي يعتمد على التطور عبر حركة الزمن والمجتمع استنادا الى التاريخ البشري, وهم يتناسون أن الكثير من المسلمات جرى الاتفاق عليها لاحقاًَ( بعد موت ماركس وانجلس) عبر فرض الإرادة لدولة الاتحاد السوفيتي السابق, أي كانت هناك املاءات تتعارض والمفهوم الديمقراطي الذي نسعى لتحقيقه اليوم لضمان حقوق الإنسان بشكل عام والطبقة العاملة بشكل خاص, وليس صحيحا أن نبقى متمسكين بها دون مناقشتها كلما احتجنا ذلك, كي لا نقف عند عتبة زمان قد مضى.
يرى العديد من المؤمنين بالفكر الماركسي, أن تحقيق الاشتراكية ممكن عبر القضاء على الرأسمالية, متناسين أن الاشتراكية لم تحل أهم مشاكلها المتمثلة في البيروقراطية, وأشير هنا الى مقال العالم الفيزيائي آينشتاين , عندما وصف الاشتراكية بأنها أفضل نظام اقتصادي, لكنها تحتاج الى الإجابة كيف ستحل مشكلة البيروقراطية, ولنا في انهيار الاتحاد السوفيتي السابق مثال, فكم رأسمالي خرج الى العلنية بمجرد زوال حكم الحزب الواحد كان متخفيا في زي مناضل شيوعي, هذه المشكلة ستفرز لنا دائما طبقة تتحكم بمصالح الطبقة العاملة تخرج من صفوفها, أفرادها يحملون صفة عمال تدرجوا في العمل السياسي حتى أصبحوا في مراكز يمكن استغلالها, هؤلاء الاستغلاليين قد يكونوا من حملة الشهادات أو من العمال ذوي الخبرات المهنية.
من هنا أشير الى أن المثقف الذي يربط مصالحه الشخصية بمصالح الطبقة العاملة والفلاحية إنما يبقى وفيا لها, على خلاف العامل أو الفلاح الذي يتنكر لطبقته بمجرد الحصول على مكاسب سريعة وقريبة, فالمثقف يعي تماما أن تثبيت الحقوق عبر قوانين تعتبر ضمان لمصالحه ولحاضر الطبقة العاملة ومستقبلها, من هنا أجد العامل أو الفلاح الذي يتثقف بالفكر الماركسي, ويعي الصراع الطبقي, ويؤمن بالاشتراكية, ويطبقها عبر الديمقراطية, إنما هو مثقف حقيقي تنطبق عليه هذه الصفة, وفي عودة للمثقف فإن خرجي الكليات والمعاهد إنما ينتمون الى طبقة العمال والفلاحين بمجرد بيعهم لمجهودهم مقابل اجر مادي يعتاشون به. بهذا أرى أن ماركس قد ربط مصالحه الشخصية بمصالح الطبقة العاملة دون أن يتخلى عن طموحاته المشروعة أو تنكر لها في سبيل الطبقة العاملة.
عملت الاحزاب الشيوعية في العالم الى تفادي مشكلة تفاقم دور المثقف ضمن صفوفها بزيادة عدد العمال, وهذه الزيادة هي أشبه بالبطالة المقنعة التي نراها في الأنظمة الرأسمالية, عندما تفتح دورات تدريبية للعاطلين عن العمل من اجل تقليل عدد العاطلين, دون أن تعترف الأنظمة الرأسمالية بأن هذا الحل مؤقت ينتهي بانتهاء الدورة التعليمية دون إيجاد فرصة عمل, كما أن المتدرب لا يحصل على أجور توازي أقرانه ممن يزاولون العمل, لذلك لم تكن زيادة عدد العمال في الاحزاب الشيوعية مقابل المثقفين كما يصفون المثقف خطأ هو الحل, إنما هي بطالة مقنعة, فهي لم تقدم العامل الى المواقع القيادية وتقلل من دور المثقف, فالعامل لكي يتبوأ مهمة قيادية ضمن حزب شيوعي عليه أن يتسلح بالثقافة السياسية والاقتصادية أولا وأن يكون خلاقا فكريا ثانيا, أما التحجج بأن العامل لا يمتلك الوقت الكافي لقراءة الكتب ومتابعة القضايا السياسية والاقتصادية, مما يجعله اقل حظاًَ في قيادة الجماهير, هذا ينطبق على الجيل الأول وحتى الثاني من العمال والفلاحين في ظل دولة اشتراكية, وينتهي عند بناتهم وأبنائهم لان الدولة توفر فرص التعلم والتطور بالتساوي بين جميع بنات وأبناء الشعب افتراضاًَ.
إن الحزب الشيوعي العراقي هو حزب المثقفين وطبقة العمال والفلاحين من شغيلة اليد والفكر, ويناضل من اجل مصالح الطبقة العاملة والفلاحين عبر وسائله المتاحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو