الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة القيم بين الديمقراطيين الاوكرانيون والاستبداديون الروسيين

مروان صباح

2023 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


/ هنا 👈 حاول من خلال هذه الدائرة العسكرية الانتقال من مرحلة مصغرة إلى المعطي القومي الأوسع ، وأيضاً من هنا 👈 يقرأ المرء انعكاسات ذلك على الجوسياسيات الدول الكبرى وتقاطعها مع آلام الشعوب ، فأوكرانيا 🇺🇦 كجغرافيا ليست بلبلد العادي ، ولا هي أرض مجرد حدودية والتى شهدت صراعات الإمبراطوريات المختلفة عليها فحسب ، بل تحضرني على الدوام وتحديداً هذه الأيام ذاك الصراع التاريخي بين كييف وموسكو على أصل السلافية ومركزية العاصمة ، وكانوا الكفييون تاريخياً ساخطيين😡 على تردي حالهم أثناء الامبراطورية الروسية ولاحقاً الاتحاد السوفياتي ، وقد قرعوا أجراسهم كإنذار مبكر في مرحلة تفكيك الاتحاد عندما أصروا على الاستقلال ، لكن منذ 9 أعوام تغير حال أوكرانيا ، وبين العملية الروسية 🇷🇺 في جزيرة القرم 🏝 والعلمية العسكرية التى كانت تهدف دخول العاصمة الأوكرانية 🇺🇦 " كييف " بهدف إسقاط الرئيس زيلينسكي وحكومته من الحكم ، في التقدير الأول ، وبالرغم من استيلاء الروس على الجزيرة وإعلانهم عن ضمها ، إلا أن العمليتان بائتان بالفشل الذريع ، بل جاءت النتائج تماماً 👌عكسية كما كانوا يخططون ساكنو الكرملين 🇷🇺 ، لأن ببساطة 😕 الكرمليون لم ينظرون 👀 بعمق للدوافع التى أدت بالشعب الأوكراني 🇺🇦 إلى الشوراع من أجل 🙌 إسقاط الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش وإعادة دستور عام 2004م ، بل لم تكن الفلسفة القومية التى طغت على السياسة الخارجية " الروسية " ترى الحجم الكبير للمتغيرات التى حدثت في الإنسان الأوكراني 🇺🇦 خلال السنوات الماضية وتحديداً بعد تفكيك الاتحاد السوفياتي وبين ما هو راسخ لدى موسكو بضرورة إعادة 🔁 نفوذ روسيا 🇷🇺 على الجغرافية الأوكرانية وجغرافيات أخريات ، فاليوم ما هو صحيحاً أيضاً ، بأن الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة 🇺🇸 وأوروبا 🇪🇺 قد وفروا ويفرون الدعم للاوكرانيين بجوانبه المتعددة ، لكن الأصح في المقابل ، بأن الشعب الأوكراني يقاتل ويدفع أثماناً باهظةً من الأرواح والنزوح ومن بنيته التحتية والمعاناة بأشكالها المختلفة ، وهذا يعني ببساطة 🙄 بأن العامل القومي هو لا سواه الذي يقف وراء كل هذه التضحيات حتى لو كانت كلفتها عالية جداً على الشعب .

أكثر من هذا ، وقبلئذ في الواقع ، وهو الأرجح ، وكان دائماً الدليل الأوضح ، يبقى الروسي 🇷🇺 منذ سقوط الامبراطورية الروسية ، وهي في حد ذاتها جزء من القيصرية ولاحقاً من الإتحاد السوفياتي السابق ، متخبط الرؤية ، لأن يبقى الفارق المفهومي للقومية واسع بين بطرس الأكبر والمفكر الروسي ألكسندر سولجينيتسن، " الأديب والمعارض والعازف والعسكري والروائي والمسرحي والحائز على جائزة نوبل 🥇" ، فالأول أعتمد على نهج الذي يحقق له عولمة ثقافة الروس على العالم ، أما الآخر حرص على إعادة فقط الجغرافيات التى تتشابه ثقافتها مع الروس إلى سلطة موسكو ، وهو لا سواه سولجينيتسن ، الذي كان الرئيس الحالي بوتين 🇷🇺 مبكراً معجباً بكتابته ويتابع مقالاته الدورية والتى كانت تدعو إلى إعادة بناء روسيا 🇷🇺 من جديد ، لكن الروس كالعادة أخفقوا في تحقيق 🤨 ذلك ، وهذا حقاً 😦 هو تاريخاً طويلاً من التعثر ، لأنهم لم ينجحوا في جمّع سابقاً وحاضراً وفي جميع التمددات بين الشؤون السياسية مع ما يسمى بالانجذاب الاقتصادي والحداثوي " الحداثي " حتى لو كانت بالفعل 😟 الماركسية مادة اقتصادية قد نافست لمدة قصيرة ، لكنها أثبتت مع الوقت بأنها غير قادرة على الاستمرار والتجدد ومواكبة التطور الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي ، لكن في المقابل ايضاً ، أغلب المفكرون الروس وليس فقط ضابط المخابرات السابق بوتين ، ينظرون 👀 بأن أوكرانيا 🇺🇦 وبيلاروسيا 🇧🇾 كأرض وشعب ينتمون إلى القومية السلافية الشرقية وارتباطهما بموسكو هو ارتباطاً وثيقاً وانفكاكهما عن روسيا 🇷🇺 يعتبر تهديداً يصل إلى تفكيك 🏘 أخر داخل المربع السلافي الموسكوي ، بالطبع ، هنا 👈 يتناسىوا أو يتجاهلون الروس بأن الانفكاك الاوكراني لم يكن هذه المرة ناتج فقط عن رغبة القلة السياسية بقدر أنه مطلباً شعبياً كاسحاً ، تماماً 👌كما اكتسحت العولمة الغربية البيوت والشوارع والمدراس 🏫 والجامعات والمؤسسات والبنوك 🏦 والإعلام 🎥 لشعوب السلافية الشرقية من الألف للياء ، دون أن تتجاهل هذه السطور ما قاله ذات مرة ألكسندر سولجينيتسن وبكل صراحة عن حق 🗽 الاوكرانيون 🇺🇦 بالانضمام لأوروبا الغربية وتقرير مصيرهم ، لكن بشرط محافظة موسكو على الأراضي القديمة والتى لم تكن جزءاً من الأراضي الأوكرانية ، وهذا بضبط ما يصنعه الرئيس بوتين بالحرف عندما يحاول التركيز على نوفوروسيا وجزيرة القرم ومنطقة دونباس ، وعلى الرغم من أن الرئيس بوتين 🇷🇺 وفريقه كانوا يريدون الذهاب إلى أبعد من ذلك ، تحديداً عندما نجحوا نسبياً في صنع توازن جيوسياسي جديد في كل من سوريا وإسرائيل 🇮🇱 وليبيا 🇱🇾 وأبعد بقليل ، تحديداً في عمق القرن الأفريقي ، وهذا الاستتباب العسكري منح الكرملين في التكفير إلى ما هو أبعد من كييف العاصمة الاوكرانية 🇺🇦 ، مستنداً بذلك على أمرين ، الأول بأن هذه الأراضي تاريخياً كانت ساحات معارك مع الامبراطورية المغولية وأيضاً تتار القرم ، وهي أغلبها كانت شبه خالية من الديمغرافية السكانية ، أي أنها بلا هوية ثابتة ، وثانياً ، تعتبر موسكو المناطق الحدودية وأعمق بقليل من ذلك ، هي أراضي تستند تاريخياً على البراهين المتفاوتة مثل القانونية أو اللغوية أو حتى العرقية .

الصحيح الآخر ، وهي محطة مهمة في تاريخ السياسة الخارجية الأميركية ، وهنا يعتبر بالدرس البليغ ، وهو أيضاً حمال الكثير من الجوهر والدلالة ، لأن بصراحة 😶 لم يكن للولايات المتحدة 🇺🇸 أن تعيد النظر في سياساتها الخارجية لو لم يتقدم الجيش الروسي في جزيرة القرم 🏝 أو حتى محاولات موسكو في إعادة 🔁 نفوذها العسكري والسياسي في مناطق متعددة في العالم ، هي بالتأكيد 🙄 حيوية ، وهذا الجديد المتزامن مع التنامي الاقتصادي للصين 🇨🇳 وطموح إيران 🇮🇷 ، تحديداً بالسيطرة على الشرق الأوسط والبحار الإقليمية ، البحر الأحمر في اليمن 🇾🇪 والأبيض في سوريا / لبنان 🇱🇧 معاً ، ومضائق هامة للغاية " مثل مضيق باب المندب - ومحاولاتها الرامية في مضيق جبل 🏔 طارق - وأيضاً كل من قناة السويس ومضيق تيران - بالإضافة إلى مضيق باب السلام أو مضيق هرمز " ، كل ذلك وغيره دفع واشنطن إلى التغير بشكل جوهري وباتت نظرتها 👀 للأمن القومي الأمريكي أو حتى الأوروبي مغايرة تماماً 🤝 والتى شملت من اليوم أول ترسيم لحدود الاشتباك الاقتصادي ، وبالتالي ، صحيح أن الاشتباك العسكري حاصل في شرق أوروبا ، لكن الأصح أيضاً ، بأن تركيز السياسة الخارجية الأمريكية 🇺🇸 هو على المحيطين الهندي والهادئ ، وهو التحدي الأهم ، بالطبع ، ليس الصين 🇨🇳 وحدها الأزمة الفعلية لحلف الأطلسي " الناتو " بقدر أن منطقة جنوب وجنوب شرق اسيا تعتبر دول تدخر أزمات مستقبلية مثل الهند 🇮🇳 وباكستان 🇵🇰 وسنغافورة 🇸🇬 وفيتنام 🇻🇳 واليابان 🇯🇵 وإندونيسيا 🇮🇩 وماليزيا 🇲🇾 ، ، جميعها لديها مشاريع متفاوته ، منها قومية طموحة على شاكلة اليابان 🇯🇵 وايضاً اندونيسيا 🇮🇩 ، وأخرى اقتصادية ذات طابع وطني ، لكنها تهدف إلى خلق اقتصاداً ذو اكتفاء ذاتي ، وهذا بحد ذاته إنقلاباً على سياسة الاحتواء الذي أرسى قواعدها كيسنجر في القرن الماضي ، سياسة صون التوازنات المشجعة للقوة في مناطق حيوية وساخنة معاً ، حتى لو كانت دولة مثّلّ سويسرا 🇨🇭 مسالمة ، فالرسائل إن كانت من بيكين 🇨🇳 عبر مشروع الحزام والطريق أو من خلال التمدد الروسي 🇷🇺 في أوكرانيا 🇺🇦 بشكله الواضح أو أبعد من ذلك ، كانتا واضحتان حتى لو يتم تصنيفهما بالضعيفتين ، حتى الساعة ، وهذا لا ينفي أن حلف الناتو بقيادة واشنطن 🇺🇸 ، يتصدى لهما كنوع من أنواع الأسلحة الكيميائية التى مهمتها مراقبة خط البياني للنمو وضبطه إلى مستوى محدد لا يتجاوز المسموح به في المستقبل ، بل أيضاً من الجانب الآخر ، تشير التقديرات الميدانية ، كما أن الحرب على أوكرانيا 🇺🇦 كشفت قدرات روسيا 🇷🇺 العسكرية والاقتصادية والتى أجبرتها بالاستنجاد بالصين أقتصادياً وتسليحياً ، أيضاً الصين 🇨🇳 من المتوقع أن تخفق🥸 في أن تكون بديلاً اقتصادياً وصناعياً وتكنولوجياً 😟😦 أو حقاً 😧 خياراً أخراً ينافس الغربي ، وعلى نحو أخرى مركزي ، لقد كانت فعلاً 🤔حرب أفغانستان بدورها انهكت الاتحاد السوفياتي مالياً واقتصادياً وبالإضافة أنها أدت إلى تسارع الأحداث في تفكيكه ، وهي في النهاية واحدة ☝ من الأسس التى ساهمت في خسارته امبراطوريته ، لكن أيضاً الخلاصة الكبرى ، تقول بأن روسيا 🇷🇺 الحديثة قامت على القروض والمنح والمساعدات من البنك الدولي 🏦 " بمنظماته ال 5 " ، إذنً ، السؤال الاقتصادي ، كيف سيكون حال روسيا 🇷🇺 مع جيرانها الغربيين 🇪🇺، الذين يشكلون 4 أضعاف سكانها و10 أضعاف ناتجها المحلي الإجمالي ، بل الاتحاد الأوروبي 🇪🇺 ينفق تقريباً 5 أضعاف مما تنفقه روسيا 🇷🇺 على التسليح .

ولعل من المهم إغلاق هذا المقال من نهاية استقرائية " إذا جاز وصفها كذلك " ، وهي استنباطات كانت بفضل الانخراط بالتكوين النظامي للدول ، أو بشكل أوضح ، في تكوين الأنظمة الاستبدادية - الفاسدة ، بالطبع ، هي لا تخفي طابعها على عقول 🧠 محللين سياسيين في العالم ، فاليوم باتت أوروبا تتحمل 🇪🇺 جزءاً كبيراً من مهمة الحفاظ على أمنها القومي ، وطالما الأمريكان 🇺🇸 يكرسون جهودهم على منافسهم الوحيد وبمشروعه الطريق والحزام ، فأن على الأوروبيين أن يكونوا في الخط الدفاع الأول ، لأن يظل الغزو الروسي لأوكرانيا 🇺🇦 التحدي الصغير أمام ما تمثله الصين 🇨🇳 حاضراً وعلى المدى الأبعد ، وبالرغم مِّن التزامها بالقانون الدولي ، كل ذلك لا يعني أن تتوقف عجلة التنمية السياسية ، بل ضرورة أستمرار الولايات المتحدة 🇺🇸 وحلف الناتو الدفاع والعمل على تحقيق 🤨 الديمقراطيات في الدول العالم وبنهج متطوراً - جديداً وأكثر براغماتياً ومرونةً من السابق ، لأنها تبقى هي المعركة الملحمية الأساسية بينها وبين والأنظمة الاستبدادية ، بالفعل 😦 ، مع ضرورة تحقيق 🧐 الديمقراطية وسيادة القانون والشفافية والمساءلة والتوزيع الأكثر عدالة للثروة وصون وحماية حقوق الإنسان من خلال ملاحقة الأنظمة والكشف المبكر عن عمليات الفساد ، كل ذلك يجعل شعوب العالم أن تلتف حول فكرة القيم المشتركة بين البشرية ، وستجعلهم أكثر سعياً في تحقيقها داخل دولهم ، تماماً 🤝 كما هو الحال اليوم مع الأوكرانيين 🇺🇦 الذين يستميتون بالدفاع عن قيم الحرية والعدالة . والسلام 🙋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق المشاهد الأولى لحطام طائرة الرئيس الإيراني


.. ما الأثر الذي سيتركه غياب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزي




.. جو بايدن يواجه احتجاجات من خريجي كلية مورهاوس في أمريكا


.. رجل سياسة ودين وقضاء.. تعرف على الرئيس الإيراني الراحل إبراه




.. ”السائق نزل وحضني“.. رد فعل مصريين مع فلسطيني من غزة يستقل ح