الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا . . انتخابات المرحلة الخطرة

أمين أحمد ثابت

2023 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


تعد انتخابات تركيا في هذه الفترة الحرجة من الصراع العالمي والاقليمي في منحى الولوج المادي نحو وضع لبنات ما عرف تسميته منذ 1990م. ب . . ( النظام العالمي الجديد ) ، تعد من أهم الاحداث الجارية ( في مكانية جغرافية سياسية ) نوعيا على مستوى العالم ، حيث ستحمل النتائج الخارجة عن ذلك الانتخاب ( الرئاسي تحديدا ) ملامح المؤشرات المستقبلية القريبة القادمة وعلى المدى المنظور – وفق زعمنا – اتجاهات التركز العالمي ( غير الضبابي ) في الاصطفاف البنائي لبلدان العالم على صورة تحالفات ( اقتصادية وسياسية وعسكرية خاصة ) وايضا بصورة فردية بمسمى البلدان – الفاعلة والمساعدة قدرة – كواقع دولي غالب ، فيما سيحدد إما أعادة انتاج استمرارية بقاء النظام العالمي الراهن والممتد من بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وتحديدا من بعد منتصف اربعينيات القرن العشرين الماضي – من بعد 1947م. – أو فرض واقع موضوعي عالمي لبدايات التشكل الثابت التحولي الى قيام النظام العالمي الجديد ومنحى تشكل الطبيعة التوازنية القادمة للقوى المتصارعة على النفوذ على العالم .
ومثل ما سبق ذكره بالأهمية الخطيرة لراهن انتخابات الرئاسة التركية 2023م. على المستوى العالمي ، فإنها تمثل ذات الاهمية الخطيرة لتركيا نفسها – وللأسف – وفق محدودية متابعاتنا للحدث الجاري وفترته التمهيدية السابقة لقيامه – لم نصادف أية رؤية استقرائية او تحليلية تستشعر بتلك ( الاهمية الخطرة ) لحقيقة هذا الحدث ، حيث انها تتركز كلها على الداخل التركي في صيغة التحالفات السياسية ، وعلى الدور الاستمالي لصوت الناخب التركي في الداخل والمهجر من قبل الحملات الانتخابية والدعائية لكل من المتنافسين الخمسة وبتركز على اردوغان واوجلو تحديدا بكون تحالفاتهما تمتلك العدد الغفير من اتباع تلك الاحزاب ومريديها شعبيا ، بينما تتركز الاستقراءات التحليلية – في اللحظات الاخيرة من قبل بدء الدورة الانتخابية – تتركز تمحورا على مستقرآت ( نتائج استفتاءات الرأي ) التي تقوم بها مراكز الابحاث المختصة بهذا الجانب كجزء من عملها الاختصاصي ، واخرى سياسية تتمحور بين ( التحالف بين بين القوى السياسية من حيث قوة نفوذها الاجتماعي والتأثير الشعبي ) واخرى على ( اهم المبادئ التي يقوم عليه البرنامج الانتخابي لكل المرشحين الثلاثة الاساسيين . . الى جانب الوعود التي يقطعوها على انفسهم للعمل والايفاء بها . . ما أن تقطع النتائج القادمة من من المرشحين الرئيسيين تحديدا من سيشغل منصب الرئيس القادم ) – ومن العوارض الجانبية لتلك المحاور التي تبنى عليها استقراءات التحليل والحكم الافتراضي المسبق لما ستضفي عليه تلك العملية الانتخابية وستكون مؤثرة ( افتراضا ) عند البعض من المختصين بإحداث تغيير غير متوقع على محمول النتائج القادمة .
والعلة المخلة فيما رصدناه من العيب البليغ للعقل – التركي والشرق اسيوي والعالمي – انها يغيب عنها ( انغلاقها المحصور ) للحدث فيما هو تركي صرف . . كبلد معزول عن العالم وما يجري فيه ، أي تتناسى ذهاني حقيقة وجود تركيا كبؤرة موضوعية وذاتية متصلة بالصراع العالمي الشرس الجاري راهنا حول طبيعة النظام العالمي الذي ستسود مؤشراته في القليل القادم من السنوات ، وهي بؤرة حرجة عالميا تتأثر وتؤثر بشدة فاعلة على احداث الصراع العالمي ذلك وما سيأتي عليه مستقبل العالم وصيغة توازن القوى ( قطبيا وكتحالفات ) – هذا غير عيب الاستقراء حتى فيما يخص ذات تركيا فيما تعني لها تلك الانتخابات وما ستنضح به النتائج الاخيرة – فوفقا لما نراه شخصيا أن صيغة التحالفات او الفضائح او الازمات والمشكلات والاخطاء المورثة عن حكم اردوغان او الوعود المقطوعة او حتى الرمزية بالزيارة الرمزية الاخيرة لكل من اردوغان واوجلو بذهاب الاول الى المزار برمزيته التقليدية الى ذهاب الاخر لضريح اتاتورك برمزيته المؤسس لقيام الدولة العلمانية – وهو المؤشر ( المهمل عند المحللين ) غير مصرح به عند اوجلو بتصحيح المسار لنظام الحكم التركي الذي ارجعه اردوغان الى الوراء بما يهدد علمانية الدولة التركية وتثبيت التحول الاجتماعي الى الطابع العلماني و . . وذلك لن يكون إلا بإعادة الربط الإلحاقي لتركيا بالاتحاد الاوربي . .
وببساطة مختزلة يمكن أن نقول – بزعم شخصي – أن الانتخابات ستكون بدورة واحدة فقط ، وسيكون النجاح اردوغان بنسبة تصويت 58-62% ، وهي نتيجة متحركة بموقف شعبي ( عفوي ويغلب فيه الحدس ) رغم دخول اصوات النخب في تلك النسبة تحت اوهام او تحيز الى انجاح اردوغان . هذا التنبؤ – قد يصح او يخطئ – نعلله حاجة تركيا لتكون رقما مهما في معادلة النظام العالمي الجديد القادم . . من حاجتها كملحق تابع لتكتل الغرب الاوروبي الحليف لبقاء الولايات المتحدة الامريكية كقطب فوق متعدد الاقطاب ، حيث لن تكون تركيا سوى معبر واداة مستغلة بأيدي اقطاب الغرب . . رغم الوعود لها بشغل مكانها المهم في الادارة الغربية للعالم – أما من جانب آخر فمسك تركيا اردوغان للعصا من المنتصف بين متقابلي الصراع العالمي بين امريكا – اروبا و روسيا – الصين ، يحفظ تركيا كرقم هام ذات قيمة مستقلة لوجودها العالمي القادم ، وما سيجعلها مستقبلا عمودا من الاعمدة الاساسية لبناء النظام العالمي الجديد القادم – وكل هذا بغض النظر عن ما حمله نهج اردوغان من ازمات واخطاء وتراجعات تذرعيه عن الطابع العلماني والديمقراطية للحياة التركية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استطلاع
على سالم ( 2023 / 5 / 13 - 22:07 )
من الواضح ان اردوغان اكيد سوف سيخسر الانتخابات بنسبه اكثر من سبعه فى المائه , هذا الرئيس فاشل وديكتاتور وفاسد ويجب ان يرحل لااستقرار تركيا والشعب التركى

اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا