الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطرودون من التاريخ

حسن مدن

2023 / 5 / 14
الادب والفن


قيل وكتب الكثير عن العلاقة بين الثقافتين العربية والإسبانية، ولكن التركيز انصبّ على فترة وجود العرب في الأندلس، مع أن التفاعل بين الثقافتين ظلّ قائماً حتى اليوم، الإسبان تأثروا باللغة والثقافة العربيتين، والعرب تأثروا بدورهم بالثقافة الإسبانية، وهذا ما يسلط الضوء عليه المثقف الإسباني ماريو غرانده في الحوار الذي أجراه معه محسن الرملي، ونشره في نهاية سلسلة حوارات وشهادات مع كتّاب إسبان، وصدر عن دار «تكوين» الكويتية بعنوان «لهذا نكتب الروايات».

محسن الرملي أديب عراقي مقيم في إسبانيا له الكثير من المؤلفات، وذاع كثيراً صيت روايته «حدائق الرئيس» التي تسرد، عبر سير شخوصها، جوانب مهمة من تاريخ العراق الحديث، الحافل بالدم والحروب والخراب والحصار الجائر والديكتاتورية وفوضى الاحتلال. وعن هذه الرواية كتب الناقد المصري الراحل د. صلاح فضل يقول: «لقد أدهشتني هذه الرواية، ولم أكن أتصوّر أن بوسع محسن الرملي من مهاجره البعيدة أن يكثف رؤيته للواقع العراقي خلال العقود الماضية بمثل هذه التقنيات السردية المتقنة، والكفاءة الشعرية التي تقدّم نصاً إبداعياً من الطراز الأول».

في العام 1995 قصد الرملي إسبانيا مهاجراً، شأنه شأن الكثير من مثقفي ومبدعي العراق الذين حملتهم ظروف وطنهم على الهجرة، وكان ماريو غرانده أول من التقاه من أدباء ومثقفي إسبانيا، حيث كان الرملي يقصد مكتبة «فناك» لتصفح الجرائد اليومية، فلما لمحه غرانده يحمل الصحف العربية اقترب منه وراح يسأله، كونه في تلك الفترة يحاول تعلم اللغة العربية، فنشأت صداقة بين الرجلين وصارا يلتقيان أسبوعياً يتبادلان الأحاديث والكتب والزيارات العائلية.

في حوار الرملي مع غرانده، قال الأخير «إن الأدب العربي عالم كبير جداً، لكن ما يلفت انتباهي فيه عموماً هو القوة الشعرية إضافة إلى طبيعة القص، وبشكل خاص عند كتّاب حوض البحر الأبيض المتوسط حيث العمق والقدرة على التجديد ثم السعي لفهم التاريخ».

وعلى سيرة التاريخ، أجاب غرانده عن سؤال لمحاوره عن جديده بالقول إنه يعكف على كتابة رواية يطرح عبرها الموضوع الذي يهمه وهو إعادة توضيح طبيعة الخلافات، ولعله عنى الصراعات، أو أولئك «الذين تمّ طردهم من التاريخ الرسمي». وهو توصيف لا بد أن يستوقف كل من يقرأه، ليس فقط لأن عدد المطرودين من التاريخ الرسمي في كافة المجتمعات، أفراداً وجماعات، كبير جداً، وإنما أيضاً لأن الأدب قبل سواه معني بإعادة الاعتبار لهؤلاء بالتفتيش في الصفحات المقصية والمجهولة والمنسيّة. هذا ما فعله ويفعله الأدباء الحقيقيون ومحسن الرملي أحدهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل