الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الجريدة وحسن استخدامها / ترجمة مرتضى العبيدي

مرتضى العبيدي

2023 / 5 / 14
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


خلال انتشار جائحة كورونا، اضطرّت عديد الأحزاب والمنظمات الجماهيرية إلى إيقاف إصدار صحفها ومنشوراتها على محامل ورقية، واستعاضت عن ذلك بالنشر الرقمي. لكن ما أن تحسنت الأوضاع الصحية بدرجات متفاوتة في هذا البلد أو ذاك حتى عادت الأحزاب الثورية ومنظماتها إلى إصدار صحفها الورقية لما توفره هذه الأدوات من إمكانيات التواصل المباشر مع شرائح مختلفة من الشعب التي تعمل الأحزاب على الربط بها والانغراس في صلبها وإبلاغها سياسات الحزب ومواقفه من شتى القضايا الوطنية منها والدولية.
ومع عودة صحيفة "إلى الأمام" (En Marcha) اللسان المركزي للحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بالإكوادور للنشر الورقي، حرصت هيئة تحريرها على تذكير مناضلي الحزب ومنظماته النقابية والنسائية والشبابية بأهمية الجريدة وبالأدوار التي عليها أن تلعبها وضرورة حسن استخدامها. جاء ذلك في مقال نشر على صفحات أول عدد نُشر ورقيا في شهر جوان الماضي. ونظرا لأهمية ما جاء فيها من أفكار، ارتأينا إطلاع قرّاء نشريتنا عليه تعميما للفائدة:

في الشوارع، في خضمّ الصراع الطبقي
بعد عدة أشهر من التوزيع في شكل رقمي فقط، نستأنف نشر "إلى الأمام" (En Marcha) على الورق. وكانت الظروف التي أحدثها وباء كوفيد 19 هي التي أجبرتنا على القيام بذلك. لكن بما أن الأنشطة في المجالات المختلفة من حياة البلد بدأت تعود شيئًا فشيئًا إلى حالتها الطبيعية، ارتأينا ضرورة الإسراع بعودة الجريدة الورقية لتصل - بطريقة مادية مباشرة - إلى القطاعات الاجتماعية التي يعمل حزبنا فيها على تطوير نشاطه الثوري.
تحتوي صفحات En Marcha على تحليلات لمختلف الظواهر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تحدث على المستويين الوطني والدولي، وتتناولها على أساس مبادئ الماركسية اللينينية، وبالتالي فهي تحدد موقع الطبقة العاملة في مواجهة هذه الظواهر والنضالات التي يجب تطويرها بهذا الخصوص. ولهذا الأمر أهمية بالغة، سواء داخل منظماتنا أو في القطاعات الجماهيرية التي يصلها صوتنا. في الحالة الأولى، لأنها تسمح - بشكل منتظم وسريع - لنشطاء الحزب والشباب، والمرشحين للعضوية، بمعرفة وفهم السياسة التي حددتها قيادة الحزب في كل لحظة وحدث. وفي الحالة الثانية، لأن محتوى الجريدة يساهم في تسييس القطاعات الاجتماعية التي نطور فيها نشاطنا الثوري.
لهذا السبب، فإننا نصر على ضرورة قراءة ومناقشة محتواها في اجتماعات الخلايا واللجان المحلية ومجموعات المرشحين ومجموعات الشباب. ولا يكفي قراءة مقال واحد، لأنه، على الرغم من أهميته، سيشير دائمًا إلى جانب أو أكثر من جوانب السياسة، بينما النشاط الثوري يتطلب معرفة كاملة بسياساتنا. لذا من الضروري إيجاد آليات تسمح أو تجعل من الممكن حصول ذلك، لكي يتحوّل هذا السلوك إلى ممارسة جماعية وفردية دائمة.
إن إتقان المناضلين للسياسة يخلق ظروفًا أفضل لعمل أكثر تأهيلًا في العلاقة مع الجماهير، حتى تتعرف على مقترحاتنا البرنامجية وتفهمها وتتبنّاها، وبهذه الطريقة، نخلق أرضية خصبة لانتداب رجال ونساء إلى صفوف الحزب.
إن الضمان الوحيد لانتصار الثورة الاجتماعية للبروليتاريا هو انضمام مئات الآلاف من رجال ونساء الطبقة العاملة، المستغلين والمضطهدين، إلى النضال السياسي الثوري. هذا جزء من أبجديات الماركسية اللينينية ونحن نعرفه جيدًا. ومع ذلك، ليس من السهل تحقيق ذلك لأن البرجوازية والإمبريالية - في كل يوم وفي جميع الأوقات - تعمل مع الجماهير العاملة بأكثر الوسائل تنوعًا، لإبعادها عن الأفكار الثورية وإبقائها تحت سيطرة مفاهيمهم الأيديولوجية والسياسية.
إنها معركة نخوضها في ظل ظروف غير متكافئة، لكنها معركة حتمية. ننطلق من إيماننا باتجاه التاريخ وبالظروف المادية لحياة الجماهير والشعوب العاملة، نتيجة الاستغلال والاضطهاد الذي تمارسه البرجوازية والإمبريالية. إن تجربة الحياة للمستغَلين تسمح لهم أن يدركوا أن الرأسمالية هي سبب كل الشرور التي يواجهونها، لكنهم لا يفهمون دائمًا أن البديل عن هذا الوضع هو الاشتراكية، وهنا يصبح صوتنا أساسيا، لإيصال التحليل الذي يقدمه الحزب وعرض بديله الثوري.
سينضم آلاف المستغلين والمضطهدين إلى النضال السياسي الثوري بشرط أن يطوروا وعيًا سياسيًا ثوريًا، وإلا فلن يفعلوا ذلك. سيكونون قادرين على المشاركة في هذا النضال أو ذاك من أجل مطالب محددة، بما في ذلك النضالات السياسية، ولكن فقط أولئك الذين لديهم وعي طبقي، والذين يفهمون أن التحرر الاجتماعي ممكن فقط بالاستيلاء على السلطة وتأسيس الاشتراكية، هؤلاء فقط يخوضون معركة الصراع من أجل السلطة.
إن صحيفة "إلى الأمام" موجودة أيضًا من أجل تسييس الجماهير، لتطوير وعيها الثوري، حتى تتمكّن من التعرف على المقاربات الماركسية اللينينية. لذلك من الضروري أن تصل الصحافة الحزبية إلى القطاعات التي نمارس فيها النشاط السياسي، لتوزيعها على أكثر القطاعات تقدمًا، بين القيادات الفعلية للجماهير، وبين أولئك الذين يمارسون القيادة في النقابات، في البلدية، في مجلس الطلاب، في الجمعيات العمالية.

صحيفة "إلى الأمام" اللسان المركزي للحزب الش الم الل بالإكوادور
العدد 1956، بتاريخ 02 ـ 08 جوان 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم


.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.




.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا


.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية




.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت