الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كونيْ كالفَجْر إذا اقْتحَمَ الظلام

ليندا كبرييل

2023 / 5 / 14
حقوق الانسان


ملاحظة: الإشارة (*) تعني أن الحدث يتعلّق بما جاء في الحلقات الثلاث السابقة، روابطها في نهاية هذا المقال، الرجاء العودة إليها وشكراً.


* أنا وزميلاتي الآن في باحة المدرسة، يُبارِكنا من الشرفة أعضاء في حزب البعث، وسيدات الحركة النسائيّة اللواتي ألْقَيْنَ خطابات ناريّة مُجَلْجِلة بمناسبة يوم المرأة العالمي *.
هتفْنا بالشعارات، أيّدْنا ثورة الثامن من آذار، ثم بعد ساعتين من طلوع الروح ومغادرة الضيوف، انتظَمْنا في أرتال نتلقّى الأوامر العسكريّة من مدرِّبة الفتوّة.

تُؤيِّدُ تُندِّدُ وتُبدِّد قِسْطاً من العمر، لِتكتشِف أخيراً أنَّك لم تكنْ إلا حَطَبة في مَوْقِد هذا الزعيم أو ذاك الإمام.
كان عصراً ذهبيّاً للكاوبوي رُعاة البقر، حيث ساقونا إلى تدريبات إنكشاريّة صارمة، لإعْدادنا للعمل لاحِقاً في القصور السلطانيَّة أو في خِدْمة عَتَباتها، أو لتَوَلّي الوظائف المَدَنِيّة الحسّاسة؛ فماذا تغيَّر منذ ذلك الحين وإلى اليوم؟

كأنّي في يوم الوَغى، أنطلق مع رَتَلي في مِشْيَةٍ عسكريّة* مُلتزِمة كرفيقاتي بضَبْط إيقاع أقدامنا الهدّار على صوت مدرِّبة الفتوَّة "ميساء" الجهوري تردِّد: أحْ تنين أحْ تنين .. يُلهِب شعوراً حَماسِيّاً في قلبي، فأشعر أني لو ضربْتُ بالأرضِ رجلي لَاهْتَزَّ الكَوْن، أقول للشيء كنْ فيكون! رأسي في السماء كأنني رامبو أو شمشون .. مع يدي اليمنى ترتفع إنجازات هارون الرشيد ومع اليُسْرى سيف ابن الوليد، في قلبي عدالة الراشدين وفي عقلي دهاء الأمويّين .. فأنا بنت الأصول، وابنة تاريخٍ تُدَقُّ له الطبول، طَلَّاعَة الثنايا ومَعالي الأمور ..
هيـــــــــه ~~~ طَوِّلي بالكِ، مَنْفَخة مُضْحِكة!
أنا أنا .. وأنتِ لا تُصَدِّقين متى ينتهي هذا التدريب العسكري والدوران الأخْرَق (دوِّخيني يا ليمونة)* حول الباحة، لِتَسْتَعيري منْ " إلهام " قصة لغز الكلب ذو الرأسَيْن!
~ بلا شمشون بلا هارون.
رَمَيْتُ في الهواء بسيف ابن الوليد .. وهَرَعْتُ إلى إلهام بعد التمرين العسكري أرْجوها أن تعيرني القصة، وأُحَلِّفها بِالهادي البَصير أن تحكي لي كيف حَلَّ تَخْتَخ لغز (الشاويش فرقع)، ولماذا ظهرتْ فاتن حمامة في لغز رجل الصندوق! فوافقَتْ أن تبوح لي بالسِّر بشرط أن أساعدها في الردّ على أسئلة امتحان الديانة، ووافَقْتُ بشرْط أن نذهب إلى الكنيسة للاعتراف بذنبنا!

وتقدَّمنا إلى الامتحان الأخير في مادة التربية الدينيّة في قالَ وقِيلَ وقَلْقَلَ ولَقْلَقَ.
وعادت الصديقات المسيحيّات والمسلمات إلى الإلْتِمام الدافئ، بعد أن فرَّقَهُنَّ المُتَجَبِّر: سيف الدين القهّار.
كأنَّ حصّة الدين مُعَدَّة لِتَرسيخ شعورنا بِزَوال قانون الجاذبيّة، حيث تنعدِم فيها قوى الاحتكاك، ويَتَلاشى الرابط الذي كان يشدُّنا إلى بعضنا.
مَأزقٌ أخلاقيّ أوقَعَنا في شِباكه مَنْهجٌ سَماوِيٌّ يُرَسِّخ قيمة التمييز والتعالي بين البشر.
لا شيء أضْيَع للعُمْر من عِلْمٍ يَسْعَى إلى تقويم ما لا يَسْتقيم.
مادّة التربية الدينيّة وكنا نُسَمّيها: مادّة الأحكام العرفيّة، فَرَضوها على الطلاب على اختلاف مذاهبهم وتَبايُنها، مادّة لا تُخاطِب النزعة الإنسانيّة فينا .. إنها تُخاطِب مصلحةَ الأشاوِس ومنافِعَهم.

إنهنَّ تاريخي المدرسيّ، يا لِزمانهنَّ الجميل:
ابتهال، فاديا، آمال، سعاد، زهرة، إلهام، تغريد، راوية، مليكة، كريستين، هالة، إقبال، سعاد، جانيت، سهير، إيمان، شيماء، ليلى.
تَواصَلْنا إنسانيَّاً وإن كنا نعلم في قَرارتنا، أننا نشترك جميعاً في بيئة تَدُقُّ الأسافين بيننا؛ في بيوت العائلة، في بيوت السياسة، وفي بيوت الله.
لغة السلام لها وَقْعٌ في الوجدان فَتَنَ قلوبنا البريئة المُتَشوِّقة إلى عالم الأمان؛ فما حيلتنا إنْ كان دخول عالم السلام أصْعَب من المُرور في ثقب إبرة؟

* ومع انتهاء حِصَّة (فَرْكة الأذن) على الطريقة الدينيّة، وقبلها حصّة (تكسير الرأس) في التدريب العَبَثيّ على المِشْية العسكريّة، وقبلهما حصّة (طلوع الروح) في الاحتفال الصباحيّ بمناسبة 8 آذار .. عادتْ الصديقات إلى صفٍّ واحد، وعاد الكون بِأسْره إلى الانتظام.
واكتملت الصورة وقت الظُهْر بحضور الغائبة: صديقتنا " مليكة ".

لم تكن مليكة حاضِرة صباحاً لِسَماع خطابات سيّدات الحركة النسائيّة، احتفالاً باقتراب مناسبتَيْن تَحُلّان في نفس اليوم! ذكرى ثورة الحزب، ويوم المرأة العالميّ.
حكمة المُعِزّ المُذِلّ!
وما كانت مليكة مُشارِكة قبل أيام في مظاهرة التنديد بالعدوان الإسرائيلي*، ولن تكون مشارِكة أيضاً في مسيرة تأييد ثورة الحزب القادمة.
خيار وفقوس
ولا يُشتَرَط على مليكة للتقدُّم إلى امتحان البكالوريا اجتياز المعسكر الصيفيّ، وامتحان التربية القوميّة، وامتحان الفتوّة في فكِّ وتركيب البارودة التشيكيّة*، ولا حتى امتحان الديانة كالمُقرَّر علينا.
نيالها! إللي على راسو ريشة الله يعزّه .. بنت وزير؟ أمير؟ بنت حسب ونسب؟ ماذا؟
هي فعلاً كل هذا، لكنها باختصار: مَنْبوذة، نَكِرة، فَضْلة، تستحِقُّ أن تعيش كالأيتام على مائدة اللئام.
غلب حماري
القصة وما فيها: كان في واحدة يهوديَّة اسمها مليكة، أباؤها آباؤها أولئك الصهاينة، مُغْتَصِبو الأرض المقدسّة، طارِدو أهالينا، المُفَظِّعون في مَذابِح دير ياسين والطنطورة و ... وحكايات ~~، وآخِرها أن عقيدتنا السمحاء تأمرنا بِمُعاداة الضالّين إلى يوم الدين!
تَعْجيزٌ لا إعْجاز فيه ساقَنا إلى تِيْهٍ أبديّ، ومع الأحفاد تَلِدُ الأحقاد ويتشرَّبون الكراهيّة حتى الثُّمالة.
وسُبْحان مُسَخِّر قَدَر لا مفرَّ منه!

دخلتْ مليكة قاعة الدراسة بعد انتهائنا من امتحان الديانة، وقد حملت لنا خبز الشالاه اللذيذ، ولما اقتربتْ من " هالة " تأمّلت آثار الضرب على وجهها ورقبتها التي سبَّبَتْها مدرِّبة الفتوَّة *، والعينين المُتَوَرِّمَتَيْن من البكاء، وبدون أي سؤال انحنتْ عليها وعانقتْها وهي تُرَبِّت على كتفها مُواسِية.
التفتت مليكة إلى سهير تسألْها عن أجواء الاحتفال الصباحيّ، فأجابتْ سهير بكل برود:
ــ والله يا مليكة راحت عليكِ نونِيَّة الخطيبة.
حدَّقَت مليكة بوَجْه سهير، ثم سألتها برقّة وحياء :
ــ ممم ؟ أي نونيّة؟
ــ التي ألقتْها على رأسنا من أول الصبح.
انفجرْنا بالضحك ومليكة محتارة.
وتابعت سهير ساخِرةً:
ــ إيه شو نونيّة يا مليكة ~ ولا أروع!
ثم خاطبَتْنا وأكتافها تهتز من الضحك:
ــ يللا يا بنات~ نكتب الموضوع المطلوب عن الاحتفال بدون هالنونيّة.

واجتمعت الصديقات، لمتابعة النقاش حول ما تضّمنتْه خطابات الصباح، وتسجيل الملاحظات في نصٍّ إنشائيّ سنقدِّمه إلى مُدرِّسة اللغة العربيّة *.

كان اختلافنا على طريقة عَرْض الفكرة؛ الأسلوب الخامِل لا يصلح لمثل هذه المواضيع، فهو يبدو كَتَمارين المَشْلولين على المشي، نريد أسلوباً من كَعْب الدِسْت.
اتَّجهت الأنظار إلى "زهرة"، المُخْتَصّة بِإلقاء الأشعار الوطنيّة بطريقتها الرائعة.
ها زهرة.. أتْحِفينا ..
نريد خطاباً يشيل وما يحط ّ.. نَرُدُّ فيه كَيْد الغرب في نَحْرِه، ونُحقِّق صَهْرَ أجزاء الوطن العربي وجميع العصبيّات المذهبيّة في بوتقة الحزب، مع شوية بهارات من الشعر والشعارات، ولا تنسي الأهمّ : الإشادة بالجهاد الشرِس، الذي تخوضه المرأة العربية لِكَسْر قيودها الذهبيّة، وسَعْيها المَحْموم لتحقيق المساواة مع الرجل في أسباب قَطْعِ الصلاة، والحصول على كـــــــــاافّة حقوقها بالتمام والكمال مثلها مثل الرجل.
عشم إبليس في الجنة

قالت زهرة:
ــ سنبدأ ببيت شاعر البعث: آمنت بالبعث رَبّاً لا شريك له وبالعروبة ديناً ..
قاطعَتْها إقبال بانفعال:
ــ هذه ألفاظ كُفْرِيّة والعياذ بالله وكلام لا يَرْضاه ربُّ العباد ؛ لِنتركْ فقرة ثورة الحزب إلى آخر الجلسة ولْنُرَكِّزْ على موضوع المرأة.
صفّقتْ سعاد مُبتهِجة وصوتها يتقطَّع بالضحك* وقالت:
ــ هذا هو الكلام .. يَرْضَى عليك زهرة، حطّي لنا فقرة تقول: إن المرأة تريد أن تكسِر احتكار الرجال النِسْوَنْجيّة سوق قطيع الماشِية جنْب الحيط طالِبة السِّتْر والتِّبْر ههههه، وتُصِرُّ على أن يكون لها أربعة أزواج عَدّاً ونَقْداً وفوقهم ما طابَ لها، مع قسيمة هدايا رجال يَهِبون نفسهم هههههه واكتُبي: طَقْم الأربعة قابِل للاستبدال لِتُجَدِّد المرأة شبابها ههههه وأما قاعدة: للذكر مثل حظّ الأنثيَيْن فسَتُحْصَر تحديداً في أن يقوم الزوج والأخ أيضاً بتنظيف الحمامات والمراحيض والبَلاليع.. والخلود لرسالتنا الحَريميّة ههههههه
تابعتْ راوية ضاحكة:
ــ إيه والله.. ويا ريت تُوَسِّعي المطالَبة أن يكون لنا حقّ التمتُّع بِسبعين حورِيّاً في الجنّة.
أجابتها سعاد بعد أن هدأ سُعالها من شدة الضحك:
ــ صُمْتي صمْتي وفَطَرتي عَ بصلة .. يعني ما عجبك من النجوم إلا سهيل ؟! مرحبا سهيل ههههه لا يُطْعِم الجوعان ولا يروي العطشان ولا يُدْفِئ العرْيان ههههه والأهمّ : إذا أجرينا عمليّة حسابيّة في النسبة والتناسب فسنجد أن سبعين حوريّاً في قياس البشر رقم كبير جداً على الأرض، ولكنه في حساب الملأ الأعلى حيث سنعيش مليارات السنين يصبح هذا الرقم هزيلاً جداً هههه.. شوفي راوية: طُموحي واقعيّ له صِلة بِحياة الحريم على الأرض، أما طلبك فيتعلَّقُ بأمور غيبيّة ما شَهِدَها أحد، وهذه أمنيات مُثَبِّطة للإرادة لأنها تُدْخِلنا في أوهام أحلام اليقظة، ونحن نريد سَلَّة مليانة بالعنب تملأ العين وتروي القلب ههههه

علَّقَتْ زهرة:
ــ أرى أن الاجتهاد مُمكِن فيما يتعلّق بحياة الإنسان في الدنيا، ولكنْ لا اجتهاد في النصوص قطعيّة الثبوت: الحور العين للرجال فقط .. أما الحريم فهناك نصوص عديدة تشير إلى أن النساء المسلمات في الجنّة يُزَوَّجْنَ بالرجال المسلمين من أهل الدنيا بعد أن يُدخِلهم الله الجنّة في أحسن وأبْهى صورة، وهذا ..
قاطعتْها جانيت المُلَقَّبة سنجق عَرْض:
ــ هذا تمييز وإجْحاف بِحقِّ المرأة المسلمة ؛ ظُلْمٌ على الأرض وفي السماء أيضاً؟
ردَّتْ إقبال بهدوء:
ــ هذا ليس تمييزاً لا سمح الله .. جاء في المأثور أنه من طبيعة النساء الحَياء، فلا يُشَوِّقُهنَّ الله لِلْجَنَّة بما يَسْتَحينَ منه..
ردَّتْ سنجق عَرْض:
ــ جاء في المأثور على لسان البشر وليس بحُكْمٍ من السماء.
اَفْحِميها يا إقبال يرحمكِ الله
تابعت إقبال غير آبِهة بالاعتِراض:
ــ شَوْق المرأة للرجال ليس كَشَغَف الرجال بالمرأة، فشَهْوَتها ليست طاغية ؛ نحن النساء شوقنا إلى الزينة من اللباس والحلي يفوقُ شوقنا إلى الرجال لأنه مما جُبِلْنا عليه.
ــ جَبَلونا عليه ! ولمْ نُخْلَق على هذه الجَبْلة التي أوْهَمونا أنها فِطْرة. صاحتْ إيمان.
ثم وقفتْ في منتصف الحلقة وتابعت:
ــ هذا تزييف للوعي! نحن صنيعة فتاوى الانتهازيين الذين فصَّلوا حياة المرأة لتتناسب مع مقياس منافعهم .. تنشِئة الأنثى على قَمْعِ رغباتها خطير.
هتفتْ سعاد:
ــ تعيش إيمان ههههه
بدتْ نظرات إيمان كأنها تحاول اسْتِجْلاء ما في عقولنا، ولما لم تَلْقَ إلا السكوت أردفتْ مُتحدِّية:
ــ ليس كل ما جاء في التراث يُعَبِّر عن الحقيقة المطلقة غير الخاضِعة للنقد والمراجعة؛ هل شقّوا عن صدورنا لمعرفة ما نضمره وما وراء الحجب؟ هل عندهم مِسْبار لِتقدير عمق أحاسيسنا؟ أو آلة لِفَحْص مستوى رغباتنا؟ أو ترمومتر لقياس حرارة شوقنا إلى الرجل؟ إنهم يدمِّرون رغباتنا عَمْداً عن سابِق تصميم.
عقَّبَت تغريد قائلة:
ــ فعلاً، المِسْطرة الأخلاقيّة الدينية أقامت حصاراً لا يُخرَق على امتيازات الرجل، وأسَرَتْ المرأة في صورةٍ حالمة مُتَعالِية على الواقع، فسقطتْ في الأوهام.

انزعجت شيماء من هذا الحوار فقالت غاضبة:
ــ لا يجوز للمُسلِمة أن تتفوَّه بمثل هذا الكلام المُعيب ؛ ما أسمعه منكنَّ هو المُنْكَر بعينه ويقود إلى انحراف القلب، والعِفّة تاج على رؤوسنا.
صاحتْ إيمان:
ــ حَكَى شَهْباظ ! بل هذا ما يجب أن نكتبه ونناقشه في يوم المرأة العالمي، هذا هو الموضوع الأهمّ ؛ نَشَأْنا على فلسفة الخنوع وأن طبيعة النساء الزُّهْد والحياء، واسْتِسلامها لإغْواء التعبير عن الأحاسيس يستوجبُ الإدانة أو التوبيخ ؛ دَسّوا دسّاً في العقول شعارات ذكوريّة كالقول: المرأة نصف المجتمع، وأمُّ الأنبياء، وقلب الإنسانيّة، وصانِعة الرجال، ومُرَبِّية الأجيال، كلام معسول يُرَطِّب قلوب مَنْ وُصِفْنَ بناقصات العقل والدين، لِيَحْصُروا دَوْرَنا في الإنجاب والإرضاع وتقديم الخدمات.. ثقافة تستحقُّ الهَدْم حقاً.

تابعت سعاد في طريقة كوميديّة:
ــ نسيتِ أن تذكري شعار: النساء شقائق البطران الغرقان إلى صيوان الآذان بالنسوان، ومِثالي زوج أختي، وأبي المِزْواج عبد الجبار هههه صاحب نظرية: الخِدْر سِتْرٌ *.

وإذا بصوت ليلى الرقيق يشقّ زحام التعليقات الناقِدة فتقول:
ــ لمْ يُحَيِّرْني شيء كالتناقض في أقوالهم تلك، وأن المرأة العفيفة كنزٌ للرجل، فهي التي تصون عرضه وتمنحه العون في أداء واجباته الدينيّة.
بعصبيّة سألتْها شيماء:
ــ هذا صحيح، أين التناقض؟
ــ عبارات التملُّق والتدليس هذه تتناقضُ مع أحاديث تَصِف المرأة بناقصة عقل ودين وعورة وشيطان وتستحقُّ الضرب ولن يفلح قومٌ وَلَّوا أمْرَهم امرأة .... الطاعة وأطعْناه، ماله وحفظناه، الحجاب ولبسناه، النظر وغَضَضْناه، البيت ولزمْناه، أتُريدين فوق كل هذا أن نُدَلِّع الرجل ونُعينه في أداء واجباته الدينيّة أيضاً ؟!! أين الرجولة إذاً؟ صنديد في مغامراته النسائيّة وفي تأديب زوجته، وعاجِز ضعيف ناعم يهتزّ إذا رأى خصلة من شعرها!
وسكتت ليلى. وإذا بها تهبُّ فجأة وتقول دامعة العينين:
ــ أسَدٌ عليّ وفي واجباته الدينية والأخلاقيّة نعامة.

قلَّبَتْ تغريد عينيها في وَجْهَيْنا أنا وإلهام ثم زعقتْ:
ــ شيلونا من كتب الألغاز وتختخ * واحْكوا كلمتين.
قلتُ دون اكتراث:
ــ وما نفع رأيي؟ ثقافة متخلِّفة ترى المرأة الخارِجة عن طوعِ يدِ الرجل ناشِزاً، وإذا عَشِقَتْ فهي فاسِقة تستحقّ الازدراء والاحتقار، وقد يصل الأمر إلى القتل.
فرَدَّتْ عليّ إلهام بنبرة عتاب:
ــ طبعاً .. الرجل رأس المرأة، والعشق العلني مَحْظور في ثقافتنا العربية فهو يُذْهِبُ عن المرأة الحياء ويقود إلى الزنا .. على الأنثى والذكر أن يسلكا الطرق الشرعية المعروفة، أمْ لكِ رأيٌ آخر؟ لذلك كان الوقار والرزانة والحياء صِفات المرأة الصالحة العفيفة الطاهرة التي يُرَقّيها الله إلى ملكوته.
فكَّرناكِ موسى طلعتِ فرعون
تلقَّتْ إلهام تحيّة حارّة من شيماء.
أما سعاد فلمْ تَتَوَرَّع عن تعليق أثار الضحك:
ــ وُعود السماء حَيَّرَتْنا ؛ بين ملكوت حانا وجنّة مانا ضاعَتْ لحانا ههههه هنا تسبيح ومزامير مع الملائكة ليل نهار إلى أبد الآبدين، وهنا حوريّات وخمر وكوسا محشي وبقلاوة ليل نهار مدى الدهور ههههه
واجهتُ تغريد بقولي:
ــ ها.. كما ترين، لا نفع من هذا الجدال؛ بعد أن ترسَّختْ في عقلية الرجل مفاهيم السيادة والهيمنة وبدعم من الدين، أصبح من الصعب اقتلاعها من أعماق نفسيته.
أجابتني راوية:
ــ الآن لا سبيل للتمرُّد فالساحة حالياً للذكور، وهم الأقْدر بحمولتهم الثقافية والدينية على قَهْرنا وتَحْجيمنا؛ إذا كنتِ غير قادرة على الانتظام في صفوف الثورة على التقاليد المتخلفة، فاعْمَلي على تَوعية أقرب النساء إليك على واقعهنّ المتخلِّف، وإن كنتِ غير قادرة على تغيير الأقرب إليكِ فأنت قادرة على تغيير نفسك .. فلا تمالئي ولا تنافقي أو تبرّئي الانحراف بحجّة أنه أمر إلهيّ.

قالتْ تغريد مُوَجِّهة كلامها لِمجموعة الزهد والحياء :
ــ تمخَّضَ الجبل فوَلَدَ أرنباً. أدعو عليكنَّ بالحُبِّ والعشق لِتُغْسَل عقولُكنَّ من دَرَن المُنعزِلين عن الحياة.
ثم خاطبتْ شيماء المُدافِعة عن حقوق الرجل وواجبات المرأة تجاهه:
ــ يعني برأيك لا بأس أن يكون الرجل دون جوان في الأرض وفي الجنة، والزعيم الذي لم يُخْلَق له مثيلاً، والنخّاس الذي يَكْتريكِ بالمهْر والشبكة مقابل استخدام عمرك وجهودك لمصلحته، والحنقباز الذي يُطَلِّق بكلمة، والقبضاي الذي يُؤدِّب، والطفل المدلَّل الهائج دوماً العاجِز عن ضَبْط شهوته إلى حدّ إخفائنا تحت الحجاب والنقاب!
أمِيطيْ اللثامَ وكونيْ كالفجر إذا اقتحمَ الظلام.

يتبع

1 أعِيدٌ للمرأة وقد ضَيَّقَت السماءُ على النساء؟
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=785780

2 هُتافاً لِ يوم المرأة يا مُحْسِنين !
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=786146

3 الأيديولوجيا لغة حريرية وحمولة تدميرية
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=788173








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نص أدبي
ماجدة منصور ( 2023 / 5 / 14 - 13:11 )
نص أدبي جدير بتحويله لمسرحية راقية جدا

أنت تتحفينا بمقالات تمتلى بحياة واقعية عشناها في سوريا0

ترجعيني بذاكرتي الى سوريا ..أيام البراءة0

شكرا ليدي غابرييل


2 - حلقة مفرغة...!؟
عدلي جندي ( 2023 / 5 / 14 - 13:51 )
ندور منذ بدء الوعي في حلقة مفرغة
وُعود السماء حَيَّرَتْنا ؛ بين ملكوت حانا وجنّة مانا ضاعَتْ لحانا ههههه هنا تسبيح ومزامير مع الملائكة ليل نهار إلى أبد الآبدين، وهنا حوريّات وخمر وكوسا محشي وبقلاوة ليل نهار مدى الدهور ههههه
أهملنا كل العلوم الجدية النافعة ..صرنا عبيد مطايا أجهل الخلق بالتكنولوجيا والفلسفة وعلوم الإجتماع والإقتصاد وو......الخ الخ
يحكمنا قبضايا ويغسل الوعي كذابون ..بعران ..مدلسين
هذا تزييف للوعي! نحن صنيعة فتاوى الانتهازيين الذين فصَّلوا حياة المرأة لتتناسب مع مقياس منافعهم .. تنشِئة الأنثى على قَمْعِ رغباتها خطير.
إخترت مقاطع من مادتك الثرية الدسمة لأنها بحق تعبر عن حجم مأساتنا أبناء جيل زمن ظهور النعرات القومية والتعصب المذهبي
تذكرت تدريب( القسم المخصوص)هكذا كان إسم التدريبات ع تشكيل تحية القائد الزعيم الأب الملهم ناصر كانت تدريبات مدفوعة الثمن وكنا أطفال وبالنسبة لنا ثلاثة قروش ثمن وجبة لذيذة مع مشروب أو لو أدخرنا الهبة يمكننا شراء ما نحلم به هكذا غسلوا عقولنا منذ الصغر وتذكرت حصة الدين كنا ثلاثة في الفصل لا نؤمن بالصلعم و نخرج حيث المطرة نبحث عن مظلة تحمينا


3 - تكملة
عدلي جندي ( 2023 / 5 / 14 - 13:59 )
نبحث عن مظلة تحمينا من المطر
بؤس هكذا ثقافة وبؤس هكذا أديان أعرف المصري في بلد الغربة من نظراته الجائعة نحو الجنس الآخر أو من حديثه الدائم عن الفشخرة الكاذبة أنه يمتلك وإن وضعه في بلده مصر من أصحاب الممتلكات والعزة والجاه ووووووباقي الفشخرة و يوم في حديث مع فتاة لبنانية كانت تعمل في البنك الذي أتعامل مع فرعه بلاد المهجر قالت لي لماذا غالبية من يأتي هنا لإتمام معاملات يدعي دائما إنه يمتلك عزبة وأملاك وباقي قاموس عقدة النقص ع أمل أن يكتسب حب أو رضى بقبول الزواج مثنى وثلاث
بس كده
شكرا لسعة صدركم
وافر المحبة والإحترام


4 - عالمنا غريب يستعصي على الفهم
ليندا كبرييل ( 2023 / 5 / 15 - 03:50 )
الأستاذة الفاضلة ماجدة منصور
محبة وسلاما

أختنا الكريمة، ذكريات من زمن المرحلة الثانوية، وما زالت علاقة عضوات هذه المجموعة مستمرة بالتواصل الآن عبر البريد الإلكتروني نستعيد تلك الأحداث ونتذكر بالخير أيام الصبا الأول، تفرّقت الصديقات في أنحاء العالم يتابعن جهادهن في أروقة تحترم الإنسان وقناعاته واختياراته، ولا أدهش أن التي كانت متطرفة دينيا قد انقلبت على واقعها والمؤدلجة قد فارقت أهل الحناجر القاصفة، انطلقنا كلنا إلى عالم جديد حيث تثمر جهود الإنسان فلا يشعر أنه عبد لسيّد متجبّر يأمره بالتنفيذ قبل الاعتراض، الحسرة على من ظلوا في دنيا تكبس كبسا على الأنفاس، فتشيع اليأس والإحباط من هذا العالم الغريب المستعصي على الفهم

لك أطيب السلام وأحيي جرأتك وشجاعتك النادرة بين النساء
تقبلي احترامي وتقديري


5 - جهاد لإعلاء راية الإنسانية
ليندا كبرييل ( 2023 / 5 / 15 - 04:09 )
أخانا القدير الأستاذ عدلي جندي
محبة وسلاما

عن سعاد الرفيقة العزيزة أتكلم: وصفَتْها من كان في قلبها مرض أنها ساذجة وبلهاء لأنها كانت تضحك بدون سبب كما قيل، والحق أنها كانت تضحك لأسباب عميقة عجزت عقولنا ونحن في أول الشباب عن إدراك مشاكلها، ولما اصطدمت ذات يوم مع مُتنمِّرة وصفتها بالجنون: أجابتها خذوا الحكمة من أفواه المجانين، وكانت حكيمة حقا، وقادرة على التقاط النقاط السلبية في الحياة لكنها كانت غير قادرة على التحكّم في مرض(الضحك)
أسعدني أن تقف عند أقوال سعاد ولعلها الوحيدة التي جعلت حياتنا( حكمة) ومسرة وحبورا
أنتم أيضا في مصر مررتم بمرحلة القهر والتسلط على مقدرات الإنسان وأهنئك على فرارك من الأرض الموبوءة بالعصبية والتطرف والانغلاق والجمود

أتمنى لك النجاح أيها الجندي الباسل في وطنك الحر الجديد جهادا لإعلاء راية الإنسانية
مباركة جهودك وتفضل تقديري


6 - تعقيب
على سالم ( 2023 / 5 / 15 - 05:44 )
هذا اكيد سرد عروبى اصيل يسبب ازمات وتشنجات وتقيحات , سرديات الاعراب البدو لاتزال تنخر فى عقول الناس العوام وتستولى على عقولهم ومداركهم , الاشكاليه هنا استاذه ليندا ان الدين وراثه حتى ولو كان غير مفهوم او مضحك , نحن فى مأساه حقيقيه بعد ان فقدنا الحس الانسانى


7 - حديث عاقل .. في بلد مجنون
محمد حسين يونس ( 2023 / 5 / 15 - 14:01 )
مازلت روائية رائعة .. حديثك شديد الجاذبية للعقول المتفتحة .. و صادم .. للمستسلمين لرغيالمشايخ و الملالي و لكن هل فتيات ذلك الزمن .. و هذا السن كانت لهن االقدرة علي صياغة الأفكار الفلسفية الراقية .. إذا كان هذا صحيحا فلقد تدهورت النساء بعد ذلك بصورة مزعجة إستمتعت جدا بالقص .. و ببراعة ليست غريبة عليك .. تحياتي ,, و سوف أتابع باقي الأجزاء


8 - التحدّي الكبير: إعادة بناء الإنسان العربي
ليندا كبرييل ( 2023 / 5 / 15 - 17:11 )
الأستاذ علي سالم المحترم

تحية تقدير لكل مشاركاتك التي تصبّ في قناة التنوير
هذه ذكريات من الزمن المدرسي ، في ذلك الحين بدأ التيار الرجعي يعمّق حضوره في المجتمع العربي وبرزت طبقة من الشيوخ استقطبت النساء بشكل خاص
الضرر الذي لحق بالعقول كان فادحا حتى أصبح من العسير جدا إعادة بناء إنسان عصري منفتح على كل الثقافات
منذ عقود بدأت الانتكاسات وها نحن نجني نتائجها اليوم

خالص المودة والتقدير


9 - حضورك العزيز منحني القوة والعزم
ليندا كبرييل ( 2023 / 5 / 15 - 18:03 )
أستاذنا القدير محمد حسين يونس
سلاما وتحية وشكرا من القلب على الحضور الغالي

هذه ذكريات من المرحلة الثانوية، في تلك الفترة أي قبل عقود كان المدّ الإشتراكي قويا وقدرة تيار اليسارعلى التأثير في المجتمع واستقطاب الطلاب عالية
عُرِف اليساريون بثقافتهم الواسعة وقدرتهم على الجدال، وهكذا كانت صديقاتي فعلاً
الماركسيات فيهن كان لهن المرشد والمعلم وهن بدورهن كنّ يحاولن جذبنا إلى صفوف اليسار، لكنها الحياة التي فيها المتطرف والمعتدل والمؤدلج واللي مطبّل بالأول ومزمّر بالآخر
بالتأكيد تدهورت حال المرأة العربية اليوم وتراجعت مسافات هائلة
أين أمثال ابتهال وراوية وتغريد ومي وإيمان ....حتى سعاد التي وصفوها بالسذاجة كانت تنطق بالحكمة وهي تضحك
اليوم نسمع نساءنا يتكلمون عن الجن الذي يركب النساء المسلمات
كان نضال المرأة المصرية مثالنا وللأسف سلّمت عقلها لمنْ يديره لها وتفرّغت لمرحلة عبودية جديدة
في الحلقات الماضية جاء بعض الذكر عن صديقاتي وسوف أتابع ما تبقى من الذاكرة لأحدثكم عنهن
حضورك العزيز منحني القوة والعزم
ألف شكر
احترامي


10 - نص جميل سيدتي
رويدة سالم ( 2023 / 5 / 15 - 18:37 )
شدني ما فيه من صور تتأرجح بين الليونة واللطف والقساوة الصادمة
امتعني الرحلة يا سيدتي الفاضلة فشكرااااا


11 - أهلاً بك
ليندا كبرييل ( 2023 / 5 / 16 - 03:33 )
الأستاذة القديرة رويدة سالم
تحية وسلاما لشخصك العزيز

كنت من أكثر الكتاب والمعلقين حضورا وأنا أتمنى أن تتواصل مسيرتك وجهودك الإبداعية
سرّني حضورك فشكراً من القلب


12 - الاخت الكريمة لندا
وسام يوسف ( 2023 / 5 / 16 - 13:11 )

سردك الجميل والحوار المنساب بلا سفسطة جعلني اشعر انني اقف بينكن و واحاول ان اقرر من
حجتها اقوى من الباقيات

معذرة للسؤال سيدتي الكريمة : هل لك اصدارات ورقية ؟ كتب ادبية؟ روايات ؟ اي شيء فيه العديد من الصفحات؟

فانا اشعر وكأني اقد تناولت ربع وجبة لذيذة جدا وبقيت ابحث عن المزيد منها لاشباع نهمي


13 - كتب أدبية وروايات مرة واحدة؟؟
ليندا كبرييل ( 2023 / 5 / 16 - 17:08 )
الأستاذ الفاضل وسام يوسف
تحية وسلاما

تشرّفتُ بحضورك الكريم. يا أخي أسعدني تعليقك كثيرا شكرا لك
والله يا سيدي وسام اجتهاداتي أخصّ بها موقعنا العزيز(بيت أهلي) الحوار المتمدن
لا إصدارات ورقية ولا ... كتب أدبية يا وسام؟ الله يسامحك
لا والله يا أخانا الفاضل ما عندي غير ما أكتبه هنا في الموقع
هذا المقال الرابع حول نفس الموضوع أتمنى أن تتفضل بقراءة الثلاثة السابقة
هي ذكريات من أيام الثانوية وجدت فيها ما أستطيع استعادته وإضافة إلى ما يتعلق بتلك الفترة من خلال حوارات الرفيقات المذكورات في المقال عبر البريد الإلكتروني

شكرا جزيلا وتفضل احترامي


14 - الاستاذة الكريمة لندا كبرييل
وسام يوسف ( 2023 / 5 / 16 - 19:41 )

بالتأكيد ساعود الى المقالات الثلات السابقة وأقراها لكن ببطء وروية كي لا انتهي منها بسرعة.

انا في الحقيقة كنت اقرأ تعليقاتك من زمان خاصة على مقالات الكاتب الساخر الذي اختفى بلا اثر
الدكتور يونس حنون

ومع ذلك فسأكون في غاية السعادة اذا فكرتي في يوم ما بكتابة رواية من وحي اجواء هذه المقالات الاربعة
اطيب تمنياتي ايتها الرائعة


15 - شكراً من القلب
ليندا كبرييل ( 2023 / 5 / 17 - 17:59 )
الأستاذ وسام يوسف المحترم

الأستاذ يونس حنون كاتبا رائعا كنت أقرأ لوالدتي المريضة ما أختاره من مقالاته، ومقالات
صديقنا الراحل جان نصار
وكذلك كنت أتابع التعليقات الساخرة لكتّاب مبدعين( الأستاذ عامر سليم) فتضحك من أعماق قلبها
أين هم الأصدقاء؟
أتمنى أن يكونوا بخير وعافية
شكرا لك يا أستاذ وسام على حضورك الطيب
مع المودة والتقدير


16 - الأديبة المحترمة ليندا كبرييل سلاما
مريم نجمه ( 2023 / 5 / 18 - 00:22 )
يسعد مساك بالخيرعزيزتي

كل الشكر لما تكتبين وتنشرين من مقالات حوارات وقصصاً عشتها من ذكريات حية أو تخيل ونقد موضوعي - على الناعم - كما نقول من خلال النص المتقن المدروس بعناية محكمة
على أمراض بلدنا سورية ,, في مدارسنا التعليمية والتربوية والإجتماعية والثقافية التي هي أساس بناء الأوطان أخلاقيا وتربويا وسياسيا . .. ثابري , الرب يقويك ويعطيك الصحة فيما تقدمين للأجيال من فكر وتجارب وآراء حضارية بحاجة لها بلادنا كالخبز المفقود !

التعليق متأخر اليوم صحيح , لكن القراءة والتعليق القديم انمحى مع الأسف
أجمل تحية لوفائك وفكرك الحر

محبتي واحترامي


17 - مبدعة خفيفة الظل لمّاحة وحرة
فاتن واصل ( 2023 / 5 / 18 - 10:48 )
البنات البنات ألطف الكائنات.. صلاح جاهين .. واحدة من أحلى المقطوعات الحوارية ، حقيقي استمتعت بهذا القدر من الوعي وأبهرتني عقولهن، أتذكر أيام الثانوي كنت تستطيعين ان تقولي أذكياء لكن مشغولين بأمور تافهة .. أحدث رقصة ألأغنية الجديدة لحليم، خوليو إجليسياس ودلعه، الحجاب لم يكن وقتها تفشى بشدة.. أما النماذج التي قمت حضرتك بعرضها فهن من وجهة نظري على درجة عالية من الوعي والفهم لما يحاطون به من عبث .. حتى في السخرية وهي من وجهة نظري من أذكى الطرق للتعبير عن الفهم والاستيعاب للواقع لدرجة السخرية منه وإضحاك الآخرين. شعرت أنني أمام مشهد في فيلمن كذلك التنوع في الشخصيات وعرضها لدرجة أنه رغم كثرة الفتيات إلا أننا في النهاية كنا نميز هذا الحوار لابد أن يأتي على لسان إيمان أما هذه الجملة فلابد أن من اطلقتها هي سعاد .. وهكذا. شكرا على المقالات الأربعة الممتعة ، وشكرا ان عدت للكتابة لأننا اشتقنا لكتابتك ولأيام الأصدقاء والتعليقات في هذا الموقع الثري وثراءه لا ينضب.


18 - أهلاً بالأستاذة القديرة
ليندا كبرييل ( 2023 / 5 / 18 - 16:52 )
الأستاذة مريم نجمة المحترمة
محبة من القلب وسلاما لشخصك العزيز

أشكرك على حضورك الغالي
مجموعة من الرفيقات كنا نلتقي في مقهى عندما أزور الوطن فنستعيد أيام زمان، الآن تشتّتت هؤلاء الرفيقات في أنحاء العالم وأصبح البريد الإلكتروني هو الجامع
من خلال تواصلنا وذكرياتنا وجدت أن هناك ما يستحق أن أكتب عنه، وها هي المادة بين أياديكم الكريمة فشكرا للدعم
أتمنى لحضرتك وللعائلة الكريمة الصحة والعافية ودمتم بخير
تقديري


19 - أهلا بالأستاذة القديرة فاتن واصل
ليندا كبرييل ( 2023 / 5 / 19 - 17:15 )
أهلا بك يا عزيزتي الأستاذة القديرة فاتن واصل
أسعدني جدا حضورك وأرجو أن تعودي كما عهدناك كاتبة ومعلقة ناجحة ومؤثِّرة

عزيزتي
تلك الفترة المدرسيّة من شبابنا الأول كانت تتّسم بالعقول النابهة والملتفتة إلى أكثر أمور الحياة جدية
ابتهال الماركسية التي تشرّبت هذه العقيدة في عمر مبكّر متأثّرة بوالدها، وثلاثة من الرفيقات عضوات نشيطات في اتحاد الشباب الديموقراطي
كانت كل اجتماعاتنا تبدأ بالمزاح والضحك وتنتهي بمحاضرات من هذه الرفيقات اللواتي كنّ يسعين لجرّنا إلى صفوفهن
أما سعاد الناقمة على أبيها المزواج والمقتّر عليها وعلى والدتها فإن تجارب الحياة علّمتها وعلّمتنا أيضا بأحاديثها الشيقة ما غاب عنا ولا نعيشه في بيئتنا
تلك المرحلة من عمرنا كانت الحياة فيها مكشّرة صارمة ومع ذلك لم يخل الأمر من نماذج تسرّبت من هذا التجهّم وعاشت أياما سعيدة برفقة المغامرين الخمسة تختخ ورفاقه
ثم جاءتنا المرحلة التالية للأسف بالكآبة والإحباط واللامبالاة وانعدام الحريات تخيّم على مجتمعاتنا مع ما بدأنا نجنيه من انتكاسات سياسية

محبة واحتراما

اخر الافلام

.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء


.. ميقاتي ينفي تلقي حكومته رشوة أوروبية لإبقاء اللاجئين السوريي




.. بمشاركة قادة سياسيين.. آلاف الماليزيين يتظاهرون في العاصمة


.. وسائل إعلام إسرائيلية تتناول مخاوف نتنياهو من الاعتقال والحر




.. تونس.. مظاهرة في مدينة العامرة تدعو لاجلاء المهاجرين غير الن