الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربيع العرب وخريف الغضب 2 - 10

شكري شيخاني

2023 / 5 / 14
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


تتمة ما جاء في الحلقة الاولى من ربيع العرب وخريف الغضب.. في هذه الحلقة سنتحدث عن موضوع الشيعة والسنة في سوريا.
الشعوب الواعية والعاقلة التي وعت واستوعبت دروس التاريخ, وصلت لمفاهيم وآليات تتعلق بحس ادارة الاختلاف، ووضعت من الإستراتيجيات الممنهجة ما يضمن لها عدم دخول هذه الشعوب في نفق التجربة الطائفية المأساة من جديد، ونحن كشعوب فى المنطقة الإسلامية وبقومياتها المختلفة ما زلنا الى الان بعيدين عن الاستفادة من الخبرة الإنسانية العالمية الناجحة في تجاوز الشقاق وامكانية تحويله الى ود ومحبة والوصول إلى بر الوئام و الوفاق،ولابد ان نجد حلًّا شافيًا فى ضوء الخبرات العالمية يساعدنا فى تجاوز المعضلة الكارثية تحت تسمية الشيعي/ السني الذى يُمزق المنطقة؟

نعم ، لابد للعقول الناضجة والمفكرة من التحرك باتجاه تحييد كلا" من ايران وتركيا تحييدا" علميا" ومنطقيا" صارما" من الطريق .. فهناك مخزون حضاري عالمي فى تجاوز شعوب وأمم عديدة للأزمات الطائفية والعرقية عبر العديد من الإستراتيجيات الناجزة والمفيدة، والتي يمكن الاستنارة بها ونحن نفتِّش عن حلٍّ لأزمات العالم الإسلامي الطائفية، وفيما يلي عرض لأهم هذه الخطط:
ولا بد من اتباع إستراتيجية الحفر المعرفي :
والتى تعتمد على نقد الأفكار الانقسامية عند الطرفين نقدًا عميقًا، بحيث يصل النقد إلى الطبقات العميقة المتجذرة منذ العام 1500 والى الان وضرورة مناقشة هذه الأفكار في شكل تحليل دقيق وعميق، أقرب ما يمكن الى طريقة الطبيب النفسي في تعامله مع السجل النفسي للمريض وذلك من خلال الغوص في تفاصيل حياته اليومية وما صادفه من أحداث؛ أملًا في العثور على عقدة المرض، وبعدها يبدأ في وصف العلاج، منطلقًا من تفكيك هذه العقدة. وقد سبقتنا اوروبا بأشواط طويلة نحو هذا الهدف ..لقد استعملت أوروبا هذه الطريقة في تفكيك الأفكار التي عصفت بها في عصور ما قبل النهضة والحداثة، بحيث أصبح من العسير أن تجد الأفكار الانقسامية لها مؤيدين او انصار او حتى سوقًا أو رواجًا أ يدعمونها على مستوى الداخل الأوربي. وهنا لا أدعو الى استنساخ الحل الأوربي؛ بل هي دعوة لخلق حلول مبتكرة انطلاقًا من ثقافتنا وهويتنا القومية المتعددة والإسلامية؛ ولا بد ان يكون في الحسبان انه إذ ما زالت الأفكار الانقسامية تمتلك أنصارًا وحشودًا عند كلٍّ من السُّنَّة والشيعة، ولها القدرة على الفعل في العديد من الأرجاء الإسلامية، ولا يقتصر تأثير الأفكار الانقسامية على فصيل دون آخر ، أو طائفة دون أخرى، وفي رأي مهم جدا " لاحد الكتاب حيث يقول : الطرف السني ليس جسدًا واحدًا، ولا الطرف الشيعي جسد واحد، بل في حقيقة الأمر كلاهما منقسم إلى عدة تيارات، ومعرض ومرشح في نفس الوقت لعدة انقسامات جديدة، يعادى بعضها بعضًا أحيانًا.
فهذه الروح النقدية للأفكار الانقسامية في الأمة الإسلامية ما زالت خجولة ولا تشكل تيارًا عامًّا في جسد الحالة الثقافية الإسلامية؛ بل في كثير من الأحيان لا تتوفر لها منابر ثقافية للتعبير عن رؤيتها للأحداث الجارية .. ومن أولى مراحل علاج هذه الأفكار الطائفية القاتلة يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت