الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وساطة صينية لحل الخلافات بين باكستان وطالبان بشقيها الافغاني والباكستاني

هشام جمال داوود

2023 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تحاول الصين التوسط في حل عملي بين باكستان وطالبان الأفغانية لمعالجة قضية حظر حركة طالبان في باكستان او ما يعرف بـ(تحريك-طالبان).

إذ قام كل من وزير خارجية الصين والحكومة الأفغانية المؤقتة الذين زاروا إسلام أباد مؤخرا لعقد اجتماع ثلاثي لمناقشة الوضع الحالي في أفغانستان.
من بين القضايا المدرجة على جدول الأعمال هي الحواضن والأماكن الآمنة الإرهابية في أفغانستان، وفي الوقت الذي تشعر فيه أن باكستان بالقلق إزاء وجود تنظيم (تحريك-طالبان) والجماعات التابعة لها على أراضي افغانستان فإن الصين تريد من طالبان الأفغانية تحييد التهديد الذي تشكله حركة تركستان الشرقية الإسلامية المتواجدة أيضا على أراضي أفغانستان.
علاوة على ذلك تتمتع الصين بمصلحة اقتصادية خاصة في المنطقة حيث تنمو تجارة الصين مع أفغانستان بسرعة ولربما تصبح ثاني أكبر دولة تجارية مع أفغانستان في عام 2023 بعد باكستان وهو وضع يبشر بالخير لمواصلة عمل الممر الاقتصادي الصيني – الباكستاني والذي هو جزء من مبادرة الحزام والطريق إلى أفغانستان وضمن طريق الحرير.
الاتفاق على الحل العملي هذا هو تماما ما تسعى اليه الصين من اجل كسر حالة الجمود، لذلك اقترحت طالبان الأفغانية في وقت سابق نقل مقاتلي تحريك-طالبان من المناطق الحدودية الباكستانية لكنها طلبت من باكستان تحمل التكلفة، ويعتقد أن طالبان الأفغانية قدمت خطة مماثلة للصين لمعالجة قضية حركة تركستان الشرقية الإسلامية.
إن الصين حريصة (على مصلحتها قبل كل شيء) على ألا يغفل كلا الجانبين عن الصورة الأكبر أثناء معالجة قضية تحريك-طالبان وإن الصين لا تريد لهذه القضية أن تقوض العلاقات الثنائية بين البلدين وهو أمر من شأنه أن يضر بالاتصال الإقليمي بينهما.
في الأسبوع الماضي وخلال مؤتمر صحفي أعرب وزير الخارجية الصيني تشين غانغ عن أمله في أن تضع باكستان وأفغانستان في اعتباراتهما الصورة الأكبر وتحاول كل واحدة منهما حل القضايا بينهما من خلال الحوار والتشاور وأشار ايضاً إلى أن حكومة باكستان وطالبان الأفغانية يجب ألا تأخذ قضية تحريك-طالبان إلى نقطة اللاعودة.
وفي الوقت نفسه يعتقد أن حكومة طالبان الأفغانية تعمل على خطة لمعالجة المخاوف الصينية لأنها نقلت مقاتلي حركة تركستان الشرقية الإسلامية الذين يعتقد أنهم بالمئات من الحدود، لكن قضية تحريك-طالبان لا تزال تلوح في الأفق.
بعد تولي طالبان الحكم في أفغانستان كانت هناك توقعات في باكستان بأن قضية تحريك-طالبان سيتم التعامل معها مرة واحدة وإلى الأبد، وعندما سعت حكومة باكستان إلى اتخاذ إجراء ضد تحريك-طالبان توصلت طالبان الأفغانية بدلا من ذلك إلى اقتراح للتوسط في صفقة مع الأخيرة وقبلت إسلام أباد الاقتراح على مضض، وفي البداية أحرزت المحادثات تقدما خصوصاً عند إعلان تحريك-طالبان عن وقف إطلاق النار مقابل تحرير باكستان لبعض المسلحين التابعين لها كجزء من خطوات بناء الثقة.
سمحت باكستان لمئات مقاتلي تحريك-طالبان بإعادة التوطين في البلاد، ومع ذلك سرعان ما وقعت العملية في ورطة حيث بدأ هؤلاء المقاتلون العائدون في استهداف قوات الأمن.

علاوة على ذلك فإن الزيادة في هجمات تحريك-طالبان الإرهابية أجبرت القيادة المدنية والعسكرية الباكستانية على التخلي عن عملية السلام وقد اعترفت هاتين القيادتين الحاليتين وبشكل علني بأن سياسة السعي إلى السلام مع تحريك-طالبان كانت خاطئة، وعليه قررت الحكومة بأنها لن تسعى بعد الآن إلى إجراء محادثات سلام مع هذه الجماعة الإرهابية.
فاين هي مساعي الصين لح المشاكل؟ وهل سيكون لهذه التداعيات نتائج سلبية على طبيعة العلاقات بين الصين وباكستان؟
خصوصاً وان الصين لا يمكن لها الاستغناء عن أراضي باكستان لإكمال طريق الحرير.
في الحقيقة ان أي تدهور للعلاقات بين الحكومة الباكستانية وتحريك طالبان سيكون له اثراً سلبياً جدا على الامن داخل باكستان وهذا يمثل الكابوس الذي يقلق الصين دائما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -