الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من لا يعرف الروائي التونسي الكبير عامر بشة..أقول

محمد المحسن
كاتب

2023 / 5 / 15
الادب والفن


على هامش الإحتفاء بمولوده الإبداعي الجديد : "الكون الروائي..في تجربتي السردية.."

أكتب..وأقول :



"لا أكتب شيئاً بدون التحديق بعدّاد المجازفات الذي يحفر في المجهول.” (عامر بشة)


هي سيرة حياة مذهلة،اعتبرها اطول رواية كتبها،جبلها من ترابه ورصعها بفسيفساء متقنة اكتنه اسرارها وعبث بالوانها.
بدا لنا كذواقة يلتهم الزمن ويتأنى في تذوقه،ينافس نفسه بصدق وعناد،ويأبى لا ان يقلب حياته على جمر حارق.
احب الحياة كعاشقٍ ابدي مهما جانبت توقعاته،وانتصر دوماً على ضعفها وراودها عن اذيّته، وواجهها بملامح ونظرات جُبلت بالتحدي والسخرية والذكاء.
والحياة عنده قطار طويل وسكة ومحطات ولذة ارتحال...والكتابة عنده رحلة لا يرجو منها وصولاً ولا راحة..هي نسق حياة سبحة لا نهائية..ومحطات عديدة،وظل يُكمل بهجة الاستكشاف،يعاند الصعوبات،ويحوّل التعب الى ثمار،والثمار الى لذة..
هو روائي وقاص مثابر مُجدّد،يراهن على الكلمة وامداء وحيها،يصطفيها كميثاق خلاص، يرميها كنردٍ اكيد من ربحه او يناوشها كأفعى في جحرها.
إن التكامل الجمالي-في روايات الإبن البار لولاية صفاقس عامر بشة -يكمن في روح البناء الكلية من حيث الشفافية والعمق والتماسك الجمالي بين الأنساق،فثمة قيمة جمالية في الاندماج والتلاحم بين الأنساق الوصفية والمضافة،مما يرتد على إيقاع النص بشكل عام،لاسيما في العلاقات الجدلية التي تعطي جمالياتها على الشكل النسقي التضافري الذي تشكله الرواية.
إن خصوصية التجربة الروائية لدى عامر بشة تمتاز باكتنازها بالرؤى والدلالات المراوغة التي تباغت القارئ في مسارها النصي،وهذا يعني أن الحياكة الجمالية في روايات-عامر-حياكة فنية يطغى عليها الفكر التأملي والإحساس الوجودي،وكشف الواقع بمؤثراته جميعها..
إن البناء الجمالي في روايات عامر بشة-يرتكز على المخيلة الإبداعية،ومستوى استثارتها، الأمر الذي يؤدي إلى تكثيف الرؤى،وتحقيق متغيرها الجمالي.
ذهب في رواياته الى اقاصي العذاب كما الى اقاصي العشق،متقناً شهوة الاسترسال وبراعة الومض…يكتب ويكتب وكأن الكلمات تتوالد وتنساب بسعادة الى ناشره وبسهولة الى القارئ من اصابعه المتعرشة على قلم لا ينضب حبره.
لا يحاول-عامر بشة-أن يسترضي قارئه او يستميله او يمجّد ابطاله.هو يصافح البؤس البشري، ويروي سقوط الانسان في هاويته،ويفتح بجرأةٍ ستارة تفضح ما نوّد ان نخفي لإراحة ضمائرنا..
يكتب الحياة مشدداً على وجهها المُعتم كي يحتفي ببهائها المتعالي على التراب المُعّفر.
ختاما أقول : .مثل ساحر متمكّن يقود الروائي التونسي الكبير عامر بشة القارئ في كل رواية من رواياته،يقوده سيرا حيناً وركضا في الكثير من الأحيان.
نتابع الكلمات والأحداث بلهفة الفضول والحيرة ونلتهم الكلمات التهاما،ومن ثم لا نملك فرصة للهرب من فتنة سرده،منذ أول جملة في الرواية أو القصة،حتى آخر نقطة في آخر صفحة.لا نستطيع أن نهرب من فتنة حكاياته المتداخلة،حيث تتحول اللغة إلى مجرد أداة،وتصبح بالتالي مثل إزميل النحات أو فرشاة الرسام،ولا تكون محور الرواية،مثلما تعودنا من بعض الكتاب العرب الذين يهتمون باللغة وزركشتها على حساب الحكاية وأحداث الرواية.
سواء في القصة أو الرواية تكشف لنا أعمال المبدع عامر بشة،الكاتب التونسي أصيل جهة صفاقس (عاصمة الإقتصاد والنشاط التجاري) عن مدى قدرته على الانتفاع من معارفه الأدبية والثقافية والفكرية،بدون أن يسقط في نرجسية «ذات الكاتب»،التي تقول : «أنا موجود بالقوة».وإنما يستثمر كل ذخائره مراعيا حدود الجنس الأدبي،ومحافظا على الحس الجمالي والأثر الفني للعمل الأدبي.
سألته ذات يومي قائلا : نسيج نصك غني.يتعدد الرواة ومستويات السرد. كيف تنظر إلى التجريب ووظيفته وتبعاته؟
فأجابني جوابا مربكا :
“في-تقديري-الرواية تحمل أدواتها معها، ما يسمونه تجريباً ينبغي أن ينبع من رائحة النص وشخوصه، بل ينبغي أن توفر الحكاية سبباً للابتكارات فيها، وهكذا كانت نصوص التراث العربي، فالشكل التقني لألف ليلة وليلة يرتبط بظروف الرواة دائماً،والطبيعة الشخصية لأبي الفتح الإسكندري في مقامات الهمذاني يمنح سبباً لتكرار ظهورها، والفضاء المتخيل في «رسالة الغفران» أعطى شكلاً منسجماً لتنقلات النص، =ويبقى التجريب مفهوماً مضللاً في الكتابة الجديدة، فلم يعد شرطه تخليق عوالم خيالية،كما تقول قواميس النقّاد-وأنت واحد منهم-(قالها بإبتسامة عفوية)،لكنه مضمار تقديم علاقات حديثة مع الحياة المسرودة،وهذا شرط مفصلي يتعلق بنموذجنا العربي،فقد حدث من التفريط والتهويم والنسخ الشكلي ما ضيّع الواقعة وطرح الجزء التوثيقي في السرد،فاكتسب التجريب سمعته المتعالية التي لا تأبه بعلاقات الحياة ولا تقدّم صورة واضحة عنها،بينما تحتاج الرواية دائماً إلى إدارة ناجحة تضع التجريب في محله؛أو تضحي به لصالح قيمة إبداعية أخرى داخل النص.ولا يعدم التلويح بما يوفّره التجريب من دافعية مرحة نحو الكتابة..
في حالتي،لا أكتب شيئاً بدون التحديق بعدّاد المجازفات الذي يحفر في المجهول.”
هوذا الروائي التونسي السامق عامر بشة كما عرفته..وعرفته الساحة الأدبية بتونس و في أصقاع عربية كثيرة..
قبعتي..ياعامر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل


.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة




.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ