الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تِيقَّااااادْ

عبد الله خطوري

2023 / 5 / 15
الادب والفن


سيمُوحَنْد رجل من الجبال.يسكن مفازات الكهوف.يصنع بيديه مقاليعَ تقنص الذئاب بالحجارة.عيناه جَمرتان.نهاره صبر.ليلُه آشتعال.تهرول رجلاه في خمائل الأجمات تطاردان الزمنَ آلأغبرَ. يأكل النباتَ أخضرَ .. زوشن تيبي طاكزلت زَعْتَرَ (٢) .. يكرع ماء قيعان الغدران بخشاشه بزواحِفه .. لا يبالي .. كان سيمُوحَنْد حُرا يبصق الخرطوش كما آتفق يُسقط جواليق نحاس الفرنسيس المعصفر بيَحْموم السخام ينتشي يركل الزمن الأعسر يضرب على صدره بعنجهية مازيغية وراينية صائحا غير مبال .. هاااا تيقَّاااادْ .. يزأر في الفراغ المتقد يصخب يضحك .. كان سيموحند هزبرا إيزْمًا كان فهدا غيلاسًا (٣) شرسا كان إنسانا كان نبراسًا كان فرحانا ... أما الآن، فسيمُوحَنْد وحيد يحارب خرائط أكبر من جسده آلمحفور بآثار آلرصاص ببوقليبْ الأكحل بغْرُونَادْ نَابَّالْمْ .. الأشواك تنبت فوق الجماجم ورُفات العظام .. الشيح الحلفاء بوهيوف الجراد .. الريح تُعَرِي الأتربة فتظهر على البسيطة هياكل ورقاب ... وفي الخلاء، جنود يموتون بالجملة يُتْرَكون بلا قبور تأكلهم هوام وضباعٌ وطيور .. تيقاااادْ .. كانت الرؤوس مفلوقة تتطاير في سماء بلا سماء تطيش في العراء كلافتات عيد قميء .. سيموحند يحس بالشقاء بالغربة .. في النهار يزعق تيقَّاااادْ، وفي الليل يبكي، يعانق بندقيته الصدئة عوض حِضْن تلك التي تركها هناك في الجبل مسلوخة في جلدها ..تيقَّااادْ.. يُودِع نفايات بيولوجيته في خوذته المفرومة ثم يغسلها ببوله الحالك ليضع فيها طعام يومه الأغبر .. تمضي السنون تمضي الأيام تمضي الليالي .. يعاني لا يبالي .. يُلْقَى بما تبقى من عُمْر سيموحَنْدْ في غيابات جُب لانتريتْ (٤) جَدْب مقفر لا رواء فيه لا بلاسم لا دواء من عنت الحياة .. من عناءٍ لعناءٍ يسافر سيموحند يناور قماءة التقاعد المضني كما ناور لاندوشين طوليان لاليمان يقارع كوابيس الأحلام .. تيقااااد .. واحَدْ تْنَايَنْ وِيسْ تْلَاتَا يَانْ سِينْ كْرَاصْ سْمُوسْ (٥) .. هُوووفْ .. هذا ما كان مَا دَايَا .. الله يلعن بُو لَانتْرِيتْ الشهرْ مازالْ في بدايته عادْ قال آنَفَا وجْيابي يا بَعْدَا خْوَاوْ لُو كَانْ خَللِّيتْ بُوكْلِيبْ لَكْحَلْ ايديرْ ما يْديرْ فْ لَغْبَنْ دْ لَمْطَاعَسْ رَاسي قاسَحْ أنا مْشيتْ على سَعْدي نْكَافَحْ وهانا دابا وَحدي ما بينْ لَعْيادْ نَتْلَاوَحْ .. تيقاااادْ ايطَا دْوَازَتْشَا .. (٦)

☆إشارات :
١_تيقَّادْ:بالأمازيغية( تبًّا ..!!.. )
٢_زوشن تيبي طاكزلت زَعْتَرَ : نبتات جبلية
٣_إيزم : أسد
_غيلاس : هزبر
٤_لانتريت : التقاعد
٥_تْنَايَنْ وِيسْ تْلَاتَا يَانْ سِينْ كْرَاصْ سْمُوسْ : اثنان ثم ثلاثة أربعة خمسة الخ
٦_عادْ قال آنَفَا : بالكاد في بدايته
_وجْيابي يا بَعْدَا خْواوْ :جيوبي فارغة
_ لُو كَانْ خَللِّيتْ : لو أني تركتُ
_بُوكْلِيبْ لَكْحَلْ :الاعداء المقصود هنا المستعمر
_ايديرْ ما يْديرْ : يفعل فعله الشنيع
_فْ لَغْبَنْ دْ لَمْطَاعَسْ:في الأشقياء
_رَاسي قاسَحْ:رأسي عنيد
_أنا مْشيتْ على سَعْدي نْكَافَحْ:كافحتُ فرحا متحمسا الأعداء
_وهانا دابا وَحدي ما بينْ لَعْيادْ نتلاوَحْ :
وحدي الآن تالفا بين العباد
_تيقااااد ايطا دوازتشا : تبا اليوم وغدا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأملات - كيف نشأت اللغة؟ وما الفرق بين السب والشتم؟


.. انطلاق مهرجان -سماع- الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية




.. الفنانة أنغام تشعل مسرح مركز البحرين العالمي بأمسية غنائية ا


.. أون سيت - ‏احنا عايزين نتكلم عن شيريهان ..الملحن إيهاب عبد ا




.. سرقة على طريقة أفلام الآكشن.. شرطة أتلانتا تبحث عن لصين سرقا