الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهدنة

طلال حسن عبد الرحمن

2023 / 5 / 15
الادب والفن


" 1 "

بأمر الأسد , ملك الغابة , انطلق القرد في كل مكان، معلناَ بأعلى صوته : بمناسبة عيد ميلاد الملك ,تعلن الهدنه ليوم واحد , في جميع أنحاء الغابة , تبدأ يوم غد، من شروق الشمس حتى غروبها والموت لمن يخالف هذا الأمر .
في الحال , انطلق من جميع أنحاء الغابة ,أصوات مرتفعة تهلل فرحاً :
- هي ي ي ي.
- الهدنة غداً .
- فليحيا السلام .
- هدنة ..هدنة .. هدنة .

أصغى العصفور الصغير , الذي كان يقف في العش بجانب أمه , إلى القرد , ثم تساءل : هدنة ! ما الهدنة يا ماما ؟
فردت أمه قائلة :الهدنة هي أن نعيش بسلام مع الحدأة والثعلب والبومة.
وأغمض العصفور الصغير عينيه, وقال : آه هذا حلم .
وتنهدت الأم ,وقالت :نعم , إنه حلم .
وفتح العصفور الصغير عينيه , وقال فرحاً : ، وقد تحقق .
لكن أمه ردت عليه قائلة :حذار يا بني , فمثل هذا الحلم غالباً ما يكون خطراً.
هزّ الثعلب رأسه , وهو يقف أمام بيته , وقال مغتاظاً:هدنة ! يا للجنون .
وانطلق مسرعاً , وقال : عليّ أن أبحث عن طعام، إن الجوع ظالم , ولن يهادنني غدا.
انطلق الفهد وراء الغزالة بأقصى سرعته وهو
يقول : تمهلي يا عزيزتي .
وردت الغزالة دون أن تتمهل : تمهل أنت .
وهتف الفهد : يبدو أنك لم تسمعي بالهدنة بعد .
وصاحت الغزالة :الهدنة غداً.
وخاطبها الفهد لاهثاَ : ما ضرّ لو قدمناها قليلاً.
وردت الغزالة قائلة :حقاً , لا ضير بالنسبة لك , إلى اللقاء .
وتوقف الفهد متقطع الأنفاس , وهو يتابع الغزالة بعينيه الجائعتين , وقال : يا لروعة جسمها , ليتني آخذه بين مخالبي وأنيابي .
وتنهد متحسراً , ثم قال : آه والمصيبة أن يوم غد: هدنة.
توقف الذئب , حين رأى الحمل يرعى وحده في المرج, وقال في نفسه : فرصة من لحم , وأي لحم .
وتأهب للانقضاض على الحمل قائلاً : فالأسرع .. قبل أن ..
وهنا ارتفع نباح من مكان قريب : عو عو عو .
وجمد الذئب متمتماَ :ضاع اللحم .
وأقبل الكلب , فرفع الحمل رأسه إليه , وقال : مرحباً
يا صديقي , تفضل .
وابتسم الكلب , فقال الحمل معتذراً: آه عفواً , فاتني أنك لست نباتياً مثلي .
وتلفت الكلب حوله متشمماً , ثم قال : أشم رائحة ذئب وتراجع الحمل مرعوباً , وقال : يا ويلي .
وتساءل الحمل خائفاَ : ذئب !
ورد الكلب : لقد أذقته ذات مرة طعم أنيابي .
وانسل الذئب من مكانه , ثم أطلق سيقانه للريح ,وهو يقول : وكدت أموت .
ووقف الكلب يتشمم ما حوله , ثم قال : اللعين , كان هنا، لابد أنه أراد أن يحتاط ليوم الهدنة .ً

بعد أن أنجز القرد مهمته , عاد مع الغروب إلى العرين , ودخل على الملك , وانحنى له وقال : مولاي , أعلنت باسمكم في كل مكان من الغابة ,قرار الهدنة ,وقد فرح الجميع بذلك .

والتفت الملك إلى من كان معه في العرين ,وكان بينهم النمر والدب واللبوة ,وقال :حسن , هذه الهدنة إنجاز تاريخي كبير , وهي المبادرة الأولى من نوعها في الغابة , وقد نجعلها هدنة دائمة .
ثم خاطب النمر قائلاً : منذ فجر الغد , أريدك أن تراقب تنفيذ القرار ,وأن تأتيني بكل مخالف , مهما كان , وسيلقى جزاءه العادل .
وانحنى النمر قائلاً:أمر مولاي .
ووقف الأسد , وقال بلهجة خطابية : أعزائي , ستشرق الشمس غداً على يوم لم تشهد الغابة له مثيلاً من قبل، فإلى الغد .











" 2 "

استيقظ الثعلب مبكراً , وبطنه تقرقر من الجوع ، فهب من مكانه قائلاً : الهدنة ستبدأ بعد قليل , وسأموت من الجوع إذا لم أجد فريسة آكلها .
وانطلق مسرعاً , يبحث هنا وهناك ,عما يسد به جوعه , وخفق قلبه فرحاً, حين رأى قشور بيض, تحت إحدى الأشجار.ورفع رأسه , وإذا حمامة بيضاء تطل عليه من عشها ,فلوح لها , وحياها قائلاً: صباح الخير يا عزيزتي .
فردت الحمامة بشيء من السخرية:الثعلب ! أهلاً..أهلا .
وتغاضى الثعلب عن سخريتها وقال :انزلي , ودعينا نتجول معاً.
فردت الحمامة قائلة :لكن الشمس لم تشرق بعد .
وتظاهر الثعلب بالتأثر , وقال :عزيزتي , لا تكوني سيئة الظن هكذا .
واحتضنت الحمامة صغارها , وقالت : إنني أريد أن أرى يوم الهدنة .
وهتف الثعلب : هذا يوم الهدنة .
وردت الحمامة ,وهي تتراجع بصغارها إلى نهاية العش : نعم , هذا يوم الهدنة, ولكن ليس قبل أن تشرق الشمس .
ومضى الثعلب مبتعداً , وهو يدمدم : اللعنة , لم أحظ بأي طعام ، كيف سأقضي هذا اليوم بطوله .
وتوقف مرعوباً , حين سمع النمر يصيح به :أيها الثعلب .
وألتفت الثعلب إليه , وقال : نعم سيدي .
وحدجه النمر بنظرة صارمة , وقال :لا تنس ,اليوم هدنة .
فطامن الثعلب رأسه , وقال : لن أنسى يا سيدي .
ومضى النمر مبتعداً, فدمدم الثعلب :هدنة ! يبدو أن هذا الأسد اللعين قد خرف .
وتراءى له الذئب , فانطلق مسرعاً , وهو يقول : لن ينجدني اليوم سوى الذئب , فلأبحث عنه .

أطلت الشمس من وراء الأفق , ومع إطلالتها انطلقت من جميع أرجاء الغابة , أصوات مرتفعة تهلل فرحاً :
- هدنة ..هدنة .. هدنة .
- لقد بدأت الهدنة .
- فلنخرج جميعاً , ونتجول في أمان .
- غنوا للسلام , فالجميع اليوم أخوة .
- أخوة ..أمن .. سلام .
توقف الثعلب مذهولاً , حين رأى الفهد والغزالة يسيران جنباً إلى جنب , وهما يتحدثان .
قال الفهد :عزيزتي .
وردت الغزالة :عزيزي.
ومال الفهد عليها ,وقال :لا أجمل منك , وأنت تركضين كالريح .
وتطلعت الغزالة إليه , وقالت : وأنت لا تقل عني سرعة في الركض .
واقترب الثعلب منها قائلاً : الله ..الله .
وتوقفت الغزالة وقالت : الثعلب .
وتوقف الفهد أيضاً , وقال : أهلاً أيها العزيز .
ونظر الثعلب إليه , وقال أعرفك صريحاً وذواقاً .
وتنهدت الغزالة قائلة : الثعلب يتكلم .
ورد الفهد : لا ضير , ليتكلم .
واستطرد الثعلب : ليتك تقول لي رأيك في لحم الغزلان .
ورمق الفهد الغزالة بنظرة خاطفة , وقال : لذيذ .
وجفلت الغزالة متسائلة : ماذا!
فقهقه الفهد قائلاًَ: لا تخافي يا عزيزتي , لم أنسَ الهدنة .
وعبس الثعلب مدمدماً : الهدنة ؟
ومضى الفهد والغزالة , يسيران جنباً إلى جنب , وهما يتحدثان .
قال الفهد : عزيزتي .
وردت الغزالة : عزيزي .
وتابعهما الثعلب بنظرة مغتاظة , وقال : فهد أحمق , سأموت اليوم من الجوع .
وتلفت حوله قائلاً :هذا الذئب اللعين , أين اختفى

اتسعت عينا الثعلب شرهاً , وسال لعابه , عندما لمح الحمل من بعيد, يرعى وحده في المرج . وانطلق كالسهم، لكنه بدل أن يتجه نحو الحمل , مضى يبحث عن الذئب . وسرعان ما عثر عليه , يغط في نوم عميق، تحت إحدى الأشجار . فخفّ إليه ,
وأخذ يهزه قائلاً: انهض أيها الذئب .. انهض .. انهض .
ورد الذئب , دون أن يفتح عينيه : دعني , أريد أن أبقى اليوم نائماً .
وقال الثعلب بنبرة إغراء : عفواَ , ظننت أنك جائع .
ومرة ثانية , رد الذئب , دون أن يفتح عينيه : جائع أو غير جائع , اليوم هدنة , والقنص ممنوع .
ومال الثعلب عليه متسائلاً: حتى قنص الحمل ؟
وفتح الذئب عينيه واعتدل قائلاً :الحمل !
فرد الثعلب : نعم , تعال معي .
ووقف الذئب , وقال مترددا ً: لكن اليوم ..
فأطبق الثعلب على يده , وجره قائلاَ: تعال .. تعال.
توقف الثعلب بالذئب , عند طرف المرج , وأشار إلى الحمل , الذي كان يرعى وحده , وقال : أنظر .
ونظر الذئب إلى الحمل متمتماً : آه .
والتفت الثعلب إليه , وقال : هيا , أنت مثلي , جائع .
ورد الذئب متردداً : نعم , جائع جداً , لكن لا , لا .
ورفع الحمل رأسه , ورأى الذئب والثعلب ينظران إليه , وبدل أن يتملكه الخوف , ويلوذ بالفرار, اتجه نحوهما , وهو يقول بشيء من السخرية :أهلاً .. أهلاً .. أهلاً .
وابتسم الثعلب بمكر , وقال : أهلاً بك , تبدو اليوم مرتاحاً .
وتوقف الحمل على مقربة منهما , وقال : ومطمئناً أيضاً.
وتأوه الذئب قائلاً : آه .. الهدنة .
ورمق الثعلب الذئب بنظرة خاطفة , ثم خاطب الحمل قائلاً :كل يا عزيزي هنيئاً مريئاً , وأكتنز لحماً .
وتأوه الذئب ثانية : أوه .. آآي .
ومال الثعلب على الحمل , وقال : الذئب المسكين .. جائع .
ورد الحمل :العشب كثير , ليأكل حتى يشبع .
واحتد الذئب , وقال غاضباً : امض ِ من هنا , امض وإلا..
لم يمض ِ الحمل , وإنما خاطب الذئب محذراً : لا تنس , اليوم هدنة .
ودمدم الذئب من بين أنيابه : هدنة ..هدنة .. آه من هذه الهدنة .
ومال الثعلب عليه وهمس مغتاظاً :نحن وحدنا .. هيا .
وصاح الذئب بالحمل , دون أن يلتفت إلى الثعلب :مض.ِ .امض ِ .
ومضى الحمل ملوحاً للذئب , وهو يقول : إلى اللقاء .
ومد الثعلب يده منفعلاً , ودفع الذئب باتجاه الحمل , وقال : أيها الأحمق , سيفلت منا .
وأمسك الذئب بيد الثعلب , وأبعده بغضب , وقال : دعني وإلا مزقتك .
وتراجع الثعلب قائلاً : أنت جبان .
ثم أسرع نحو الحمل , مكشراً عن أنيابه , وهو يقول : سأهاجمه بنفسي , وليكن ما يكون .
وأطلق الحمل سيقانه للريح صائحاً : النجدة ..النجدة .. النجدة .
وهنا برز النمر من بين الأشجار , وصاح بالثعلب : توقف .
وتوقف الثعلب مرعوباً : آآآ.
وأقترب النمر منه , وقال : أيها المجرم , لقد خرقت الهدنة .
وحاول الثعلب عبثاً أن يبتسم , وهو يقول : صدقني , إنه مجرد مزاح .
فأطبق النمر على يده , وقال : هيا , تعال , وقل هذا لمليكنا الأسد .
وانقاد الثعلب للنمر منهاراً , وهو يتمتم : يا ويلي , الأسد؟



" 3 "

دخل النمر العرين , وألقى بالثعلب عند قدمي الأسد , وقال : مولاي , هذا الثعلب اللعين خرق الهدنة , وكاد يفترس الحمل .
وتداعى الثعلب وقال متوسلاً : سامحني يا مولاي .
ورمق الأسد اللبوة والقرد بنظرة خاطفة ، وقال : القرار واضح.
ونهض القرد ، وقال : وقد أعلنته ، باسم الملك ، في كل مكان .
ورفع الثعلب عينيه إلى الملك ، وقال : هذه آخر مرة ، يا مولاي .
فرد الملك قائلاً : فعلاً هذه آخر مرة .
واتسعت عينا الثعلب رعباً ، وتمتم : مولاي .
وأشار الملك للفهد ، وقال : خذه .
وجثا الثعلب أمام الملك ، وقال متوسلاً : الرحمة يا مولاي .
واستطرد الملك ، دون أن يلتفت إلى الثعلب : ضعه في القفص ، سأحاكمه بعد الغروب .
وأمسك الفهد بالثعلب قائلاً : أمر مولاي .
وقال الثعلب متوسلاً : مولاي ، أرجوك ، حاكمني الآن .
فرد الملك قائلاً : كلا ، إنني الآن جائـع .. آآ .. أعني متعب .
ثم أشار للفهد ، وقال : هيا خذه .
وأخذ الفهد الثعلب ، وجره إلى خارج العرين .
ونهض الملك ، وقال بصوت متعب : أعتقد أن الهدنة .. عمل تاريخي .. فعلاً .
وهنا دخل حمار فتي مكتنز ، فرمق الملك اللبوة ، وقال : أخبريني ، ماذا أكلت البارحة ؟
فردت اللبوة : حماراً .
وأشار الملك للحمار ، وقال : تعال .
واقترب الحمار من الملك فرحاً ، وقال : مولاي .
ومال الأسد عليه ، وقال متسائلاً : عندما تجوع ، ماذا تفعل ؟
وابتسم الحمار ببلاهة ، وقال : آكل يا مولاي .
وحدق الملك فيه ، وقال : إنني جائع .
فرد الحمار قائلاً : كل إذن يا مولاي .
وراقبت اللبوة الأسد ، وقالت في نفسها : سينقض قراره التاريخي .
ومال الملك على الحمار ، وقال : يبدو أنني سأعمل برأيك هذه المرة .
فقال الحمار فرحاً : هذا شرف لي يا مولاي .
وأشار الملك له ، وقال : تعال ، إذن .
وجمد الحمار مرعوباً ، وقال : مووو.. لاي .
وخاطبت اللبوة الأسد قائلة : الهدنة ، لا تنسها .
وتطلع الأسد إليها ، وقال : إنني جائع .
فردت اللبوة : الشمس لم تغب بعد . والتفت الملك إلى القرد ، وقال : أيها القرد ، اذهب وأعلن ، أن الشمس قد غربت .
ونهض القرد ، وقال متردداً : لكن الشمس يا مولاي لم ..
فصاح الأسد غاضباً : هيا .
وأسرع القرد إلى الخارج ، وهو يقول : أمر مولاي .
وعلى الفور ، انطلق الحمار إلى الخارج مولولاً : يا ويلي ، انتهت الهدنة .
والتفتت اللبوة إلى الملك ، وقالت : لقد هرب الحمار .
فرد الملك قائلاً : لا بأس لدينا مجرم ، سأحاكمه بعد غروب الشمس ، وسآكله الآن .
انطلق القرد في كل مكان ، معلناً بأعلى صوته : بيان هام ، بأمر الملك ، نعلن أن الشمس قد غربت ، وأن الهدنة قد انتهت .

وفي الحال ، انطلقت أصوات من جميع أنحاء الغابة ، تصيح قلقة حائرة :
ـ الهدنة انتهت !
ـ لكن اليوم لم ينتهِ .
ـ يا للأسف لقد انتهى الحلم .

استبد الرعب بالثعلب ، وراح يدور قلقاً مفكراً ، داخل القفص ، وهو يقول : يا إلهي ، هذا الأسد اللعين سيأكلني، وبدون محاكمة ، إنني أعرفه ، لابد أن أبحث عن منفذ للخلاص وإلا .. .
ما إن سمعت الغزالة القرد ، يعلن انتهاء الهدنة ، حتى انتفضت من جانب الفهد ، وأطلقت سيقانها للريح . فهتف بها الفهد : مهلاً يا عزيزتي ، مازال لدي ما أقوله لك ..
لكن الغزالة لم تتمهل ، وواصلت فرارها قائلة : أجّل هذا للهدنة القادمة .
وعلى الفور ، انطلق الفهد في أثرها ، وهو يقول : قال جدي ، لا تؤجل قنص اليوم إلى الغد .
تناهى إلى الحمل ، وهو يرعى وحده في المرج ، صوت القرد قادماً من بعيد ، يعلن انتهاء الهدنة ، فتوقف عن الرعي ، وقال خائفاً : الهدنة انتهت ! يا إلهي ، إنني بعيد عن البيت ، وصديقي الكلب .. .
وصمت مرعوباً ، حين سمع حركة بين الأشجار ، وتلفت حوله ، وقال : لا بد أنه الذئب ، ومعه رفيقه الثعلب ، سينتقمان مني إذا وجداني هنا ، فلأهرب قبل فوات الأوان .
وحالما هرب الحمل ، أقبل الذئب يتشمم الأرض أيضاً .
قال الذئب في نفسه : آه إنه هو .
وقال الكلب في نفسه أيضاً : هذه رائحته .
وارتطم أحدهما بالآخر في منتصف المرج ، وانتفضا مذهولين. وما أن تبين أحدهما الآخر ، حتى صاحا معاً : أهو أنت !
وأطلق الذئب سيقانه للريح قائلاً : أنت لعنتني . وأسرع الكلب في إثره ، وهو يقول : ولن تفلت مني .
خرج الملك من العرين ، متجهاً نحو القفص ، يتبعه القرد ، وقال : حانت ساعة القصاص ، سأنفذ الحكم بالثعلب .
وتطلع القرد إلى الملك ، وقال متردداً : لكنك لم تحاكمه بعد يا مولاي .
فرد الملك منزعجاً : سأحاكمه ،سأحاكمه بعد غروب الشمس .. .
وتوقف الملك مذهولاً أمام القفص ، وقال : أين هذا اللعين ؟ آه لقد فتح الباب وهرب .
واقترب القرد منه ، وقال مواسياً : ليهرب يا مولاي ، إنه لا يستحق أن يدخل التاريخ على يدك ، في مثل هذا اليوم الخالد .
فرد الملك قائلاً : لعلك على حق .
وبلهجة خطابية ، قال القرد : مولاي ، هذا يوم تاريخي ، ستذكره الأجيال القادمة بكل .. .
وقاطعه الملك قائلاً ، وهو يمضي مبتعداً عن القفص : نعم ، يوم تاريخي ، لكن لن أكرره ثانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب


.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس




.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد


.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد




.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد