الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية ( هروب . . بين المضيقين ) / الجزء 20 والاخير - من اعمالي الروائية الاخيرة 2020م غير المنشورة

أمين أحمد ثابت

2023 / 5 / 15
الادب والفن


قدمتا عربة توزيع الوجبة الغذائية المعدة للدرجة الاولى ووراءها مباشرة بعشرة دقائق تمر عربة توزيع العصائر والمشروبات الروحية المجانية لكون الرحلة خاصة بغير اليمنيين ولنيل سمعة طيبة لليمنية عند مشاهير الفن السوري – تناولت وجبة ارز بالسمك و . . استأذنت بتهذيب تام إذا كان ممكنا نيل اخرى . . ارز بلحم الضأن ، احتفظت بها ساخنة معي اتناولها بعد وصولي ساحة المرجأ . . وأكون وفرت وجبة المساء والعشاء ، خلال تناول وجبتي – كان جميع الركاب يتناولون الوجبة بنهم ويطلبون غيرها لأكثر من مرة ، يبدو أن بهجة الفنانين بآخر ليلة في القاهرة قد واصلوا تناول المشروبات الروحية . . وصولا الى صالة المغادرة . . مما سبب لديهم حالة من الشعور بالجوع ، خاصة وأن كل ركاب الطائرة منهم ، لا يوجد غرباء بجنسيات اخرى . . تفرض عليهم وضع الحسابات لسمعتهم وسمعة بلدهم – حفل وقت تناول الغذاء بصمت ساكن . . يتماثل ووقت القيلولة التي دخل اثناءها الركاب في غفوة نوم سريعة ، كان كما لو انه وقت مستقطع من كامل الرحلة بدءا من لحظة الاقلاع وحتى وقوف المحرك على ارض مطار دمشق ، التي لونت بحالة من فوضى الانتشاء في الاحاديث وتنقل الافراد والضحك بقهقهة . . إضافة الى بعض المزاح الضاحك . . هنا وهناك – ماذا تحب تشرب – سألتني المضيفة بلطف ، كنت قد أدرت بصري في الاتجاهات المختلفة من المقاعد المحيط بي ، رأيتهم يطلبون مختلف انواع المشروبات الروحية المسكوبة الحمراء وغيرها إلى جانب علبة بيرة اسكتلندي وكأس نبيذ احمر غير محلى أو زجاجتين اصبع صغيرة من الويسكي . . مع كأس بن ثقيل ويفضل إذا كان يمنيا . . يتم تعاطيه اولا بعد الوجبة وزجاجة ماء ، كانت طلباتهم تلبى بأريحية دون تحرج أو تململ من المضيفة ، بل كانت السعادة تغمرها عند تلبية الطلبات – دون تردد وبتثاقل مماثل ما رأيته في سلوك دريد والمخرج ونهاد قلعي وغيرهم المحافظين على ظهورهم الدبلوماسي وسلوك الاتيكيت الرصين . . طلبت كأس بن وزجاجة ماء وكأسي نبيذ وبراندي مما يصب . . إذا لم يكن هناك مانع . . اصبعين من الزجاجات – ارتشفت البن بتأني وقليلا من الماء ، وضعت الاصبعين في جيب البالطو الذي ارتديه . . استخدمهما في راحتي بعد الوصول الى الفندق واخذ دشا دافئا قبل ذهابي الى الصالحية . . .

دار حديث بيني ونهاد قلعي وبعد التعارف . . إذا ما حضرت فلم التقرير وعن الدراما السورية ، سحب تعريفه بي بحفاوة مع من عدد من الاخرين الجالسين في المقعدين خلفنا والمقاعد الاربعة المتتابعة الموازية لمقاعدنا ، كان دريد لحام جالسا على مقعد منها – كانت الحفاوة بي منقطعة النظير ، حين وجدوا لدي ثقافة سينمائية تحليلية وناقدة فنيا وجماليا بالمقارنة بين السينما العالمية والعربية ، عزمت على اكثر من كأس من مشروباتهم الخاصة المعتقة المخرجة من اكثر من حقيبة سمسونيت ، اخذت كأسا لمرة واحدة اكراما وتقديرا لهم وسعادتي بلقائهم . . مع الاعتذار بحاجتي أن اصل مطار دمشق دون أن يظهر علي اثار المشروب ، خاصة وانا ازورها لأول مرة – اخذتنا الاحاديث وعن اليمن الى ما يقارب الساعة والنصف من بعد تحليق الطائرة مبتعدة عن مطار القاهرة بعشرين دقيقة ، بعدها انطفأ الحس لذهاب الكثير في اخذ قيلولة قبل الوصول الى مطار دمشق – تناولت ببطء كأس النبيذ الذي طلبته سابقا ولم اتناوله من ذلك الوقت ، فردت الصحف المصرية الصادرة لهذا اليوم ، كانت الصفحة الاولى في الاهرام تحمل الخبر الرئيسي ببرواز خاص . . القبض على خلية سرية من ثلاثين شخصا من جنسيات مختلفة ، يتزعمهم الدكتور عبدالمنعم تليمة . . كان المخطط لعمل لحالة انقلاب بعد اثارة الفوضى في مصر – صعقني الخبر ، فتحت الجرائد الاخرى في صفحتها الاولى . . لأجد ذات الخبر تصدرها مع مقالات تحليلية في الداخل عنه ، انتقلت الى صحيفة الاهالي المصرية في صفحتها الاولى نشر ذات الخبر ولكن بصياغة مختلفة ، القبض على استاذ الادب العربي في جامعة القاهرة الدكتور عبدالمنعم تليمة وثلاثين شخصا آخرين بتهمة الانتماء لتنظيم ثوري سري . . كان يشرع لعمل انقلاب على نظام الحكم ، ولم اجد إلا مقالا ركنيا في الصفحة الاخيرة يتحدث عن الخبر ، عن اتهام تلفيقي لغرض التعريض بسمعة الدكتور تليمة والاخرين ، والذي يعد من المحاولات البائسة لتكميم الافواه وقمع الحريات – اغلقت الصحف بعد مسحها لقراءة ما كتب عن الخبر من تحليلات فقط – الان ادركت ان تلك الاحاسيس التي كنت تعاني منها بوجود متابعات راصدة لتحركاتك . . وسخر الكثير منك ب . . بكونها اوهام لا أكثر ، وانك تبالغ في اعطاء نفسك درجة من الاهمية والخطورة . . اكبر من حقيقتك بآلاف المرات – آخرها ما جرى معك في مطار القاهرة – اليوم سيكتشف من كان يقول لك بأنك متوهم . . سيكتشف جميعهم انهم لم يكونوا يعون الامور جيدا و . . أنك كنت محقا – انزاحت غمة ظلت تعلق داخلك وتطحنك . . واستبشرت خيرا فيما سيأتي - لم يكن جنوني لسرعة مغادرة القاهرة إلا لحدس ينذرني بوقوعي في كارثة تودي بي . . .

غفوت برهة وعلى صوت المضيفة تنبهت – نحن نحلق الان في الاجواء السورية وسيكون الهبوط في مطار دمشق بعد عشرين إلى خمسة وعشرين دقيقة تقريبا ، على الركاب المسافرين تجهيز حاجاتهم وعدم نسيان شيء – اسرعت بحزم اغراضي بعد اخلائها من الخانة التي كانت موضوعة داخلها ، عاد المرج مجددا بشكل اقوى مما كان عليه بعد صحيان الاخرين من غفوته والاستعداد للوصول الى ارض الوطن ، انشغل مضيفي الطائرة ورجال الامن الثلاثة لمسألة وجودي ، وذلك في موجة من التقاط الصور مع مختلف الفنانين ، فرديا مع دريد . . صباح الجزائرية التي وسمت بخفة روح خلال الرحلة و . . ابو عنتر ونهاد قلعي وغيرهم – كان يبدو عليهم بكروشهم البارزة عن بدلاتهم بشرب كميات غير قليلة من الخمور تفاعلا لوجودهم مع الفنانين الكبار ، وخاصة بوجود عدد لا بأس به من الاناث الجميلات من الفنانات المشهورات ومن الصف الثاني والملحقات بالطواقم الفنية للفلم – بعد اعلان ربط الاحزمة استعدادا للهبوط ، مع تحيات القبطان وطاقم الطائرة وطيران الخطوط الجوية اليمنية لفنانين العرب العمالقة ، نتمنى أن تكونوا قضيتم معنا وقتا ممتعا وناسف عن أي تقصير – حين لمست عجلات الطائرة ارض المطار وما زالت تئن من سرعة دورانها تحت تأثير القصور الذاتي من سرعة الهبوط على المدرج ، كانت التحركات تنتشر في كل مواضع من الطائرة ، تحركت خلسة مع اخرين الى موضع مقاعد الدرجة الاولى ، تركنت بينهم . . متحركا بانغمار وسط من كانوا قريبين من بوابة الطائرة ، لم يكن متنبها لي في انتقالي – إذا ما كان هناك امرا مخفيا . . مكلف به الثلاثي الامني – ربما مثل ما هو ملازم لعقليتهم بكوني يمنيا اشعر بقلة القدر امام كبار الفنانين المشهورين ، فلن اتحرك إلا في نهاية ما تبقى من سبلة طاقم الفريق البسطاء – ما أن فتح باب الطائرة ووضع سلم النزول وخروج كابتن الطائرة ومساعده إلى اعلى سلم الطائرة لوداع الوفد الفني – كان قد اعلن أن الطائرة بعد نزول الركاب ستعود مباشرة الى القاهرة دون توقف ، ولذا لم تطفأ المحركات – تسحبت مع المجوعة الاولى المتوجهة الى باب مغادرة الطائرة ، تسللت منتقلا بينهم حتى كنت خلف اثنين منهم في مقدمة المغادرين للطائرة ، منتظران اذن النزول ، احنيت رأسي بشدة لأكون شبه مخفي ، ما أن رأيت طرف السلم و . . المضيفة تهنيء بسلامة الوصول والبدء في نزول الركاب بالترتيب ممن كانوا في القمرة الاولى . . ولم تنهي كلامها . . نظرت باستراق الى الوراء ، كان ثلاثي الامن يمشطون تجمعات الركاب الواقفين في انتظار التحرك لمغادرة الطائرة ، كانوا يبحثون عن شيء بقلق ، كما لو انسل من بين ايديهم وتاه في الفراغ ، رأيت واحدا يشير نحوي في مقدمة الركاب القريبين للنزول ، تحركا اثنان ملوحين بإشارات متبادلة مع المضيف والمضيفات ، هرولت راكضا متجاوزا من كانا امامي وابعاد يدي المضيف وصوت المضيفتين . . الذين كانوا يحاولون ايقافي عن النزول إلا بعد مغادرة الضيوف – كانت ضجة في ملاحقتي على سلم النزول . . استنفر جماعة اشبه بالكوماندوس من امن المطار هرعوا في اتجاه سلم الطائرة ، كان ما يحدث غير طبيعي . . يستدعي سرعة ردة الفعل لهذا الطارئ الفجائي – نزلت باركا بيدي وركبتي على ارض المطار ، تحمدت الله كثيرا . . فلم اعد خاضعا لقبضة نظام دولة شمال اليمن . . بل في مسئولية الدولة السورية ، احاطا بي اثنان من الوحدات الخاصة الذين قدموا ، اخذاني الى غرفة زجاجية خاصة بعد ما عبرنا صالة الوصول ، رأيت الوفد الفني يتحركون بسلاسة من ممر ات مكتب الجوازات متجهين الى صالة استقبال العفش ، كان هناك منهم من كان ينظر تجاهي بفضول واخرين يومئون برؤوسهم توديعا لي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي