الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( 2 ) تركيا . . ودورة الإعادة لانتخابات الرئاسة - المرحلة الخطرة

أمين أحمد ثابت

2023 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


إلحاقا بالجزء الاول من موضوعنا حول حمى المواجهة على انتخابات الرئاسة في تركيا ، التي خرجت النتائج المعلنة عنها رسميا مخالفة لما توقعنا به في منشورنا السابق . . كحقيقة صناديق بأن لا يحسم السباق من الدورة الانتخابية الاولى لتمديده الى دورة الإعادة الثانية – والأمر طبيعي أن لا تثبت رؤيتنا وحتى في تقدير النسبة المئوية . . فنحن لسنا بسحرة او ضاربي الودع او الرمل ، كما ولم نبني افتراضنا على تحليل مجرد لإحصائيات رقمية مسبقة – وللحقيقة التي لا يعرفها القارئ أني اكتب مباشرة موضوعي وانشره بذات اللحظة عند الانتهاء منه دون مراجعة لسوء خط النت معي بين انعدام فتح صفحتي كنوع من الحظر وبين تعليقها وعدم قابليتها للنشر . . واعترف بضعف خبرتي بالتعامل مع التكنولوجيا المعاصرة للاتصالات – حيث اكتشفت بعد النشر مباشرة وقراءتي للموضوع اني سجلت معدل النسبة المئوية للفوز بشكل خاطئ غير ما كان محددا في ذهني ، والتي كانت مقدرة بين 54-58% - وعموما ليس الامر هنا ، وإن كانت النتائج الاولية التي خرجت لأردوغان قدرت ب 54% ثم تم تعديلها بعد اعادة التصحيح للنتائج .
طبعا لست هنا لأكون ساذجا للدفاع المراهق عن تثبيت ما توقعت به ( حسم انتخابات الرئاسة في الدورة الاولى ومعدل النسبة المئوية المتوقعة لفوز اردوغان ) – فمعلن النتائج الرسمي هو الحقيقة الثابتة عن مفرز الاصوات ، خاصة وأن جميع المتنافسين والمراقبين اكدوا سلامة ونزاهة تلك العملية الجارية وصدق النتائج الخارجة عنها لكن ما دفعني لكتابة هذا الجزء الملحق – ولكن ما دفعني عودة لكتابة هذا الجزء الثاني الملحق لما رأيته عند من قيم الموضوع من القراء – طبعا لكل قارئ قناعته وتقديره – لكنه يظل لي الحق لتبيان ما لم يكن واضحا لمثل هؤلاء الاصدقاء المقيمين ، فلم يكن مهما لهم التجرد عن الطابع العربي للعقل ( العاطفي والانفعالي المتعجل ) بموقف مسبق للقناعة الذاتية تجاه العملية الانتخابية تلك - وهي مثيل مقابل لذوي العقل العاطفي المتعصب يمينا – حيث أن طبيعة غالبية اعضاء مريدي موقعنا العزيز هذا من جماعة اليسار الذي انا منهم – حيث تسيطر على عقولهم حمية اليسار العاطفي بعدم القبول التفكر والقبول لتوقعنا بفوز اردوغان ، لكونه يمثل نموذج اعادة ( رجعية ) لنظام الحكم في تركيا ، حيث يرجعه الى حكم ديكتاتورية الفرد كتقليص للنهج الديمقراطي والعلمانية التي خطها اتاتورك لنهج الدولة بارتدادها الى الاسلام – بينما اجلوا يطرح اعادة تحرير تركيا من الاسلام وتغيير النظام الرئاسي الى البرلماني مجددا كمنع لتحكم فرد واحد بطبيعة الدولة والنظام وبشكل دستوري - وهو امر نعرفه جميعنا بعالمية النهج اليساري المعادي للرجعية بكل اصولها وصورها – لكن ما يغيب عن اذهان هؤلاء الرفاق ( العرب ) انهم بناء على الاوهام الدون كيشوتية لم يلتقطوا جوهر ما اردنا الذهاب إليه – ابعد من الانتخابات ونسبة الفائز – وهو جوهر بنى على تجرد ذاتي اولا عن أي تحيز يؤثر علينا مسبقا وثانيا أنه بني على استقراء بروح عالمية ( راهنة ومستقبلية ) لكل شعوب بلدان الارض ومن خلال الانتخابات لشغل منصب الرئيس لتركيا للخمس السنوات القادمة – فما يتناساه او لا يحظر في ذهن غالبية من اليساريين بوجود ما نعرفه ب ( اوهام اليسار او توهماته ) كمقابل ل . . ( اوهام اليمين وتوهماته ) ، متناسين في دفاعهم عن قيم المدنية والتحرر في برنامج اوجلو ، انه يطرح إلحاق تركيا كتابع لأوروبا وتحت الوصاية الامريكية بطابع نهجها الفاشي ، ولا يفرقوا بين المدنية كبنية تحول مؤسسي شامل للقيم المجتمعية من حيث التطور بقدر ما ينقادون بسذاجة لفهم المدنية كانفتاح لانحلال القيم بزواج الشواذ من ذات الجنس واباحة الجنس مجتمعيا تحت ذريعة الدفاع عن حقوق الانسان وحقوق الاقليات ، كدفاع عن المدنية والانفتاح – وهي رافعة من الروافع الاساسية في النهج الغربي لضرب قيم المجتمعات الاخرى وتهشيمها ليصبح طابعها ( الانقياد المعمق ) للغرب الفاشي .
أما عودة لاستكمال الرؤية كملحق للجزء الاول كانت تكمن في الاستقراء المكمل لحقيقة تركيا ووضعها ومستقبلها فيما وصفناه ( بالمرحلة الخطيرة ) وليس بالقراءة الاعتيادية الظنية والتخمينية او الاحصائية لما ستسفر عليه انتخابات الرئاسة التركية – فكيف نرى متمم الرؤية ؟
اثبت المشهد التركي للعملية الانتخابية وتحديدا الخاصة بشغل منصب الرئيس ، أن الشعب التركي شعبا حيا وحيوي التفاعل مع معيشته ومستقبل حياته و . . لكن ليس شعبا بوعي محصن لادراك حوهر واقعه القائم ومستقبله ، فما يدركه موقفا معبرا عن ذلك الوعي بتقيده المسيطر على عقولهم ب ( الوهم والانقياد الطوعي العاطفي ) ، فعاطفية ذلك العقل المسيطرة موزعة بين : 1 ) الانقياد بمروج الحملات الدعائية – مقابل اردوغان – بالعودة للديمقراطية المصادرة عبر نهج اردوغان ، وازاحة الدين ( الاسلامي تحيدا ) من طابع الحكم . 2 ) ردة الفعل العاطفية ( البسيطة ) – في امر شديد الخطورة يتعلق بمستقبل تركيا – ضد حكم اردوغان الذي انتج عديد من الازمات تحديدا منها الاقتصادية التي صعبت على المواطنين العيش السلس – وهذا تناسيا أن فترة حكم اردوغان قبل السنوات الثلاث الاخيرة كانت قد صعدت تركيا لتكون من اهم خمسة دول في العالم من حيث الاقتصاد والدخل القومي – هذا الى تحميله ناتج الكارثة الزلزالية الاخيرة وعجز نظامه البيروقراطي من التعامل مع ناتج الحدث وتأمين تركيا قبلا وبعدا عنه . 3 ) عاطفية الجزء القائم من المواطنين المتعصبين بشكل عرقي او تذرعي بتحميل نظام اردوغان كارثة المهاجرين وتحديدا السوريين منهم – وهنا يتناسى رفاقنا اليساريين أن عالمية نهج اليسار تؤمن بالأبعاد الانسانية عند الكوارث والصعوبات في تقبل اللاجئين والهاربين من الحروب او نظم البطش ، بينما يقفون تعاطفا مع افول نظام اردوغان لبديل شوفيني ، اما جزؤهم المكمل يتمثل بجعل ازمات صعوبة العيش او ترجع دخل المواطن التركي او وجوده للفرص ومنها العمل ترجعه لتقبل نظام اروغان تحمل كارثة الهجرة المهولة الى تركيا من الهاربين من حروب الشرق الاوسط وافريقيا . 4 ) وهم العيش بمتخيل العالم الغربي ( الاوروبي – الامريكي ) ، وهو اخطر ما في الامر ، فأولا يهرول هذا العقل لتثبيت الغاية الرئيسية للأجندة الامريكو – اوروبية بتحطيم واحدية القيم الوطنية والهوية التركية للوطن الواحد ، ليتحول الى وطن مفكك بتعدد الهويات ( النفعية والتعصبية ) ، وهو ما يجعل مستقبل تركيا ليس اكثر من وسيط في النظام العالمي الجديد القادم . . لا اكثر ، بينما بلد مثل تركيا بكل ما هي عليه يؤهلها أن تصبح رقما ذات قيمة عالمية مستقلة ، تدخل في توازن الندية في تحالفات صيغ المستقبل لتوازن القوى العالمي القادم .
ولذا مما سبق اعلاه ، نؤكد فوز اردوغان في دورة الاعادة ، وإن كانت الاكثرية المنتصرة لذلك الفوز محركها الفعلي ( عفوي وحدسي ) – الى جانب العاطفي والتعصبي السياسي – حيث أن جوهر هذا الحدث في هذه اللحظة الحرجة تتعلق بالوطن والمستقبل اكثر من تعلقه بالتقدمية او بمحاسبة الاخطاء وتصحيح المسار الديمقراطي ( الغربي ) المتوهم ، وإن حدث عكس ذلك فإن ما ستكون عليه حقيقة العقل التركي . . أنه مغيب لديه فهم الحقائق الجارية المغطاة عنه ، ومغيب لديه فهم مصالحه وحمايتها – وهي ابعد من اسلامية اردوغان او تفرده بسلطة الحكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فراس ورند.. اختبار المعلومات عن علاقتهما، فمن يكسب؟ ????


.. 22 شهيدا في قصف حي سكني بمخيط مستشفى كمال عدوان بمخيم جباليا




.. كلية الآداب بجامعة كولومبيا تصوت على سحب الثقة من نعمت شفيق


.. قميص زوكربيرغ يدعو لتدمير قرطاج ويغضب التونسيين




.. -حنعمرها ولو بعد سنين-.. رسالة صمود من شاب فلسطيني بين ركام