الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوز اردوغان ...

أحمد فاروق عباس

2023 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


توقعت منذ الإعلان عن الانتخابات العامة فى تركيا من شهور فوز اردوغان ، وقد لا يصدق أحد أننى تمنيت هذا الفوز !!
** اما لماذا توقعت فوز اردوغان وحزبه فللأسباب الآتية :
١ - أن الغرب لم ينفض يده نهائيا من تيارات الإسلام السياسى ، ومازال يراها وسيلة صالحة للاستثمار فيها ، وهى وإن زال عنها البريق القديم إلا انها - حقيقة - مازلت لديها جماهيرها ، وتراجعها النسبى لا يعنى أفوها النهائي ..
٢ - إن المظهر الخارجي الذى نراه أمامنا ليس هو جوهر الموضوع ، فالديموقراطية والانتخابات لعبة يريدها الغرب عندما تضمن مصالحه وتأتى برجاله ، وفى السياسة التركية المحلية الحالية كل من على الساحة رجال الغرب .. اردوغان وكليشدار أوغلو وأوغان ..
لذا فالفائز منهم - أيا كان - رجلنا ..
٣ - خُدع بعض الناس ببعض ألعاب اردوغان البهلوانية المعتادة ، من التقارب مع روسيا ، واصطناع التناقض الظاهرى مع الغرب فى بعض الملفات الهامشية ، ورأوا فى ذلك علامة على استقلال اردوغان وعدم تبعيته لأحد ، وزاد الالتباس عندما هاجمت بعض صحافة الغرب اردوغان ، وعدوا ذلك دليلا على غضب الغرب على رجل هو من صنعه وكبَّره وسمَّنه ..
نسى كثيرون أن للغرب وسائل كثيرة لإظهار الغضب - الحقيقي - على من لا يرضى عنه ، وسائل تبدأ بحروب اقتصادية شعواء لا تبقى ولا تذر - كما يحدث مع دولة عظمى مثل روسيا مثلا وغيرها - وبحملات الحرب النفسية وتشويه السمعة ، واصطناع المشاكل والفتن الداخلية ، مثلما حدث مع الدكتور محمد مصدق رئيس الوزراء في إيران عندما أمم البترول الإيراني ، والعمليات الإرهابية لهز ثقة النظام فى نفسه ، والثورات الملونة وشراء النشطاء ، وتنتهى بالقتل أحيانا ، مثلما حدث مع الدكتور سلفادور الليندى رئيس شيلى اليسارى ، الذى وصل إلى الرئاسة فى إنتخابات ديموقراطية نزيهة ، ولم تجد المخابرات المركزية الأمريكية من وسيلة - على ما لديها من مئات الوسائل - سوى قتله !!

** أما لماذا تمنيت فوز اردوغان وحزبه فللأسباب الآتية :
١ - أن أردوغان ومع تعثر المشروع التى تم الإتيان به لتنفيذه ، وهو مشروع العثمانية الجديدة ضمن المشروع الأكبر لخلق شرق أوسط أمريكى جديد ، ومع مشاكله الداخلية ومصاعبه الاقتصادية المتنامية نسى تحرشه السابق بدول الإقليم ، من سوريا والعراق فى جواره ، الى مصر وليبيا والسودان وتونس وغيرهم ..
لذلك لم يعد اردوغان مشكلة لأحد ، ووجوده في تركيا مثل عدمه بالنسبة لنا ، وهو الآن مشكلة تركية وليس مشكلة شرق أوسطية ..
٢ - كنت اريد ان تصل قصة الإسلام السياسى إلى نهايتها الطبيعية والمتوقعة ، فمن مشاكلنا مع هذا التيار أنه دائما ما يردد أنه مستهدف ، تارة يقول انه مستهدف من الليبراليين والعلمانيين ، وتارة من الجيوش الوطنية ، وتارة من الغرب ... وحججه دائما لا تنتهى ..
وهى فرصة أن يأخذ فرصته حتى منتهاها .. وبعيدا عنا .
٣ - أن قصة الإسلام السياسى كلها من المبدأ حتى المنتهى من فعل وتدبير الغرب ، وعوامل الفشل كامنة فى بنية هذا التيار ، وبرغم كل ذلك فإن خطاب هذا التيار مازال يجد من يستمع إليه فى بعض البيئات ، وظهور حقيقة الداعمين الاصلاء لهذا التيار بلا لبس ، ثم انكشاف إفلاسه كفيل بركله إلى هامش الحياة السياسية .. ولو بعد حين .
ومن حسن الحظ أن ذلك يتم بعيدا عن بلادنا ، وفى الملعب الذى اختاره الغرب لإعادة بعث هذا التيار .. وهى تركيا .
فمن الأفضل لنا وللعالم العربى والاسلامى أن تنتهى قصة هذا التيار وتنتهى سيرته فى نفس مكان ميلاده ..
لكل تلك الأسباب توقعت فوز اردوغان وحزبه ، وفى نفس الوقت تمنيت ذلك الفوز ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ويكيليكس يعلن أن جوليان أسانج -حر- وغادر بريطانيا بعد إبرامه


.. الاتحاد الأوروبي يوافق على فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب ا




.. عاجل|10 شهداء بينهم شقيقة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل


.. اللواء فايز الدويري: إذا توفرت أعداد من سلاح القسام الجديد ف




.. العربية تحصل على فيديو حصري لمحاولة قتل طفلة برميها في مياه