الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وضع الحكام والشعوب العربية الحالي ووهم تحرير فلسطين

راني ناصر

2023 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


في ظل تخاذل الأنظمة العربية في مواجهة جرائم وانتهاكات الكيان الصهيوني اليومية على الشعب الفلسطيني، واعتداءاته المتواصلة والسافرة على مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وغياب وعجز الجماهير العربية حالياً عن مناصرة القضية الفلسطينية بالسلاح والمال والارواح؛ لا يمكن التعويل على الحكام العرب ولا على شعوبهم التي حطموها في تحرير شبر واحد من فلسطين.

فمنذ 1948 يحكم الوطن العربي عصابات خاضت عدة حروب ضد دولة الاحتلال تحت راية تحرير فلسطين، وانتهت جميعها بالهزيمة، واستشهاد الالاف من أبناء امتنا؛ فلا يمكن للأنظمة الملكية والعسكرية الشمولية التي تسخر كل مقدرات وثروات وكفاءات اوطانها البشرية في حماية أنظمتها ان تكون معنية أصلاً في قضايا أمتنها، او في تطلعات شعوبها على غرار الدول الغربية الحديثة.

فعلى سبيلا المثال دحض المؤرخ اليهودي آفي شلايم الرواية الصهيونية بان الله وقف بجانب الصهاينة في انتصارهم على الجيوش العربية المنظمة في حرب 1948 وقال " إن هذه القوة كانت من أكثر الجيوش فوضوية وانقساما وأقلها تنظيما على مدار التاريخ، وإن التحالف العربي التي واجه العصابات الصهيونية لم يكن لديه هدف ومشروع متفق عليه، بل كانت هناك مصالح متضاربة، وكان لكل بلد هدف مختلف عن ذلك المعلن وهو تحرير فلسطين."

وتقوم الأنظمة الدكتاتورية العربية التي تستخدم شعار "تحرير فلسطين" بتحطيم شعوبها، وشرخ النسيج الاجتماعي في اوطانهم لإضعاف أي معارضة مستقبلية ضدهم من خلال خلق عدو داخلي، او نشر الثقافة القبيلة، او الطائفة، او التعصب الحزبي كمرجعية سياسية واجتماعية لتقاسم مراكز السلطة والنفوذ، مما يزيل عن دولهم الصفة الوطنية عنها، ويقوض أي حركة نهضوية، ويجعلها قابلة للاستعمار؛ وفي حال سقوط انظمتهم تتفكك اوطانهم الى دويلات تحكمها جماعات اهلية متناحرة تغرق ما تبقى من الوطن في حمامات من الدماء.

فبتالي كيف يمكن ان نطلب من المواطن العربي المسحوق ان يناصر القضية الفلسطينية في وقت يقوم نظامه باستنزاف كرامته وطاقته، واثقاله بالذل، والقهر، والفقر، وعدد كبير من أدوات التعذيب، ومراكز المخابرات ان يحرر شعبا ًعربياً اخر كالشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال؟

ولهذا لا يمكن ان تقوم الأنظمة الدكتاتورية العربية التي ادمنت العمالة والخيانة بتحرر فلسطين، ولا يمكن للشعوب العربية المسحوقة حالياً والمكبلة بأغلال العبودية، والمحاطة بأسوار الجهل ان تحرر أي شعب اخر قابع تحت الاحتلال؛ فتحرير فلسطين يحتاج الى استراتيجية وطنية كفاحية مشتركة تُخط من قبل أنظمة تحترم شعوبها، وشعوب حرة ترفض الذل والهوان وعقيدة الاستسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور