الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ملاحظات و تساؤلات في - صفقة القرن - الفلسطينيّة !!
نزار فجر بعريني
2023 / 5 / 17مواضيع وابحاث سياسية
ملاحظات اوّلية في " صفقة القرن الفلسطينية"!!
" صفقة القرن " الفلسطينية ، هي خطّة " سلام " أمريكية بين " الفلسطينيين والإسرائليين " ،أطلقها الرئيس الأمريكي السابق " ترامب " يوم الثلاثاء ، 28 ك2 ،2020، متوّجا جهود إدارته لشرعنة سرقة حتّى ما سبق واعترفت به الإدارات السابقة من حقوق فلسطينية/ سوريّة/ أردنية ؛ تتعلّق ، خاصّة بوضع القدس ، والمستوطنات والجولان ، والغور !
1 - في تساؤلات ، تبدو " خارج السياق " :
▪هل في التوقيت ، وطريقة الإعلان ، علاقة مباشرة بالمرحلة الراهنة من الصراع الدموي ، المدمّر ، الذي " هجّر " من السوريين أضعاف ما صنعته آلة ، وأدوات ، الحروب الصهيونية طيلة أكثر من قرن ؟
▪ هل فيما تقدّمه هذه" الصفقة "من خدمات" لدولة الإحتلال" ، خاصة المرتبطة بقضايا "السيادة والأمن القومي " ، تشكّل جهداً أمريكياً في إطار تقديم ضمانات وعربون "صداقة " ، لدولة الاحتلال ، التي تشكّل قاعدة عسكرية أمريكية متقدّمة في قلب منطقة الشرق الأوسط، تعويضا لها عمّا أصاب ، و يُصيب المصالح "الإسرائيلية" من أضرار ، مباشرة أو استراتيجية، باتت تمسّ الأمن القومي لدولة الإحتلال ، نتيجة ما حقّقته أذرع النظام الايراني من تمدّد إقليمي - في إطار ، وتحت مظلّة ما ترسّخ من علاقات ، خاصّة بعد غزو العراق، سيطرة ونهب تشاركية إقليمية بين الولايات المتحدّة و النظام الايراني، المنافس الأخطر لدولة الإحتلال على السيطرة الإقليمية والسورية- باتت حلقاتها في لبنان وغزّة ( والجولان ) تُضيّق الخناق على عُنق " جيش الدفاع الإسرائيلي "، وتهدّد قطعان مستوطنيه ؟!
2بخلاف اتفاقات السلام ؛ أو الهدن ، السابقة ، (بين دولة الإحتلال ، من جهة ، وبين الأنظمة العربية / وسلطة الحكم الذاتي الفلسطينية،من جهة ثانية - التي غلب عليها الطابع الثنائي، المنفرد ، والتي تضمّنت عشرات الإتفاقيات الخاصّة ، والشاملة بدءاً من اتفاقيات " فك الإشتباك " ، السوريّة / الإسرائيلية، في أيّار 1974 وحتى اتفاقية " المعابر ، بين السلطة وحكومة الإحتلال ، 2005 ) ، يبدو أنّ الصفقة السياسية الراهنة لاتقتصر على وضع تفاهمات بين "سلطات أمر الواقع، " الفلسطينية في الضفّة وغزّة ، "وبين سلطة الإحتلال ، بل يطمح القائمون عليها أن تكون جسرا لتحقيق " صفقة سياسية" إقليمية ، بين حكومة الإحتلال ، وحكومات الأردن ، ومصر ، بشكل مباشر ، وحكومات عربية " خليجية " وأخرى، بشكل غير مباشر ، كالإمارات والبحرين وعُمان ....برعاية وقيادة أمريكية !!
3 -بخلاف الاتفاقيات السابقة ، لا تقتصر الصفقة الحالية على تناول قضايا سياسية ، جغرافية، بل تشكّل حزمة مشاريع متكاملة ، تُستَثمَر فيها مشاريع إقتصادية ، وبنى تحتية ، بقيمة عشرات المليارات من الدولارات ، يحصل الفلسطينيون منها على " حصّة الأسد" !
4 -بخلاف خطط السلام السابقة ، العربية والأمريكية ، التي اعترفت ب"القدس الشرقية"، عاصمة للدولة الفلسطينية ، الموعودة ، تؤكّد على بقاء القدس موحّدة ، دون تقسيم ، تحت السيادة "الإسرائيلية" ، مع ضمان الحريات الدينية ، والإقامة ، للجميع، رغم الإشارة إلى إمكانية بقاء " ممرّ " فلسطيني ، يصل مناطق سيطرة " محور فتح " بمناطق سيطرة " محور حماس " ، وبما يوحي بالحرص على قيام " دولة فلسطينية " ، متّصلة ، بين الضفّة ، وغزّة ! !!
5بخلاف خطط السلام السابقة ، التي ضمنت ، نظريّا ، حق الشعب الفلسطيني في "كانتونات" النزوح الإقليمية ، بالعودة الى قراهم ، ومدنهم ، التي اقتُلعوا منها ، على كامل مساحة فلسطين التاريخية، تتيح الخطّة الحالية " حق العودة " فقط إلى مناطق فلسطين " الجديدة " !
6 -تتضمن الاعتراف " العربي " بالحدود الحالية للدولة الصهيونية ، دون الإشارة إلى وضع " الجولان السوري المحتل، الذي ضمّته إسرائيل، ويخضع للقانون الإسرائيلي.
7 -استثناء " سوريا " والعراق " ولبنان ، من مخططات السلام هذه ، ودعوة واضحة للتطبيع مع جميع دول المنطقة.
8 -رغم تناقض أهم بنود الصفقة الحالية مع الحقوق التاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني ، التي يعترف فيها القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ، ( القرار 242 في نوفمبر 1967 الأرض، مقابل السلام) ، وتنكّرها لمشروع "السلام العربي" ، الذي وافق عليها مؤتمر القمّة في بيروت 2002 (المتضمّن انسحابها الكامل من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حلّ لملايين اللاجئين )، فإنّه ، وفي المدى المنظور ، لا يملك الفلسطينيون فرصة " انتزاع " حقوق وطنية ، أفضل مما يقدمها لهم الإتفاق الحالي، " الصفعة " !
9 -منذ سيطرة " المقاومة الإسلامية " على غزّة بقوّة السلاح الإيراني ، وبدعم لوجستي ، إسرائيلي قطري ، لم تستطع تحرير شبرٍ واحدٍ من التراب الوطني الفلسطيني ، أو تفرض اي تنازل سياسي على حكومة العدو - ك" تقليص الإستيطان " ومنع " ضم " القدس ، او الموافقة على بقاء قسمها الشرقي ، على الأقل ، تحت السيادة الفلسطينية- وكلّ ما أنجزته تمثّل بترسيخ التقسيم الكانتوني بين " غزّة " و " الضفّة "، بما يقوّض ما تبقى من حلم الدولة الفلسطينية بعد 1967 ؛ ناهيكم عن تعيّشها على فتات ما يُقدّم لها لتأمين مصاريف سيطرتها على غزّة ، لا تبذل "إسرائيل" اي جهد من أجل تجفيف منابعها ( خاصّة القطرية / الإماراتية )!
10 - رغم ما تكشفه تلك" الصفقة " من سلسلة من التنازلات الفلسطينية والرسمية ، العربية ، عن حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية ، وصلت الى حدّ التنازل عن " القدس " ، وما تتضمنه من اعتراف غير مباشر باحتلال الجولان السوري ، فهل يملك الفلسطينيون بديلا أفضل؟ .
11المؤسف أن الخيار الآخر ، المتوفّر ، هو خيار "المقاومة الإسلامية " الذي لا يملك ، على المستوى العسكري ، إمكانات فرض حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، جزئيا ، او بشكل شامل ، ولا يحوذ ، على المستوى السياسي، استقلالية القرار ، والعمل ، في كونه جزء من محور إقليمي ، أقوى ،مهيمن ، يفرض ، عليه خططه العسكرية، وسقف أهدافه السياسية .
في ظل هذا التواطؤ الرسمي الغربي ،الإمبريالي ، والعربي الإستبدادي؛ مع أهداف الخطّة "الإيسرو-أمريكية" ، و واقع الهزيمة ، والتفتيت المرّة ، التي تعيشها شعوب المنطقة، خاصّة الشعب السوري ، وفي ظروف خضوع ساحات المقاومة اللبنانية ، والفلسطينية ، لأهداف المشروع الإيراني - وما يحمله من آفاق " التسخين " بدماء الشعبين ، أو " التجميد " ، على حساب حقوقهما المشروعة ،وفقا لمتطلبات الصراع التنافسي بين القوتين الإقليميتين ،إيران و " إسرائيل "- وفي مناخ حالة العجز الشامل لسلطة" ابو مازن " ، ايّة خيارات هي المتاحة أمام جموع الشعب الفلسطيني ، الموزّع بين سلطة " هنيّة " الإسلامية" ، وسلطة " ابو مازن " ،
" الليبرالية "، ودول الشتات الإقليمية ، وقوانينها الظالمة؟!
السؤال المؤلم الذي يطرح نفسه:
هل يضيع ما تبقّى من فلسطين ، كما ضاعت القدس ؟
▪ الرئيس" ترامب "يحذّر من أنّها ستكون " الفرصة الأخيرة" للفلسطينيين "!
▪ النتن ياهو : "صفقة القرن هي فرصة قرن، ولن نفوّتها".
▪السيّد ابو مازن، يهدّد بإرسالها"خطّة السلام" الإسروأمريكية" إلى"مزبلة التاريخ"!
اذا كنّا نملك مبررات الخوف من تحذير الرئيس الأمريكي، وندرك قدرة بلاده على انتهاك حقوق الشعوب ، وتدمير مؤسسات الدول ، ونتفهّم حرص " نتنياهو " على تنفيذ الصفقة ، فكيف لنا أن نفسّر تهديد ملك الضفّة ، المحارب القديم ، " ابو مازن" ، وهو الذي يغفو هنيئا ، تحت حراب القوات الإسرائيلية؟
هل يخاف ابو مازن أن يفقد إمتيازات منصبه الحالي ، أم حقّا يخاف على ضياع" قدسه الشريف" ؟
12السؤال الآخر ، الجوهري :
ألا يوجد حلّ آخر ، إنساني ، يحمي حقوق جميع سكان فلسطين الحاليين ، ويضمن حقوق المهجّرين ، بالعودة، او التعويض ؟
الحل البديل ، " الإنساني " هو بقيام دولة واحدة ، ديمقراطية ، علمانية ، على كامل مساحة فلسطين التاريخية ، تُعيد الأرض المسروقة إلى دول الجوار ( الجولان السوري ) ، يتساوى فيها الجميع ، دون تمييز ، أمام قانون عادل ، غير عنصري!؟
لو كانت تتوافق إدّعاءات الولايات المتّحدة، التي تزعم أدوات ومراكز صناعة " الرأي العام " أنّها تعمل على تعزيز الديمقراطية في الشرق الأوسط ، مع مصالح الطغم المسيطرة على مراكز صناعة القرار السياسي في البيت الأبيض والكونغرس والبانتاغون، أليست " فلسطين التاريخية " ،بين النهر والبحر ، هي المكان الأولى، والأجدر بقيام دولة ديمقراطية، غير دينية ، تساوي مؤسساتها وقانونها بين حقوق و واجبات الجميع ، بغضّ النظر عن أيّة تناقضات أخرى ؟
ألا يمكن ل " فلسطين " هذه، الدولة الديمقراطية، لو حسنت النوايا " الإمبريالية" ( وهي لن تكون كذلك ، في ظل قيادة المافيات المتوحّشة ، المسيطرة في أمريكا واسرائيل ) ، أن تُصبح النموذج الديمقراطي ، لقيام مشاريع حضارية في كامل منطقة الشرق الأوسط؟
13 - تساؤلات في الصميم !!
▪ألا يبدو جليّا تكامل جهود سلطات " الإسلام السياسي " ، في طهران والدوحة والرياض "، بشكل خاص ، مع جهود الولايات المتّحدة وحكومات دولة الإحتلال لاغتصاب الأرض والحقوق الفلسطينية والعربية ، عندما عملوا على ميلشة "المقاومة الوطنية الديمقراطية الفلسطينية " ، وحوّلوا الصراع "الفلسطيني الإسرائيلي " إلى صراع ديني بين المسلمين واليهود ؟
▪ألا يبدو جليّا تكامل جهود سلطات " الإسلام السياسي " ، في طهران والدوحة والرياض "، مع جهود أنظمة " الديكتاتوريات " " العلمانية " ، و جهود الولايات المتّحدة وحكومات دولة الإحتلال، في اغتصاب الأرض والحقوق الفلسطينية والعربية ؛ عندما نجحت في تغيير طبيعة الصراع الرئيسي الإقليمي ، ونقله من ساحات الصراع "العربي /الصهيوني " ، إلى صراع " شيعي / سنّي " ، يمزّق شعوب المنطقة ، ويهمّش مؤسسات دولها ، ويدمّر مقومات المقاومة الحقيقية لأهداف وقوى وسياسات " المشروع الصهيو أمريكي" ، الساعي طيلة عقود ليس فقط لإقامة " إسرائيل اليهوديه " العنصرية، على حساب الحقوق التاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني -يهودا وعربا - بل ، والأخطر من ذلك ، والمكمّل له ، تدمير أهداف" المشروع الديمقراطي" لشعوب المنطقة ، وقطع طريق انتقال ديمقراطي سلمي للسلطة السياسية؛ و هو ما يحدث في العراق وسوريا واليمن ..، خاصّة في أعقاب حراك شعوب المنطقة الديمقراطي، وبمواجهة تحدّيات الربيع الإقليمي؟!
14 في بعض ردود الأفعال!
إذا وضعنا جميع ردود الأفعال جانبا ، و أخذنا المعنيين الرئيسيين في صفقة ترامب ، ( التي تؤدّي إلى بيع ماتبقّى من حقوق سياسية ، أخلاقية ، وطنية ، للشعب الفلسطيني، في القدس ، وغيرها ، مقابل حفنة من الدولارات ، يتكفّل بتقديمها النظام السياسي "العربي" ، شريك الصهيونية ، في تحقيق أهداف المشروع الإمبريالي الأمريكي ) ،
"قادة" الضفّة وغزّة - السلطة وحماس ؛
أليس من أبسط خطوات مواجهة الصفقة ، التي يعلنون رفضها ، إنهاء حالة الانقسام القائمة، وتوحيد الجغرافيا ، والشعب الفلسطيني ، في موقف ، وقرار سياسي موحّد ؟
هل هذا ما يقصده " عبّاس " ، في دعوته ، " الفلسطينيين لرص الصفوف وإسقاط مخطط تصفية المشروع الفلسطيني" ؟
هل يفعلها " هنيّة " وأبو مازن " ؟
هل نعلم ، لماذا لا يفعلون ذلك ؟
في نفس الوقت، لا عجبَ أن يطير نتنياهو من واشنطن إلى موسكو مباشرة ، لتقديم آيات الشكر والامتنان لشريك ، وصديق الصهيونية الكبير ، الثاني ، زعيم الكرملين ، على إنجاز صفقة القرن "الترامبويّة" !
يدرك جيّدا ، السيد النتنياهو ، - بعكس أصحاب القضيّة الحقيقيين ، شعوب هذه المنطقة ونخبها السياسية والثقافية- ، الدور الأساسي الذي لعبته "روسيا" ، تاريخيّا ، وراهنا، في تحويل الحلم الصهيوني، إلى حقيقة ؛ خاصّة ، ما تقوم به القيادة الروسية ، منذ 2011، من دور مركزي في مسار الصراع ، الساعي إلى هزيمة أهداف المشروع الديمقراطي للشعب السوري، وتدمير مقومات قيام الدولة السورية ، الديمقراطية - القوّة الوحيدة ، القادرة على مقاومة المخططات الصهيو أمريكية في المنطقة ، و إسقاط أهداف مشاريعها !
لو كان السيّد " نتنياهو" ، صادقا مع نفسه ، لتوجّب عليه أن يتابع طيرانه إلى" الرياض" ، ومنها إلى "طهران" ، للإنحناء أمام قادة المشروع الطائفي، " الشيعوسني " ، الذي نجح ، بأكثر مما أنجزته " إسرائيل " ، في تدمير شعوب المنطقة، وقواها السياسية الديمقراطية الوطنية " - القوّة الأساسية المعادية للصهيونية ، ومشاريعها- ، وتحويلها الى قطعان ، مهاجرة ، أو ، إلى ميليشيات طائفية مسلحة، متناحرة؛ دون أن ينسى أصدقائه وشركائه الآخرين ، " القادة المجهولين "، ببطاقات الشكر والتقدير !
العدالة والديمقراطية لشعوب المنطقة .
تعيش فلسطين ، الدولة الموحّدة ، الديمقراطية العلمانية ، منارة للحضارة والسلام !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24
.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح
.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري
.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب
.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي