الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الإعلام الحديث

خالد تركي آل تركي

2023 / 5 / 17
الصحافة والاعلام


قبل مواقع التواصل الاجتماعي كانت مفردة الإعلام تشير إلى(الإذاعة، التلفاز، الصحف الورقية) وما تحويه من برامج(أخبار، مسلسلات، أفلام، مسرحيات...)، وقد كان لتلك البرامج تأثيرها ودورها الملموس من ناحية الترفيه أو التثقيف الصحي والاجتماعي والاطلاع على ما يحدث حول العالم من قضايا مختلفة.
وبعد بروز مواقع التواصل الاجتماعي تراجع تأثير الإعلام التقليدي نتيجة النقلة النوعية التي أحدثت نوع من الارتباك خصوصاً في المجتمعات المحافظة، ولنا أن نتساءل:
ما هو دور الإعلام الحديث بعد تلك التغيرات الهائلة؟
قبل الإجابة على هذا السؤال لابد من الإشارة إلى أولوية الأسر وقلقها على أبناءها وكيف يمكن حمايتهم من الآثار السلبية لتلك البرامج والتي باتت في كثير من محتواها طريق سريع للانحراف بكافة أشكاله.
فيما مضى كانت طرق الانحراف صعبة للغاية، وذلك لانعدام وسائل التقارب بين المنحرف(أفراد أو جماعات أو حتى مؤسسات) والسوي(المراهق والشاب وحتى كبار السن)، ومنذُ ميلاد مواقع التواصل الاجتماعي باتت طرق ووسائل الانحراف في متناول الجميع، ولم يعُد يحول دون ذلك سوى إرادة الفرد(يريد/لا يريد)، وهذهِ الإرادة لن تكون في الخير عند معظم المراهقين على وجه الخصوص لغياب النضج والوعي بما يترتب على تلك السلوكيات بمختلف أشكالها. لذلك ليس من حلول في ظل هذا الواقع الذي فرض نفسه وأصبح الجميع تحت وطأته سوى التربية الحسنة والنموذج الأخلاقي الذي يقتدي به الأبناء عندما يرونه في محيطهم، وكذلك الرقابة الصارمة مع الصغار(مادون المرحلة الثانوية)، والتحذير من رفقاء السوء وإيضاح مدى مخاطر التجارب للسلوكيات المنحرفة المخالفة للفطرة السوية كالشذوذ الجنسي أو المؤدية لدمار الإنسان كالمخدرات، وتكرار تلك الإرشادات بين الحين والآخر حتى تترسخ تلك المبادئ في عقولهم ونفوسهم.
ويأتي دور الإعلام الحديث في استحداث أدوات وبرامج تواكب تلك التغيرات بلغة جديدة تناسب هذا الجيل والطريقة التي أصبح ينظر بها إلى كل جديد، لم تعُد النصائح والوعظ الديني مقبولاً كما كان عليه الوضع مع الأجيال السابقة، ولا يعني هذا التقليل من دور الدين في صلاح الأفراد والمجتمعات، وإنما المقصود مخاطبة كل جيل باللغة السائدة في عصره.
لم يعُد الإعلام الحديث نخبوياً في برامجه، بل بات في كثير من أهدافه يتجه للشعبوية والكوميديا(الغير هادفة) من أجل تحقيق أكبر نسبة مشاهدة ومن ثم الحصول على المادة من خلال الشهرة بالنسبة للأفراد، هنا يبدأ الخطر يهدد منظومة القيم المتعارف عليها في مجتمع من المجتمعات، وكما أن الإعلام له أدواره ووظائفه فإنه أيضاً يجب أن يكون آداة رادعة لكل من يخل بالقيم الاجتماعية والدينية من أفراد أو جهات من خلال استحداث قوانين وعقوبات صارمة.
وإننا نعول على وزارة الإعلام في بلادنا المملكة العربية السعودية الكثير والكثير، وقد أستبشرنا خيراً بتولي معالي الوزير سلمان الدوسري حقيبة وزارة الإعلام، وهو صاحب الخبرة الطويلة في مجال الصحافة والإعلام والذي كان ولا زال جندياً مدافعاً عن وطنه في كل محفل. نثق تماماً بأن الإعلام السعودي يتجه ويتقدم نحو الأمام بما يحقق ويواكب رؤية ٢٠٣٠ والتي بدأنا نرى ثمارها بفضل الله تعالى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة