الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيام ليس كمثلها أيام الجزء2

علي عبد الواحد محمد

2023 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية




أيام ليس كمثلها أيام الجزء 2
الخروج من المعتقل
جاءت سيارة الأمن الى المستشفى وتم شحني على عجل فيها وإصدار أمر إخراجي من المستشفى ، وتوجهت سيارتهم الى مديرية أمن البصرة وهناك أدخلوني على ضابط الأمن أحمد الخفاجي الذي لعب دور حاكم التحقيق الذي يزمع إصدار أمر إطلاق السراح بكفالة فطلب مني رقم تلفون الكفيل فأعطيته رقم تلفون المرحوم أخي محمد الذي إتصل به الخفاجي طالبا منه المجئ وعمل كفالة لي لإطلاق سراحي والذي قاله الخفاجي للمرحوم أخي " تعال خلصنا من أخوك " وأعطى معلومات عن القادم الى حرس الباب ليدخل ويعمل الكفالة ويطلق سراحي بعدها ، ولقد شعرت بالفخر عندما طلب الخفاجي من أخي تخليصهم مني ،لأن المتبع إن الذي يخرج من التوقيف هو الذي يخلص منهم ومن ومن أساليبهم، لا العكس
ما الذي دفعهم لهذا الإجراء ؟
في 19 من شهرتشرين أول سنة 1977م قام الرئيس المصري بزيارة الى إسرائيللإصدار والقى خطاب في الكنيست الإسرائيلي ،،أعقبها توقيع إتفاقية كامب ديفيد بين مصر السادات وإسرائيل في 19 من شهر أيلول من عام 1978م، فأعلنت الدول العربية رفضها لهذه افتفاقية ، وكانت حكومة العراق أشد هذه الدول رفضا للإتفاقية ، وتم تبني موضوع عقد قمة عربية لإصدار موقفا عربيا موحدا من هذه الأتفاقية، فعقدت القمة في بغداد في 2 تشرين أول -5تشرين أول من عام 1978م كان هذا العامل الى جانب حملة التضامن مع حزبناعالميا وعربيا جعل البعثيين يتخوفون من الضغط عليهم من قبل الوفود القادمة الى بغداد ومن الصحافة من فتح موضوع المعتقلين من الشيوعيين في معتقلاتهم، وكان خوفهم أشد من الرأي الذي تكون في المستشفيات ومن حالات المحاججات العلنية فيها ومن الإدانة لهذه الإعتقالات، فقرروا إطلاق سراحنا لفترة مؤتمر القمة والعودة الينا بعد إنفضاض القمة وهذا ما حصل.
جرت إحتفالات واسعة إبتهاجا بإطلاق سراحنا وكان أبناء محلتنا يتنافسون فيما بينهم لإظهار فرحتهم تلك وبناء على توصيات رفيقنا الدكتور سالم المهدي الرفيق ابو جماهير في كيفية العودة الى الحياة الطبيعية وتنظيم الأكل بعد هذه الفترة الطويلة من الإضراب عن الطعام قدم لي كوب من الحليب وقطعة بسكوت وحال وصول الطعام للمعدة سقطت مغميا علي وسط الجموع المكتضة في بيتنافتعالى صراخ النساء وصاحت إحداهن مات الولد وسرت هذه الكلمة سريان النار في الهشيم وركض أخي أمجد الذي إستشهد فيما بعد الى عيادة الرفيق الدكتور ابو جماهير الذي جاء على جناح السرعة وعمل الإجراءات اللازمة،في هذه اللحظات كان رجال الأمن المنبثين في محلتنا وأمام البيت سارعوا بنقل خبر موتي الى رؤسائهم، وكانت فرحتهم لاتوصف
في المغرب إستعدت عافيتي ونقلوني الى سطح المنزل الذي كان مكتضا بالزائرين من الرجال الذين إبتهجوا بعودتي الى وضعي العادي وشجعني الدكتور على تناول كميات قليلة من الطعام،
خبرنا من حزبنا بضرورة عدم البقاء في البصرة لعودة الأمن الى نشاطه العدواني بعد إنقضاء أيام مؤتمر قمة بغداد ومغادرة الوفود العراق، فكانت سفرتنا الى بغداد التي كانت تعج بالرفاق الشيوعيين النازحين من محافظاتهم
البحث عن سكن آمن
واجهتنا مشاكل متعددة في بغداد أهمها تأمين السكن الآمن ،إذ إن السكن في الفنادق لم يعد آمن ونصبح فيه صيد سهل لشرطة الأمن التي كانت تدقق باسماء النزلاء ، اضافة الى إن الفندق مرهق ماديا وأغلبنا غير قادر على الدفع، صار الحل المؤقت لهذه المشكلة عن طريق الرفاق البغداديين ، ولكنهم أنفسهم كانوا معرضين لخطر الإعتقال بأية لحظة، لبعضنا جرى حل هذه المشكلة عن طريق تأجير غرف في البيوت المخصصة للتأجير للعزّاب في محلات مثل الحيدرخانة، المشكلة الثانية التي واجهتناهي الحصول على عمل،لتثبيت مركز الرفيق الذي اجر الغرفة في هذه البيوت، اولا وللقضاء على وقت الفراغ الطويل ثانيا.
كان معانا رفيقا مهندسا، إستطاع بعلاقاته الحصول على مقاولة للعمل، في معامل الشالجية للسكك الحديدية ، وكانت هناك فترة من الوقت عدة أيام لحين مباشرةالعمل شغلناهاالرفيق الراحل إدريس ابو سلام عضو المنطقة الجنوبية آنذاك وانا للتردد على المكتبة الوطنية المركزية في بغداد ولم تكن الفترة تلك خالية من المشاكل.
العمل في الشالجية :
رغم المخاطر المحيطة بِنَا الا إن العمل هنا كان ممتعا نوعا ما، فنحن وسط العمال، وأيضا نعمل بأيدينا، لم يكن نوع العمل سهلا ، حيث كان العمل المناط بِنَا هو تهيئة المواد لبناء مسقفات ضخمة، وكانت المواد التي نهيئها هي عبارة عن ألواح حديدية شيلمان ضخمة متراكم عليها الصدأ، من سنين طويلة ،فأصبح جزءا لاصقا في الحديد، تتطلب إزالته قوة بدنية هائلة، ومعدات آلية مثل الكوسرة والفرشاة الحديدية ، كان هذا الجزء الأول للعمل اما ما تبقى هو صبغ الشيلمان بعد صقله جيدا بالصبغ مانع الرطوبة ،وبعد أن يجف،يصبغ بصبغ عادي،
كانت المعامل محاطة بسياج عال، له بوابة حديدية كبيرة منها ندخل الى المعامل ومنها نخرج، وطبعا يحرسها ثلة من الشرطة، أثناء إنصرافنا من العمل الساعة الرابعة مساءاً نمر من امام الشرطة ،وفي احد الأيام أثناء إنصرافنا من العمل شاهدت شرطيا من غيرلمكلفين بالحراسة واقفا عند البوابة، وما أن لمحني حتى أشر علي وقال "إجه صاحبكم" فتجمد الدم في عروقي ، فتوجهت للخروج ،فقال الشرطي لرجل يلبس جِلْبابا مصرياً هذا صاحبكم إسأله ،فقال لي المصري ما شفتش حسنين اليوم فقلت لا ماشفتوش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -