الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شتاء بمعطف مثقوب

مهدي القريشي

2023 / 5 / 17
الادب والفن


كالعادةِ …
نكسرُ المسافةَ بين العتمةِ والدفءِ بنفضِ أصابِعنا من اللذاتِ ،
وبعد فضِّ عذريةِ الكلماتِ يتساقطُ الشكَّ بين مفترق …
وإذا سألتَ لماذا تطيرُ العصافيرُ مع شعاعِ المنقلةِ
لفم ٍ متكور بالتوسّلِ ؟
سنكتفي بسردِ سجايانا وبالنظرِ في وجوهِنا بالمرآةِ ،
سيولة دفءِ أجسادِنا تصغي الى فحيحٍ …
عبر نافذةٍ
عبر مرآةٍ
عبر جدار .
***
تلبس الشمسُ اثناء قيلولتها قبعةَ دميةٍ ،
تشعرنا بحضورِها الدائم
تُسمِعنا تكسّرَ العشبِ تحت أحذيتنا المهترئةِ
كصدى ارتطام السنين في بئرٍ مهجورةٍ .
***
تتثاءبُ ثقوبُ المعطف
و هو مستلقٍ في خندقٍ طوليٍّ محشورٌ بين أسنانِه بارودٌ احمرُ
وفي ياقته خارطةٌ
تنتظرُ من يُحَوّلُ الضبابَ الى قطيعِ فراشاتٍ
تصهلُ على ظهورِ الوردِ .
***
ثرثرةُ المطر ،
ليست إيذاناً بالغرقِ
السماءُ قلقةٌ من تبعثرِ قوسِ قزحٍ في بركةٍ معتوهةٍ
رعشتكِ تضرمُ الدفءَ في الحقولِ
المطرُ ليس طارئاً ،
قطراتُه و نشوةُ الشفاه في لهاثهما لاكتمال المشهد ،
والسماء تبعثُ مندوبها لسماعِ قصيدتي .
***
نهارٌ كاملٌ لم يتلعثمِ المطرُ .
***
فكرةٌ تدلّتْ من قلبِ الشجرةِ
انتظرتها تسقطُ في فمِ العالمِ
لتعالج تسوّسَ الأغاني
وتبرمجُ نصوصي الخارجةَ عن اللغةِ
وتحقن الموسيقى بمصل الأفراحِ
قالت الفكرةُ انتظرني لأنضجَ ،
من يمنحها الشجاعةَ لتنضجَ
قبل أن تستحمَّ أثداءُ الشجرةِ بغيمةٍ عابرة ؟
***
تدلّى فستانُ الليل بدانتيلٍ أبيضَ على أكتافِ الشجرةِ
وعلى سبيل خيانةِ النبيذ لحلمي الهارب ،
إحتسينا الخيانةَ مطعمّةً بالنبيذ .
هل انتِ زيتونةٌ أم شجرةُ صفصاف ؟
صمتُك يغري الطيورَ بالمكوثِ بين اغصانك .
و في لحظةٍ صوفيةٍ
نسيناها تُقَلبُ أوجاعَها
***
الحجرُ يمشطُ شعرَ الشجر .
***
ماذا ترثُ الحروفُ
اذا تُركَتْ تجهشُ بين أصابعَ
لا تجيدُ رسمَ الحقول ؟
سوى خريفٍ تتوسّده الأرامل
ثمة أملٌ في اللغةِ لطمأنةِ حروفِها
وتدفعها بقاربٍ يطاردُ الاخطاء
***
بوقارِ عطرٍ على خدِّ صبيةٍ
يجلسُ الكلبُ وعيونُه تبحلقُ
في شواسع َ قمصانِنا المعلقة على أجسادِنا ،
يتنفسُ احاديثنا بخبثٍ متقن ،
مع زفيرِ المنقلة تتسللُ نظراتُه
متجاوزةَ الممراتِ المتعرجةِ باتّجاهِ الضفةِ الآمنة .
***
نتحلّقُ حول المنقلةِ
نمدّ أيادينا مبسوطةً بالمقلوبِ
نستدرجُ الدفءَ الهاربَ صوبَ موائدَ فارغةٍ إلا من هواءٍ يترنحُ .
نستدلّ بخيطِ دخانٍ على وكرِ الشيطان .
من أين تَعَلَمَ هذه الشيطنةَ
يأخذُ بيدِ البردِ ليستوطنَ بين النهدين ،
فتتلهفانِ لدفءِ الانفاس؟
***
البابُ مغلقٌ
والنوافذُ كذلك
والدخانُ يلهثُ في الغرفةِ مختنقاً
ومن هوسِه جرَحَ الجدرانَ
الهواءُ يتأمّلُ
كيف يملأُ فراغاتٍ نسيها الدخانُ
***

خمدَ الموقدُ فارتجفتِ الشجرةُ
***
ترفعُ السماءُ ثوبَها حدّ العفةِ
تقذفُ فضلاتِها
فتتعرقُ جباهُنا
نحجبها بمعطفٍ مثقوب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صراحة مطلقة في أجوبة أحمد الخفاجي عن المغنيات والممثلات العر


.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24




.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع


.. عوام في بحر الكلام - د. أحمد رامي حفيد الشاعر أحمد راي يتحدث




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يوضح محطة أم كلثوم وأح