الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء مع سفير العراق في سوريا

وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)

2023 / 5 / 17
الادب والفن


لن اجامل او ابالغ حينما اقول ان دولة سورية الشقيقة من اقرب البلدان الى قلبي ومذ اول زيارة لي اليها قبل (5) سنوات تقريبا وانا ادمن زيارتها سنويا ،وربما لا يكون عامي جميلا ان لم يبتدأ او ينتهي بزيارتها ! ولست في مقام الحديث عن اسباب ذلك خشية اطالة نطاق المقال غير انني اريد ان اتحدث عن شيء لحظته فيها عند زيارتي الاخيرة لها . ففي اليوم الثاني او الثالث من اقامتي في منطقة " ركن الدين " في الشام وبعد ان تناولت وجبة الافطار في المطعم الجميل الواقع في وسط الشام هرعت الى المكتبة الجميلة بالقرب منه هناك " مكتبة المعرفة " وتصفحت الكتب فيها بعض الوقت حتى هويت ان اقتني بضعة روايات الروائي اللبناني الشهير " امين معلوف " الذي سمعت كثيرا عنه سابقا الا انني لم اقرأ له ، فقلت لأستكشف في هذه الرحلة معلوف فلعله يضيف لي اشياء جديدة ، وبالفعل اقتنيت روايتيه " التائهون و ليون الافريقي " ولا ادري لماذا شرعت برواية التائهون مباشرة وانا ارتشف الشاي اللذيذ في المقهى الذي كان يتواجد فيه مظفر النواب دائما ويشبه الى حد ما مقهى الشابندر في المتنبي في احتضانه للمثقفين و الطبقة البرجوازية هناك ، بقيت اقل من ساعة فيه واذا بأمين معلوف يسرقني من خلال روايته من كل وجودي ولم انتبه الا والصديق السوري الذي يرافقني يطلب مني المغادرة والتجول في اماكن اخرى ، وهكذا بقي امين معلوف والتائهون رفيقاي في السيارة اثناء التنقل بين مدن سوريا الحبيبة فكلما سنحت فرصة القراءة تناولت بضعة صفحات منها وكل صفحة منها تهزني هزا لجمالها الادبي والفكري .
ربما اطلت عليكم دون ان افصح عن معنى عنوان مقالتي ، وقد يبدو للوهلة الاولى انه عن سفير دولتنا في سوريا الاخ العزيز " ياسين شريف " الذي اتصلت به عند وجودي هناك للقائه الا انه كان منشغلا بالسفر خارج سوريا بسبب بعض الالتزامات مما حال دون لقاءنا ، غير انني سأصدمكم بعض الشيء عن سفير العراق الذي وجدته هناك والتقيته مرات كثيرة ، الا وهو الكبير " كاظم الساهر " فما دخلت مطعما او مقهى او مكانا عاما في سوريا الا واغاني الساهر يترنم عليها السوريين والعراقيين على حد سواء ، حتى انني دخلت في احدى مطاعم اللاذقية وحينما وجدتهم لم يترنموا بصوته بادرتهم بالسؤال عن ذلك فما من العاملين في المطعم الا قالوا لحظات ويكون صوت الساهر بين يديك وبالفعل اطلقوا لصوته العنان ايضا !!
نعم الاستماع لكاظم الساهر في مطاعم ومقاهي واماكن سوريا المختلفة وبصوت مرتفع هو ما اثار انتباهي فقلت بيني وبين نفسي هكذا هو الابداع يجعلك صديقا للجميع بغض النظر عن الحدود الجغرافية و اللهجات المحلية واختلاف العادات والتقاليد ،فقد كان كاظم الساهر اثيرا عند السوريين كما عند العراقيين ، بإبداعه العراقي العابر للقارات.
ولا ادري هل مصادفة ام ذات سياق واحد وانا اقرأ التائهون لأمين معلوف فأجده يقتبس اغنية عراقية في احدى صفحات روايته المهمة كجزء من حوار وتصوير لإحداث الرواية حيث يقترح بطل الرواية " ادم " على رفيقته " سمير اميس فجأة، وهي تقود السيارة ان يستمعا الى الأغاني غير ان سؤاله كان شكلياً، ففي اللحظة نفسها كان إصبعها يضغط زراً، ويحرر أغنية عراقية قديمة:
"طالعة من بيت أبوها رايحة لبيت الجيران
فات ما سلم علي يمكن الحلو زعلان..
ورفعت عقيرتها على الفور بالغناء مع ناظم الغزالي الذي كان صوته غالباً ما يرافق أمسياتهم في الماضي.
نعم هكذا كتب امين معلوف في روايته عن الكبير العراقي الاخر ناظم الغزالي وهي بلا شك دلالة اخرى على ان اللبنانيين كما السوريين من هواة الاغاني العراقية ايضا.
وهكذا كان سفيرنا في سوريا " كاظم الساهر " يملي علينا ليالينا في امسيات دمشق واللاذقية و طرطوس وسط هدير البحر الابيض الجميل و روحية السوريين الاجمل فلا حرمنا من سوريا والسوريين في تغيير مزاجنا العراقي الملتهب بأحداث العمل والسياسة والحر القادم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا