الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الأخلاق و الحكم

كنان النجاري

2006 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


قد يبدو طرح مسألة الأخلاق غريباً في هذه الأيام التي كادت فيها الاعتبارات والمقاييس المادية المجرَّدة تطغي على كل شيء. لكني اعتقد أن دور الأخلاق و البحث فيها بات ضروريا خصوصا بعد كثرة التيارات و الاحزاب و التوجهات و التي و ان اردنا اصدار حكم عليها فأن الاخلاق ستكون هي الحكم و الفاصل ..
أن اي حركة في العالم لا يمكن ان تنجح الا اذا كان في خطابها و خطواتها بعدا اخلاقي ممكن لأي كان أن يقرأه و لعل الخطوة الأهم هو تحول هذه الحركة الى شكل و منهج مؤسساتي اي الى حالة نظام و هنا النقطة المهمه فكل نظام بحاجه الى أخلاق و سقوط الأخلاق في اي نظام يعني السقوط الحتمي لهذا النظام.
و من المسلمات بأن النظام وجب عليه ان يحمل العقلية الأخلاقية تلك العقلية التي تكون اساس لبناء الحياة الجديدة و للأبحار في المبادىء الأجتماعية و الأنسانية, و وجود النظام بدون أخلاق يعني أننا في حالة اللا نظام و تعني بأنني في فلك الاستبداد او الاستعمار مهما كان جنسيته!
يتفق الكثيرون على ان وضعنا الحالي في البلاد يؤكد باننا في كنف الحكم و ليس النظام و الفرق كبير بين الفئة الحاكمة و الشريحة المسؤولة لتسيير الحياة بالاعتماد على النظام و الفارق بين الوصفين هو الأخلاق فالأخلاق هي التي تقيد العمل الغير أنساني و اللااخلاق هي التي تشرع القتل و القمع و الأعتقال تحت عناوين ابتكرها اللا أخلاقيون لقمع الأنسان .
- الحرية تعني فتح الباب أما جميع الامكانيات لتنتج و تفيد مجتمعها و الأنسانية عامة.. و الحريات تعني ان نمارس حياتنا ضمن منظومة الأخلاق الأنسانية بكل ما تحمله هذه الأخلاق من قيم في الخير و الحق و بذلك تكون من نتائج ممارسات الحريات هي تولد الواجب و الشعور بالمسؤولية اتجاه المجتمع الذي نحن فيه .. اذا نحن الأن امام الحرية و الواجب و بنجاح المعيارين نكون في أهم خطوة لترسيخ النظام قولا و فعلا . بترسيخ النظام الحر واجبا ..
و في العودة للاخلاق و التي ستكون مدخلا للبحث في شرعية وجود اي نظام عالمي, فنرى ان نقطة البداية تصعب في تعريف الأخلاق خصوصا ونحن اما مجتمعات مختلفه اولا و متطورة ثانيا و اختلافها و تطورها يعني اننا اما حالة متحركة و غير ثابتة و هذا ما يؤثر على صعوبة تعريف الاخلاق كبنود جامدة ألا ان ثمة معايير تعرف الأخلاق تلك المعايير ثابتة و الاختلاف يكون في اسقاطاتها على كل مجتمع .فالحق هو من قيم الأخلاق مهما تغير الزمان و مهما تغيرات المجتمعات و الأماكن الجغرافية.. و الخير ايضا من قيم الأخلاق مهما تغير الزمان و المكان ..
ففي الأخلاق نحول الممكن الى واقع و القوة الى فعل و بالأخلاق انتصر هاني بعل على الرومان وعندما سقطت القيم الاخلاقية في مملكة قرطاج و تحول نظامها الى شكل فئوي عرقي الغائي انهارت تلك المملكة بفعل سقوط أخلاقها..
و بالاخلاق ايضا شاد الرسول محمد عليه الصلاة و السلام دولة عظيمة وكانوا مضربا للمثل في الرحمة و التعامل مع الأخر و عندما سقطت تلك القيم الاسلامية و ظهرت الفتن و الانقسامات سهل تشويه الرسالة الأسلامية و باتت تهم الأرهاب جاهزة و لعل ظهور تهم الأرهاب كان متزامنا مع سقوط حقيقة الاسلام الاخلاقي.. و قبل رسالة محمد عليه الصلاة و السلام كان دعوة يسوع الناصري و انتصر بفضل قيمه و اخلاقه و دحرت تعاليمه جحافل الاباطرة و الوثنيين ..
و بذلك اقول ان اي عمل مهما كان عظيما لن يكتب له النجاح ان لم يحمل في طياته قيم الأخلاق الأنسانية و التي هي العمود الأساسي و النقطة المركزية لبناء الشعب المخلص المتعصب لمجتمعه من خلال عطاءه للأنسانية ..
فالأخلاق هي جهاز روحي المكون من منظومة من القيم الوجودية (أعني المتعلقة بالوجود وتحسين الوجود) والذي مهمته أن يحول المثل العليا إلى وقائع ويصل النظرية بالعملية ويجعل الغايات الخافقة في ضمير المستقبل كائنات حقيقية تتحرك فينا وبيننا على أرض الحاضر.
و من الاخلاق هي ان نؤمن باهمية الشعب وان نعمل لغاية سيادة الشعب و تقدم الشعب في مضمار الحياة ,
ان العقلية الجديدة التي نصبوا لها هي عقلية العمل على اسس القيم الاخلاقية ، وجعلها تقاليد حياة الشعب الجديدة وبجميع الميادين، السياسية، والإدارية، والتربوية، والأمنية، والاقتصادية أيضاً.
و للحديث بقية ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشييع الرئيس ابراهيم رئيسي بعد مقتله في حادث تحطم مروحية | ا


.. الضفة الغربية تشتعل.. مقتل 7 فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائي




.. هل ستتمكن إيران من ملئ الفراغ الرئاسي ؟ وما هي توجهاتها بعد


.. إل جي إلكترونيكس تطلق حملة Life’s Good لتقديم أجهزة عصرية في




.. ما -إعلان نيروبي-؟ وهل يحل أزمة السودان؟