الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اطلبوا الديمقراطية ولو كانت في تركيا

محمد حمد

2023 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية كشفت لنا "ميزات" إيجابية كثيرة لم نكن نعرفها عن جيراننا الاتراك، ولم نألفها نحن في العراق رغم حجم وكثافة "الديمقراطية" التي جاءتنا بها امريكا مع احتلالها وغزوها للعراق عام 2003 والتي جعلت وطننا نموذجا نادرا لكل انواع الفشل والتلكأ والفساد والفوضى على اكثر من صعيد. حتى أصبح العراق في العشرين سنة الأخيرة "وباء" تخشى عدواه دول العالم. وما زال شفاؤه امرا مشكوك فيه الى حدّ كبير.
لقد أثبت الاتراك انهم شعب متحضر، يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه في هذه الانتخابات، ويحترم العمل السياسي ويؤمن بإمكانية التغيير في قيادة الدولة والبرلمان بغض النظر عن توجهاته السياسية، ولديه رغبة صادقة في المساهمة في حاضر ومستقبل البلاد. وبالتالي ساهم الشعب التركي بشكل فعال وضرب رقما قياسيا في المشاركة في التصويت أثارت إعجاب العدو قبل الصديق.
وخلافا للانتخابات التي تجري في العراق، لم نسمع لحد هذه اللحظة، عن مراكز انتخابية سُرقت أو صناديق اقتراع احرقت مع بطاقات الانتخاب أو عن "سيرفرات" تعطّلت أو عن حرائق في أماكن تخزين وحفظ بطاقات التصويت، كما يحصل عادة في العراق "الديمقراطي" . ولم نسمع شيئا عن طعون أو شكاوى أو اعتراضات من أي طرف. وكل شيء جرى بسلاسة ونزاهة يُحسد عليها الاتراك. وليتنا نتعلم منهم الشيء القليل ونقتدي، ولو بالحد الادنى، من ديمقراطيتهم ورصانة مؤسساتهم وثقافة الشعب التركي في ممارسة واجبه وحقه في التصويت لمن يريد بكامل الحرية والارادة، لا تحت الضغوط والتهديد والابتزاز والرشوة وشراء الذمم كما يحصل في العراق.
ومن أجل الفوز من الجولة الأولى كان الرئيس اردوغان بحاجة إلى نقطة واحدة أو أقل. لكن هذا الأمر لم يحصل. والتزم كرئيس حالي بالقرار والنتيجة النهائية. وهو على موعد مع جولة ثانية في نهاية هذا الشهر. لم يستخدم اردوغان اصابع "الدولة العميقة" لأنها موجودة في العراق فقط، من أجل وضع نقطتين أو ثلاث أمام اسمه وجعله يفوز من الجولة الاولى. تصوروا لو كان اردوغان رئيس "عربي" والانتخابات جرت في دولة عربية، لكانت نتيجة الاصوات التي حصل علبها تتجاوز الثمانين بالمئة او اكثر.
ان إعلان نتائج الانتخابات بعد ساعات قليلة دليل على نزاهة وإخلاص القائمين عليها ابتداء من الهيئة العليا للانتخابات وانتهاء بمدير اصغر مركز انتخابي في البلاد. وان الجميع، بما فيهم مؤسسات الدولة المعنية بالامر. مارس عمله بمهنية صادقة ونكران ذات.
لاحظوا المفارقة المضحكة: اسم الجهة المسؤولة عن الانتخابات في العراق: " المفوضية العليا المستقلة للانتخابات" وهي تأسست وتشكلت، شان كل شيء في العراق تقريبا، وفق نظام المحاصصة القومية والدينية والطائفية سيء الصيت والسمعة. وهي الوحيدة في هيئات العالم التي تحمل صفة "المستقلة" وهو دليل على على انها ليست كذلك. وان هيمنة الاحزاب الحاكمة عليها معترف بها دوليا !
وفي النهاية، نتمنى على حكام بغداد ان يستخلصوا بعض الدروس الثمينة من اجل الاستفادة، اذا توفرت النوايا الحسنة، من التجربة الديمقراطية لمجمل عملية الانتخابات التركية. ووضعها أمام ابصارهم التي اعماها الطمع والفساد والسعي المخجل وغير المشروع لتحقيق مصالح حزبية وعائلية ضيقة...بل ضيقة جدا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة