الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب الله بين النفري وآلان بوسكيه ١ السعيد عيدالغني

السعيد عبدالغني
شاعر

(Elsaied Abdelghani)

2023 / 5 / 18
الادب والفن


السرد هاجس بشخصيات أخرى حتى لو كانت مختلفة تماما عن هوية السارد الواقعية(الكاتب بأنواعه) ولكن في فضاء المتخيل.
كما كتب بوسكيه بلسان الإله في "وجع الإله" "أنا ملحدٌ متشاحنٌ بالإيمان." [1] وكما كتبت المتصوفة، كما أي روائي يتقمص.
فالهويات كلها مطروحة ومناقشة بشتى الجوانب أو عن تصورات المجتمع عن ما يمكن أن يكونه الإنسان.
الحديث بالأنا الإلهية
الحديث بالأنا الإلهية مقلق لحد كبير في فضاء المجتمع المعيشي لأنه أول تأويل يُنعَت به هو الكفر وتراتب الدلالة للكفر في الأديان مختلفة وجميعها تهدد أمنه الشخصي.
ومقلق على المستوى الفني لأن اللغة مفهوم دائم منذ البدء إلى الآن، مفهوم مجاور للإنسان وهي توجد حيث يوجد البين أو الإدراك الناقص القليل بينما عندما تدرك كل شيء ماذا ستقول؟
ومقلِق على المستوى السردي وما قبله لأنه يُحاز فيه الكل، فماذا تقول لغة خالق لكل شيء وقادر على كل شيء؟
وفي هذا الفضاء المتخيل فالهويات كلها مطروحة ومُنَاقشة بشتى الجوانب والأبعاد على حسب قدرة الشاعر الذي هو أكثر من يصل في الآخر الذي لا يعيشه فيزيائيا.
لصفة القدرة الأكبر على اللغة التي هي فلك الدخول لأي عرش هُوياتي، والتقاط المجازات التفاصيلية وتحويلها إلى نسق كلي. حيث كل نبض يقربه وتنهيدة كلامية.
وهذا يظهر في تعددات النعوت الشخصية للشاعر في قصائده بأنا تتلوها مجاز، وصف الخ.
ديوان بوسكيه "وجع الإله" قصائده أغلبها الأكبر يبدأ بجملة "يقول الإله:" ويسرد على لسان الإله المتخيل لبوسكيه ما يريد وهذه الطريقة توجد عند المتصوفة أيضا لكن ليس بالشكل الواضح في التركيب"يقول الإله:".
فالنفري يقول "أوقفني في العز" في المواقف والمخاطبات وأغلب كتابه يتكون بهذه الطريقة. لكن إله النفري إله صوفي محدد الدلالة واللانهائية مهما أطلقها لأنه ملزم بحكم التصوف بحيز إسلامي له.
بينما بوسكيه يقول، يحاول، تقصي مشاعر إلهه المتخيل، أفكاره، مخاوفه، تجاه كل شيء وبالأخص مخلوقيه بنزعة وجودية لا تخلو من ذكاء ماورائي وإدراك لحبكة الإله كمفهوم.
والجملتان أيقونيتان لكنهما مختلفان في الأسلوب فبوسكيه يقولها بوضوح أما النفري يقولها بالإشارة.
"يقول الإله:
لا أحب دوما ما أخلق.
مثلا، هذا الإنسان
أعطيته عينين، يدين، رجلين،
الذين هم إلى حد ما عمليين،
وفجأة ببخلٍ أكبر،
فقط هيكل عظمي واحد
وقلب واحد،
كما لو أني كنت خائفا أن يقف منتصبا جدا
أو يظهر حبا كبيرا.
ربما يجب علي أن أعيد خلق الانسان كلّه من جديد." [2]
بينما يدخل المتصوفة الأمر من حدث ديني دخله بوسكيه من جوانب شتى منها الديني أو غيره.
والفرق بين الخطابين هو مقدار حرية الجوار لا مقدار حرية الذوات التي تنتج الخطابات الفنية.
فما حدث في حياته على وجه التقريب فهو توفى 354 هجريا فيما صلب الحلاج سنة 309 هجريا، بالتأكيد أثار خيفة الجميع.
فقوله"أنا الحق" الذي تتركب من مبتدأ مشهور بالذات الشخصية والحق اسم مشهور إسلاميا بالله، دعوة إلى الحلول لو تم التأويل الحرفي الدارج والمنتشر لأي نصوص.
الشعراء كمجانين
هناك تصور سائد عن الفنانين والشعراء أنهم مجانين، هذا في الاحاديث اليومية للناس عنهم، في أحاديثهم بينهم وبين بعضهم.
وهذا يبدو حقيقيا إلى درجة ما لكن ليست الدرجة التي يقصدها الناس، وليس نوع الجنون الذي يقصدوه.
إنه جنون أليف، إلا ما خرج منه عن ذلك، من سلوكيات.
فغرابتهم أي علة نعتهم بالجنون هنا هي كون سلوكياتهم بعيدة بالكل او بالجزء عن معايير السائد.
ولقد عانى سرد النفري من درجات مختلفة من الطمس، بسبب طبيعة نصه وبسبب طبيعته الشخصية كان يؤلف لمريديه شفاهيا كما ذكرت المراجع التاريخية عن أن ذلك بسبب تواضعه.
يقول " أنا الظاهر فلا تحجبني الحواجب وأنا الباطن لا تظهرني الظواهر. أول الفتنة معرفة الاسم."
فهذه التعريفات الأناوية لا تخصه في ذاته الشخصية بل هي تصورات شعرية(ولا يراد من شعرية دفع الحقيقة عنها).
المراجع:
God s torment by Alain Bosquet








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا


.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ




.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت