الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانوية الفرنسية تفرض المثلية.. في الحاجة إلى حماية الأصوات المعارضة للمثلية

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2023 / 5 / 18
حقوق الانسان


بشكل ديكتاتوري لم يسبق له مثيل في تاريخ الأفكار و المعتقدات، تسعى فرنسا إلى فرض الإيديولوجية المثلية على كل من يطأ أرضها بغض الطرف عن خصوصيته الثقافية أو الدينية. و هذا ما يستدعي تدخل المجتمع الدولي لحماية حقوق الرافضين للمثلية.
ففي أحداث متتالية، حاولت فرنسا توظيف ملاعب كرة القدم من أجل الترويج للمثلية الجنسية، عبر فرض قمصان تحمل الرموز المثلية على الللاعبين، و تعريض الممانعين للعقوبات بالطرد و الإقصاء و التهميش بادعاء انتهاك قيم الجمهورية !
كنت قد توقفت، في مقال سابق، عند حالة اللاعب "إدريسا غاي" التي أثارت نقاشا واسعا داخل فرنسا و خارجها، و كنا نتوقع أن صانع القرار الفرنسي سيستوعب الدرس و يحترم قيم التعددية و الاختلاف، ما دام هؤلاء اللاعبون لا يمثلون أي تحد مباشر للخصوصية الثقافية الفرنسية عبر مهاجمتها و وتشويهها، بل يكتفون برفض الانضواء تحتها. و هذا حقهم الطبيعي الذي يكفله القانون الدولي و الميثاق العالمي لحقوق الإنسان .
لكن، صانع القرار الفرنسي كان له رأي آخر، و هو الآن يخلف ضحية جديدة. لاعب المنتخب المغربي و لاعب فريق تولوز الفرنسي (زكريا أبو خلال) يعيش أزمة حادة في علاقته بفريقه نتيجة رفضه ارتداء قميص يحمل الرموز المثلية و رفض اللعب في مباراة/حملة داعمة للمثليين، و بدل إنزال عقاب مباشر عليه، كما في حالة اللاعب إدريسا غاي، جأ العقل الإيديولوجي الفرنسي إلى ممارسة التمويه و التزوير عبر اتهام شخصية سياسية، لورانس أريباجي نائبة عمدة تولوز المسؤولة عن الرياضة، للاعب بإهانة المرأة !!!! و هذا ما نفاه اللاعب في اتصال مع مدرب المنتخب المغربي (وليد الركراكي) و اعتبره ادعاء باطلا الهدف منه تصفية حساب ليس إلا !
الكثير من شعوب العالم ترفض المثلية الجنسية و المسلماون ليسوا استثناء في ذلك، فقد صرح الرئيس الروسي، على الملأ، بموقفه الرافض للمثلية، بالإضافة إلى رفضها داخل المجتمع الصيني و اعتبرت في عهد ماو تسي تونغ جريمة يعاقب عليها القانون و مرضا عقليا يتطلب العلاج.
إذا اقتصرنا فقط على الاستثناء الإسلامي و الكونفوشيوسي و السلافي، نجد الرافضين للإيديولوجيا المثلية يتجاوز الأربعة ملايير ! مع العلم أنه داخل الغرب الأور-أمريكي نفسه نجد رفضا واسعا للمثلية داخل التجمعات الدينية و في أوساط الأسر المحافظة، بالإضافة إلى الطبقات المثقفة التي أصبحت تمتلك وعيا صحيا حول مخاطر المثلية الجنسية جسديا و نفسيا.
مع كل هذا الرفض للإيديولوجيا المثلية، داخل الغرب و خارجه، هل يمكن القبول بفرضها على الرافضين ؟ المثليون أقلية، داخل الغرب و خارجه، و يجب أن يعوا حجمهم و ألا يوظفوا العنف المشروع للدولة من أجل فرض اختيارهم الإيديولوجي.
يجب على المؤسسات الدولية أن تتدخل لحماية حقوق الرافضين للمثلية، و ضمان حقهم الطبيعي في التعبير و ممارسة حقهم في الرفض. كما يتحمل المجتمع المدني الدولي مسؤولية أخلاقية في حماية حقوق الرافضين للمثلية، و فضح ما يمارس في حقهم من عنف رمزي و مادي لإرغامهم على التطبيع مع المثلية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال


.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار




.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم


.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #




.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا