الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسئلة وحواشيها

هاتف جنابي

2006 / 10 / 28
الادب والفن


(هذه هي الأسئلة، وحواشيها شعرا ونثرا،
لا فرق بين خصيةٍ وخصية، إلا بالانتفاخ،
الآن أسأل الجميعَ ممن لا يفرقون بين إصبع وإصبع ونكبة وأخرى
وامرأةٍ وامرأة.
هم يولدون، وقد ولدوا على ضفاف العجز والبكاء،
لهم أظلاف مدببة، قبيل أنْ يخرجوا يرفسون الأرحامَ
فتتفصّد كهوفُ القابلات، بعدها تصير الأماكنُ عاقرةً.

هم يولدون في ملحفةٍ سرعانَ ما تستحيل شارعا وحيّا
ويختا فارها، وحريما، إلى آخره إلى آخره..
شكرا لكم: ها أنتم ومن البداية تدفعوننا لكتابة الشعر،
ولأن الوزنَ والبناءَ القديمين قد تكلسا، ها نحن نجرّبُ صيغةً أخرى للتعبير
عن بنفسجة الاندحار، وأراجيح الخيبة،
عن فتات المقابر البيضاء(بيضاء في زمن الحروب)،
عن صرير البدويّ وهو ينحني فوق غانية ملساء رخامية،
عن مزابل النعيم وهي تتناسل
على السواحل الغريبة
دائما تهرب تهرب بعيدا عن الكتب السماوية التي حرّمتها.

هذه إذن هراوة الحضارة التي دفعتنا
لأن تحرثَ الحيواناتُ المحرمةُ أراضينا،
الخنازيرُ تحرث، يا للجنادب في المصحات،
الجنادبُ تصفع أرملةَ"الواسطي" التي تلد
الآن/أبدا/ في مزبلة متحفية. *

هذا إرثنا فلنعدْ إليه، لقيوده وحرابه،
لحريته وانسفاحه!
يا له من كوكتيل محليّ مدرع بالمحرمات،
تباركه كومبوتراتٌ حليفة:
Danke, Ca Va, Good, Grazie...

مرةً أخرى ونحن نتحسسُ أجسادَنا
ألفينا أصابعنا تُرهف السمعَ واللمسَ
للأشياء، للفلزات والمعادن والأحجار،
يا لها من عودةٍ سحرية مباركة للعصور الحجرية
إنها معجزةُ الأحفاد التي نباركها شعرا):

وهم يحرثون خطانا،
وهم يفتحون المدى؛
عشبةً في الكلام
وبابلُ تبكي على حجر في المنافي
رمتنا به الساحراتُ
ولمّا تصل بعدُ أقدامُنا الحجرَ الأسودا،
غير أن الرياحَ تسامتْ
فمدّتْ إلينا يدا
قذفنا بها أرخبيلَ الظلام.

تشجّ السوادَ الأناملُ
بحرقة ضوءٍ وجرح ٍ شقيّ
عراةً رقصنا
نفضنا غبارَ الليالي،
إلى النهر ِ في حلّةِ السنديان
مضينا.

(أخذ الصيّادون ينثرون المعاجمَ والهراوات ِ
والبساطيلَ للماء
وثمة فكرةٌ تتلمّظ ظ ظ ظ الآنَ-
صاح العراةُ:
علقوها، علقوها،
فالحبالُ منصوبةٌ لأشياء أخرى
منذ قرون!

في هذه المدن المستباة القاحلة
عليك أنْ تكتبَ الفصلَ الأخير
يا (ابنَ منيف) من المملحة**
قال أحدُ الناثرين بحسدٍ مبين!
عندها ضحك الجميع
بينما راح طفلٌ
يشجّ جبينَ أحد الشعراء
بالحجر،
معجزة الحجر
الآن قلْ ما تشاء – قالها الطفلُ بانتشاء
لا يفلّ الحديدَ سوى الحجر).

... تنهمر الطعناتُ، وخلف تماثيلَ مُعْوَجّة
سقطتْ سيده
(قالها الشاعرُ)
قلتُ ارفعْ يديكَ وقبّلْ
عباءتَها أيها الجسدُ
صدرها خزفُ
ركبتاها كمانٌ،
وأطرافها سعفُ

وهي الآن تلوي الأصابعَ معزوفةً
تتحرر من ربقةِ الطعنات
بجلال ٍ
تمد أظافرَها في التراب.

هذه الأسئلة
والحواشي مآتمُ ما بين باب ٍ وبابْ
هذه الأسئله
حجرٌ وطفوله
والحواشي قطيعٌ، شوارعُ مقفرةٌ،
ومدى شايعٌ،
لا شبابيكَ نغلقها خلفه لا حجابْ.

* إشارة إلى الفنان العراقي الواسطي ولوحته الولادة.
** إشارة إلى الروائي عبد الرحمن منيف وحيثيات روايته"مدن الملح".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال