الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية علي

حسين علي كاظم المجيد

2023 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


في عقاب مقتل اللادري سياسيًا عثمان بن عفان و انحياز المجتمع لعدة جهات متعددة الأفكار و التوجهات الفكرية و بسبب قلة المعرفة و التوعوية السياسية و انحدار الدولة نحو الانقراض و ظهور شمس الانقراض في أفق الكساد الشعبي العام و ما تلتهُ من اشاعات و فتِن و مؤامرات داخلية حيكت بدعمًا خارجي بتأييد من عدة ولايات و عصيان تخريبي بين رجالات الدولة و تشتت جمع الأمة نتيجة الإدارة الفوضوية التي قادها عثمان بن عفان مما أدت نتائجها إلى تشكيل حكومة تصريف أعمال و ليست قيادة حكيمة ذات قواعد و أسس ترسيخية من شأنها تثبيت أركان الدولة و نمو اقتصادها التجاري و مبدأ تطبيق الاستيراد والتصدير و نمو أمن الحكومة و أزدهار اوضع شعبها و الشعوب المؤيدة لها في حقن الدماء و الاقتتال السلطوي بين أفراد الأسرة الواحدة . تم انتخاب علي بن أبي طالب في عام ٦٥٦م رئيسًا للبلاد بتوافق شعبي كامل لمدة ٥ سنوات في انتخابات أجريت بصورة ديمقراطية - دينية ، كانت نسبة الأصوات المؤيدة توصلت ما فوق ٩٠% ما بين المدن و الولايات و الأقاليم . انتهج عليًا سياسة محافظة جدًا حيث أخذ بتقدم المجتمع و زيادة وعيه و حقوقه ، فأعلى من شأن العملة حيث يعد اول من سك الدرهم الإسلامي الخالص و و على الجانب السياحي ، فتح مجالات عدة للمستثمرين بقوافل السياحة و مطالعة الثقافة و حضارة الأمة و كما قام بإنشاء مدارس تعليمية للقضاء على الأمية بنسبة عالية إذ فتح مدارس الفقه و النحو و جمع الكتب و تطوير الكتابة و التأليف ، و على الصعيد الأمني فأنهُ وضع خبرتهُ العسكرية ضمن التجربة الواقعية ، حيث قام بإنشاء مراكز  تنظيم الشرطة وإنشاء مراكز متخصصة لخدمة العامة كدار المظالم ومربد الضوال وبناء السجون ،  وكان يدير حكمه انطلاقا من دار الإمارة ، و فيما يخص معالم الازدهار فقد تطورت المدن بشكلًا حصاريًا ملموسًا و خاصةً في عاصمتهِ مدينة الكوفة ، بالرغم من أن علي لم يخضع اي فتوحات أو حروب خارج القطر طوال فترة حكمهِ إلا أنهُ بنى سياستهِ على نظرية " العدو الحقيقي هو بالداخل " فقامت حكومته على دحر الإرهاب و محاربة الفساد و المحسوبية و تشكيل فرق محاسبة الوزراء قبل المواطنين و لم يسلم من شدة الحكم و فرض القوانين حتى الرئيس نفسهِ و ذلك أفضل صورة قدمها علي للعدل ، في جميع أعوام حكمه قاتل علي الداخل على عكس الذين سبقوهُ في كرسي الحكم . فقد تشكلت لديه رؤية من خلال مواكبتهِ للسلطات السابقة بان الخطر الرئيسي هو الداخل اي نواة الفساد و الظلم و الجور و سلب الحقوق و مصادر النهبِ و الفقر كان منبعهِ داخليًا مما ادى الى شن عدة معارك عرفت خلال التاريخ بأنها أعنف محاربة بين السلاطين و رجال الدين منها معركة الجمل و النهروان و صفين و الضحايا لا تعد و لا تحصى . بهذهِ الفكرة السياسية حول علي إدارة الدولة من ( فوضوية - ترسلية - بيروقراطية ) إلى إدارة تتسم ( بالدبوماسية - الديمقراطية ) . و من خلال معرفتهِ بهذا المجتمع الشبه جاهليّ فقد كانت لديهِ مليكة سايكلوجية مما شكل برنامجًا يمزج بين أهم قطبين لواجهة الدولة ، الاول هو معرفة الرئيس بأبناءِ جلدتهِ و الثاني كان دور الصحافة و الإعلام . فقد تقدمت دولة علي دورًا بارزًا بتركبية نفسية - صحافية لنشر العلم و الثقافة و التاريخ و أبعاد المجتمع عن الأمراض النفسية بصورة مغايرة تختلف تمامًا عن الجذور التي نُبت عليها الناس و محاربة الإشاعات و التهم الوهمية الداخلة لتفتيت النظام . و فيما احتل علي المرتبة الأولى في تصنيف - جمع السياسية و الدين - فقد كان النموذج العربي الوحيد الذي استطاع جمع الدين و السياسة على هيئة دولة مدنية . قال الألماني ويلفرد مادلونغ أنه كان متمسكًا بتعاليم دينهِ بشدة وغير مستعد للتنازل عن مبادئهِ من أجل المنفعة السياسية . و هذا يدلُ على عدم انحياز الدولة لأي جهة تبعية من جانب و من جانب آخر فقد أبى في بداية تسلمهِ المنصب أن يكون رئيسًا للبلاد و إنما أراد أن يكون وزيرًا أو مستشارًا قومي . و من أجل تفنيد نظرية علي يعد أبًا الشيوعيين فعند قراءة حكمه بصورة حيادية تحليلية نجد أنهُ لم يكن يميل إلى شيوع نسب الإنتاج بين المواطنين ، هذه النظرية التي لازمت علي طول ذكره في الأوساط السياسية رغم عدم وجود أدنى فكرة حول شيوعية علي بل كان ضد أهداف الشيوعية من خلال محاربتهِ التاريخية في معركة صفين ، لقد كان عليًا ديمقراطيًا بشكلًا محافظ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #بايدن يدافع عن #إسرائيل.. ما يحدث في #غزة ليس إبادة جماعية


.. بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ومرافقي




.. هل هناك أي نوع من أنواع الامتحان أمام الجمهورية الإيرانية بع


.. البيت الأبيض.. اتفاق ثنائي -شبه نهائي- بين أميركا والسعودية




.. شوارع تبريز تغص بمشيعي الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه