يا جماهير شعبنا الفلسطيني
يا جماهير أمتنا العربية
يا أبطال الانتفاضة والمقاومة
إن قمة شرم الشيخ التي انعقدت تحت يافطات السلام الأمريكي الخادع ومتاهة خريطة الطريق ما هي سوى ضجيج إعلامي ومناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي العام العربي والدولي والتغطية على حقيقة المشاريع الأمريكية الصهيونية الهادفة لتسويغ وتشريع الاحتلال الانجلو أمريكي للعراق وتفتيت المنطقة والسيطرة عليها وعلى ثرواتها وإطفاء جذوة المقاومة، وهي بمثابة مكافأة للعدوان والاحتلال الأمريكي للعراق وجرائم الحرب التي تقترف بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وتعكس على أكمل وجه ملهاة الأنظمة ومأساة الشعوب.

إن جماهير شعبنا الفلسطيني وشعوب أمتنا العربية التي سئمت هذا الفيلم الأمريكي الطويل من لقاءات القمم والمؤتمرات وإعلانات المبادئ على امتداد عقد من السنوات الماضية، امتحنت هذا السلام والديمقراطية والمبادئ على الأرض الفلسطينية والعربية حروبا وقتلا واستيطانا وسجونا وتدميرا وانتهاكا لكل الشرائع الدولية والإنسانية، ولن تنطلي عليها هذه الأحابيل والمناورات الاستعمارية، التي تنكر حق شعبنا في مقاومة الاحتلال وتصف مناضلي الحرية بالقتلة والإرهابيين، فيما تلوذ بالصمت أمام إرهاب الدولة المنظم وجرائم الحرب الصهيونية.

أبناء شعبنا العظيم
أبطال الانتفاضة والمقاومة
ها هو اليوم يجري إعداد المسرح في مدينة العقبة لعقد قمة أخرى يظهر فيها مجرم الحرب شارون مستجيبا لنداء شريكه بوش بزي حمامة السلام، متسلحا بما يسمى خارطة الطريق التي ربطها بجملة من الاشتراطات فوق ما يكتنفها من خداع وغموض، بحيث تغدو أية آمال في عناصر إيجابية مزعومة فيها هباء منثورا.

إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهي ترفض تجاهل المتغيرات الإقليمية والدولية، التي تتطلب اتخاذ كل ما من شأنه أن يفسد ويفضح ويفشل مناورات الاحتلال وشريكه الأمريكي، فإنها ترى بأن دعوات حكومة الاحتلال للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية ديمقراطية ترمي وبضربة واحدة ليس إلى شطب حق عودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها فحسب بل وإلى إدانة نضال شعبنا التاريخي على امتداد أكثر من قرن من الزمان ومنح الشرعية للحركة الصهيونية وسلوكها وتدمير م.ت.ف كيانا وبرنامجا وإطارا ومؤسسات وقيادة شرعية وطمس ومصادرة دور أبناء شعبنا في مناطق 48 وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية والقومية، مقابل وعود واهية بدولة فلسطينية معلقة في الهواء.

يا أبناء شعبنا الصامد المكافح
يا صناع المجد أبطال الانتفاضة والمقاومة
إن هذه القمة التي تعقد في مدينة العقبة نزولا عند الرغبة الأمريكية، بتمثيل فلسطيني محدد سلفا وبغياب مطبق لممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبتجاهل صارم لأية رقابة دولية تكشف عن مدى الاحتكار الأمريكي – الصهيوني لما يسمى بعملية السلام وعن استهدافاتها المبيتة لزرع الفتنة في الساحة الوطنية وإخماد الانتفاضة والمقاومة منارة الحرية والصمود وهدر تضحيات شعبنا ومنجزات الانتفاضة، والإفلات من المآزق التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي وحكومة الاحتلال بفعل الانتفاضة والمقاومة.

إن مناورة تقطيع الوقت والاستجابة المخادعة لمجرم الحرب شارون بالموافقة المثقلة بالشروط على ما يسمى خارطة الطريق، بعد فشل خياره العسكري في وقف الانتفاضة والمقاومة ما هي إلاّ محاولة جديدة للدمج بين خياره العسكري المأزوم والمناورات السياسية لإجهاض كفاح شعبنا وضرب أهدافه في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وهو الأمر الذي يتطلب من شعبنا وقواه الوطنية والإسلامية وحكومة السلطة الفلسطينية ومؤسساته الأهلية التحلي بروح اليقظة الوطنية واعتماد الحوار الديمقراطي سبيلا وحيدا لحل خلافاته الداخلية وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة من الجميع، التي تقوم بالإعداد لاستعادة الوحدة الوطنية وبناء م.ت.ف على أساس ديمقراطي عبر الانتخابات وفق قانون انتخابي جديد على قاعدة التمثيل النسبي وبما يعزز وحدة شعبنا ومقومات صموده الوطني وحماية الانتفاضة والمقاومة التي لا بديل لها الركيزة الأساسية لأي إنجاز وطني والحارس الأمين لأهدافه الوطنية وحق شعبنا المشروع في كفاحه التحرري من أجل الاستقلال والعودة.

النصر للانتفاضة والمقاومة
المجد والخلود للشهداء
الحرية للأسرى والمعتقلين

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
فلسطين
4/6/2003