الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القمّة العربية: شعيط ومعيط وزيلينسكي جرّار الخيط...

محمد حمد

2023 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


من المؤكد أن أمريكا وافقت على عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وسمحت بحضور الرئيس السوري بشار الأسد إلى جدّة لللمشاركة في القمّة المنعقدة هناك، شريطة أن يحضر أيضا مهرّج اوكرانيا ومدلّل امريكا، زيلينسكي. وبما أن هذا الأخير لا يجيد غير التمثيل الكوميدي من نوع المحتوى الهابط" فهو دائما يبحث عن مسرح. سواء كان في الهواء الطلق أو في القاعات المظلمة والمحصّنة جيدا. ولا تعنيه بشيء المدارس المسرحية، وان كان يفضّل مسرح "العبث" بحياة الاوكرانيين، كما بيّنت الحرب الدائرة حاليا بين روسيا واوكرانيا. والمهم بالنسبة له هو الظهور والتقاط الصور مع الكبار وتسليط الاضواء البرّاقة على شخصه الذي يفتقر إلى الذوق والاحترام واللياقة. كان بإمكانه مثلا أن يرتدي بدلة متواضعة ولكن تليق بمنصب الرئاسة، بدل الحضور إلى قمّة العرب بهيئة شحّاذ ! وفوق كل هذا، تأتي رغبته الجامحة للمتاجرة، مهما كلّف الأمر، بما يمكن تسميته ب "مظلومية" اوكرانيا.
وبناء على أمر "ولائي" امريكي ملزم وغير قابل للنقاش سيقوم آل سعود بدعم المهرّج زيلينسكي بملايين الدولارات وليس بالأسلحة. لأن أسلحة السعودية صُنعتْ فقط من أجل قتل الشعب اليمني المسالم. والمغلوب على امره.
اما الرئيس السوري بشار الاسد، فبعد سنوات من القطيعة والتهميش والاقصاء، عاد الى جدّة تحت عنوان "عودة الابن" أو الرئيس الضال. واستقبل بالاحضان والقُبل. ليشارك "اخوة يوسف" في قمّة جدة، الذين سعوا بكل السُبل الشريرة والخبيثة لالقاء سوريا وشعبها في بئر الحروب والدمار والخراب والإرهاب المدعوم من قبلهم.
ان حضور الرئيس السوري يعتبر حدثا نادرا، يثير الفضول والترقب ايضا. بل يكاد يكون "الحدث" الوحيد الذي اتجهت نحوه انظار المشاركين والمتابعين على حد سواء. وربما لاول مرة ارتفع "منسوب" اهتمام العالم بالقمة العربية. وعدا ذلك لاشيء آخر يستحق الذكر !
فقد تعودنا منذ سنوات على تكرار نفس الكلمات والتطرّق الى نفس الملفات والمواضيع، ومنافشة القضايا "ذات الاهتمام المشترك" كما دأبوا على التكرار. فضلا عن اطلاق وابل من صواريخ الادانة والشجب والرفض ضد الكيان الصهيوني الذي لم يتوقّف يوما واحدا عن ارتكاب الجرائم وانتهاك حقوق وحرمات الشعب الفلسطيني، تحت انظار وابصار واعلام العالم كلّه.
ولم يعرف على مدى سنين طويلة ان الجامعة العربية ساهمت، ولو باضعف الايمان، في حل المشاكل التي تعصف ببعض الدول المنتمية إليها.
وجاء البيان الختامي للقمة العربية، كما هو متوقع، نسخة معدّلة بعض الشيء عن البيانات التي صدرت في القمم السابقة، والتي تكثر فيها مفردات مثل ندعم ونثمّن وندعو ونطالب...الخ. طبعا تمّت إضافة بضعة اسطر حول عودة سوريا، مرفقة بالوعود الكبيرة باعمارها وحل ازمتها السياسية بما فيها ملف اللاجئين. كل هذا ملمّع ومطلي بالكلمات المعسولة والاماني البرّاقة، التي ستبقى حبرا على ورق شفاف !
ما يثير السخرية التي هي جزء من العمل العربي بشكل عام، هو أن الحكام العرب كعادتهم يطالبون إيران وتركيا دون ذكرهما بالاسم، بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، رغم عمليات التطبيع المتواصلة لمعظمهم مع إيران. والانكى من ذلك هو أن الحكام العرب بلا استثناء يتجاهلون، عن قصد وخوف، ما تقوم به سفيرة امريكا في بغداد السيدة رومانوسكي، والتي لم تترك اي مسؤول او "سياسي" عراقي وأحد دون أن تجرّه إلى ملعبها المليء بالالغام. لتملي عليه شروط واشنطن بحجج وأسباب جلّها تصب في خدمة امريكا.
أن نفاق الحكام العرب ليس جديدا. واذا اتفقوا على شيء فان اتفاقهم لا يدوم اكثر من يوم واحد. وان الشعوب العربية غسلت ايديها (الى حدّ الكراع) من مثل هذه اللقاءات والقمم التي يصعب اعتبارها، حتى على سبيل المزاح، عرض عضلات يقوم به رؤساء وقادة خير امّة اخرجت للناس !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات